![]() |
مرحلة سياسية جديدة وانتصار عباس
نشر بتاريخ: 04/05/2018 ( آخر تحديث: 04/05/2018 الساعة: 21:39 )
![]()
الكاتب: ماجد سعيد
بنشوة المنتصر كان الرئيس محمود عباس يتحدث امام المجلس الوطني.
منتصر على خصومه في الداخل ممن لم يرغبوا في عقد المجلس الوطني وقاطعوه٬ تمكن منهم وشكل لجنة تنفيذية بيديه٬ ابعد من ابعد وقرب اليه من قرب. ومنتصر على اعدائه في إسرائيل وأميركا ممن سعوا للبحث عن بديل له بعد رفضه قرار ترامب الخاص بالقدس واعلانه الوقوف بوجهه. مع خصومه الذين سيختلفون معه في المرحلة المقبلة حول شرعية التمثيل والتشكيل الجديد٬ لم يقطع خيط الوصال الضعيف٬ بعد ان ترك الباب مواربا امامهم للحاق بالركب٬ ليقول لهم انا رجل وحدودي٬ لكنه في المقابل وان حاول في ختام المجلس الوطني طمأنة الناس في غزة بانه لن يتخلى عنهم٬ الا انه حدد العلاقة مع حماس على قاعدة إما او٬ إما ان تتحمل الحكومة كل شيء وتتمكن من كل شيء٬ او تأخذ حماس الجمل بما حمل وتتحمل كل شيء وهو ما يعني أياما صعبة ستمر على غزة خاصة وان موقف حماس لن يتغير. مع إسرائيل وأميركا كانت إشارة الرئيس عباس توحي بالتصادم٬ وهو يتحدث عن ان قابل الايام ستكون هناك خطوات وصفها بالصعبة فيما يتعلق بالعلاقة معهما. هذا الامر اثار العديد من التساؤلات والمخاوف لدى إسرائيل وهو ما عكسته صحافتها من إمكانية وقف التنسيق الأمني الذي يمثل أولوية إسرائيلية في العلاقة مع السلطة الفلسطينية. لكن ما اشغل إسرائيل أكثر والتقطتها على الفور تلك العبارة التي قالها الرئيس عباس عن "ان العالم كره اليهود بسبب الربا وليس الدين". إسرائيل تركت كل ما جاء في الخطاب وامسكت بهذه العبارة٬ وأطلقت ابواقها الإعلامية لتهاجم الرئيس أبو مازن وتتهمه بمعاداة السامية وكراهية اليهود٬ وتمكنت من دفع العديد من المسؤولين ومنهم اصدقاء لفلسطين في العالم الى انتقاده وتوجيه اللوم اليه. وبغض النظر ان كان ما قاله الرئيس واعتذر عنه في وقت لاحق يعرفه العالم او يهرب منه ويخفيه٬ الا ان عباس بدا وكأنه يقول لإسرائيل واميركا انه لم يعد هناك ما يخسره٬ وانه ما زال الأقوى وبيده ان يغير المعادلة على الأرض٬ هزم خصومه في المنظمة بعد ان تمكن من اقصائهم من اللجنة التنفيذية٬ وحدد سقفه السياسي الذي يكرره دائما في خطاباته من على مختلف المنابر٬ وقال بوضوح ان صفقة القرن لن تمر فمعه قوة الشرعية والحق. |