وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ملتقى الشباب العرب السادس يختتم اعماله ويخرج بتوصيات يصر الشباب على تحقيقها خلافاً لتوصيات الكبار

نشر بتاريخ: 12/02/2008 ( آخر تحديث: 12/02/2008 الساعة: 07:44 )
قلقيلية -معا- اختتم مساء أمس الأول في فندق القدس الدولي، ملتقى شباب العرب السادس الذي رعته الدكتورة نانسي باكير وزيرة الثقافة بتنظيم واشراف مركز الاعلاميات العربيات.

وقدم الشباب المشاركون توصيات يطمحون لتحقيقها في ضوء تحقق توصيات المؤتمر السابق, تم تجسيدها على ارض الواقع في فيلم "شباب خارج الطيف" الذي تم عرضه يوم الختام, والاذاعة المجتمعية المحلية التي أعلنت رئيسة مركز الاعلاميات العربيات محاسن الامام خلال حفل الافتتاح عن اطلاقها لتكون مساحة مهنية لتشغيل الصحافيين الشباب العاطلين عن العمل.

وشملت توصيات هذا العام التي أعدها الشباب المشاركون بناء على حاجاتهم والأوراق التي قدمها المحاضرون خلال ثلاثة أيام؛ رفع توصية إلى جامعة الدول العربية تدعو الى ادخال مادة أو منهاج "التربية المدنية" هدفها بناء جيل شبابي يملك ثقافة المشاركة في مؤسسات المجتمع المدني بشكل إيجابي, بحيث تصبح موضوعاً أساسياً يدرس في المؤسسات التعليمية, وأن تكون موحدة والزامية في جميع الدول العربية. والتأكيد على ضرورة ايجاد برامج تدريبية تعنى بحقوق الانسان والحريات وتؤكد على ضرورة تطبيق برنامج الاعلام لغير الاعلاميين من الشباب بكافة الدول العربية. وإعداد دراسة شاملة لواقع الشباب العربي تلقي الضوء على التحديات التي تواجهه.

بالاضافة الى تطوير وتفعيل موقع "أيام" الالكتروني الذي يعد واجهة شبابية الكترونية, وذلك من خلال تعميم بيوت الشباب في كافة الدول العربية. واصدار مطبوعة سنوية تغطي جميع الفعاليات والتوصيات التي تناولها الملتقى, وتعميمها على بيوت الشباب والمؤسسات الاعلامية. وأكد المشاركون على ضرورة الاستمرارية في عقد الملتقى, مع زيادة عدد الدول العربية المشاركة من خلال مراسلة الهيئات الشبابية - الرسمية وغير الرسمية - في تلك الدول, وبمشاركة الشباب العربي في المهجر من أجل تعميق التواصل العربي - العربي.

إلى جانب ذلك يتم تشكيل لجنة متابعة ممثلة بأربعة شباب مشاركين من وحدة الشباب التابع لمركز الاعلاميات العربيات, جمهورية مصر العربية, جمهورية سورية, ودولة فلسطين.

وأخيراً يتم رفع التوصيات إلى الرئيسة الفخرية لمركز الاعلاميات العربيات سمو الاميرة بسمة بنت طلال, كما ترفع أيضاً لوزيرة الثقافة الراعية للملتقى, والمجلس الاعلى للشباب, وتتولى رئيسة المركز ذلك, كما يكلف الشباب العربي في الملتقى برفع هذه التوصيات الى المؤسسات المعنية في بلدانهم.

ولم تقتصر فعاليات اليوم الاخير في الملتقى على التوصيات لكن وفود الشباب العرب الذين قدموا في اليوم الاول معروضات لبلادهم في المعرض الذي يحافظ الملتقى على اقامته كل عام, قدموا في اليوم الاخير أوراق عمل تحمل أرقاماً وأفكاراً وأحياناً مشاعراً فكان الملتقى مساحة نشطة تمكن الشباب خلالها من عرض مالديهم ليكونوا سفراء لأوطانهم, لا يقدمون الصورة الوردية ويلجأون للصمت, بل شملت أوراقهم والافلام الوثائقية والصور نقداً لواقعهم وصوتاً لهم ومحركاً لرفاقهم الشباب من دول عربية أخرى ليفكروا في مشاكلهم معاً, كما سيتم حفظها كوثائق في مركز الاعلاميات العربيات.

الوفد المصري قدم ورقة عمل تصف واقع الشباب المصري الاجتماعي بالارقام حيث أشارت الارقام إلى أن ما نسبته 31% من سكان مصر هم شباب, وكلمة شباب في ورقة العمل هذه تشمل الفئة العمرية ما بين (15 - 30سنة), وكانت الارقام تقود المتتبع لها إلى أن معاناة الشباب في مصر تتمحور حول البطالة وارتفاع سن الزواج.

من سوريا أشارت ورقة العمل المقدمة الى أن متابعة التلفزيون بين الشباب تصل الى 83%, ورغم ارتفاع النسبة الا أن الشباب يقبلون على متابعة القنوات الفضائية, وفي ذلك اشارة الى انعزال نسة كبيرة من الشباب السوري عن تلفزيونه الوطني وبالتالي انعزاله في احيان عن قضاياه الوطنية التي يتعرض لها اعلامه الوطني.

وللتصدي لظاهرة احجام الشباب عن وسائل الاعلام الوطنية أشارت ورقة العمل الى ضرورة أن يمسي الشباب السوري مساهماً في إعلامه المرئي والمسموع والمقروء, كما تشير الورقة الى توجه الدولة مؤخراً لتفعيل دور الشباب في الاعلام من خلال اشراكهم والبحث عن قوالب حديثة في الاعلام بأشكاله المتعددة.

ورقة أخرى قدمتها سورية تضمنت دراسة تناقش مسلمة أخلاقية تشير الى أن دافع الشباب الى الادمان على العقاقير وتناول الكحول سببه التغلب على الضجر, في حين ان الدراسة التي قام بها الشباب أشارت بالارقام الى أن أسباب عدة تتقدم التغلب على الضجر أهمها المشاكل والتحديات التي تواجه الشباب وتقليد الاهل.

الورقة التي قدمها الوفد الفلسطيني قدمت الوقع الذي يعيشه الشباب في الارض المحتلة لكن بلغة الارقام, حيث أشارت الى أن 87% من الشباب تعرضوا لمواقف كادوا يفقدون بها حياتهم, وأثر الاحتلال على نفسية الشباب يظهر في كل التفاصيل فتصل نسبة الذين يفضلون سماع الاغاني الحزينة إلى 28%, وقد لا تكون صدفة أن تكون نسبة من يتوقع مستقبلاً ناجحاً لنفسه تساوي النسبة الاخيرة.. ولعل الظروف الصعبة تقف خلف مشاركة نسبة 40% من الشباب جيرانهم واصدقائهم بهمومهم.. وغير بعيد عن الموت فهنالك ما نسبته 66% من شباب فلسطين رأوا الموت في منامهم و68% تخيلوا الموت, 42% رأوا شخصاً يموت أمام أعينهم. وقدم شباب لبنان ورقة تحمل مشاعر الالم لأجل الواقع الذي يعيشه لبنان وصرخة رفض للتفسخ الذي ينخر في لبنان, ودعوة لبيروت المجنونة ـ كما تصف حالها الصحف اللبنانية ـ أن تعود كماكانت, حتى لا يضل الشباب الذين يسعون الهروب من الطائفية طريقهم عن الوطن عندما يختارون الهجرة بعيداً.

وتبع ذلك عرض صور من فلسطين وفيلمين وثائقيين من فلسطين, نقلوا صورة الواقع المعاش هناك للأشقاء العرب.

وفي ختام الملتقى تم توزيع الشهادات على المشاركين الثلاثين الذين مثلوا خمس دول عربية على أمل أن يشاركهم شباب باقي الدول العربية في العام القادم.