وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

انطلاق المؤتمر التربوي "نهج شامل لتعلّم فاعل"

نشر بتاريخ: 06/05/2018 ( آخر تحديث: 06/05/2018 الساعة: 18:34 )
انطلاق المؤتمر التربوي "نهج شامل لتعلّم فاعل"
رام الله - معا - نظمت وزارة التربية والتعليم العالي ومؤسسة الأمديست وضمن برنامج دعم المدارس، اليوم الأحد، المؤتمر التربوي تحت عنوان "نهج شامل لتعلّم فاعل"، وذلك برعاية وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، بمشاركة وكيل الوزارة د. بصري صالح، والقائم بأعمال مدير عام المعهد الوطني للتدريب والتأهيل التربوي د. ريما دراغمة، ومدير عام برنامج دعم المدارس في الأمديست جوني زيدان.
ويأتي هذا المؤتمر تتويجاً لمرحلة طويلة من الجهود المشتركة والإنجازات المتتالية التي حققها برنامج دعم المدارس على مدار الأعوام الخمس الماضية، ويهدف المؤتمر أيضاً إلى عرض وتبادل الخبرات وقصص النجاح المتمثلة في المشاريع والمبادرات التربوية المشاركة؛ فمنذ بدايات العام 2013، انطلق البرنامج بالشراكة بين وزارة التربية والأمديست بتطبيق نهج شمولي لتحسين بيئة التعليم والتعلم لأكثر من 18000 طالب وطالبة في 50 مدرسة.

وافتتح المؤتمر الوكيل صالح مرحباً بالحضور من كافة المديريات، ناقلاً لهم تحيات الوزير صيدم، مثمناً جهود الأمديست والمؤسسات ذات العلاقة ومساندتها الوزارة في جهودها التطويرية المتواصلة.
وتحدث صالح عن أثر برنامج دعم المدارس في تعزيز ودعم توجهات وزارة التربية الرامية إلى إحداث نقلة نوعية على صعيد العملية التعليمية ومواكبة المتغيرات الإقليمية والعالمية، مشيداً بنهج البرنامج باعتباره نموذجاً يحتذى به، مشيراً إلى المعلمين والمعلمات والطلبة المتميزين الذين تجاوزا بعملهم وبتميزهم في العالم، "فكانت المعلمة حنان الحروب الأولى على مستوى العالم، وحصلت مدرسة طلائع الأمل على لقب أفضل مدرسة عربية، وحصدت الطالبة عفاف الشريف لقب بطلة تحدي القراءة على مستوى الوطن العربي".
وأكد صالح أن الفلسفة التربوية الحديثة قائمة على ثلاثة محاور رئيسة هي: ترسيخ الهوية الوطنية الفلسطينية من خلال تربية الطلبة على الاعتزاز بهويتهم الفلسطينية وانتمائهم ليكونوا خير سفراء لبلادهم في المحافل المختلفة، ورفع قدرات الطلبة من خلال إكسابهم المعارف والمهارات اللازمة التي تمكنهم من المنافسة بشكل فاعل، وكذلك مواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل المحلية والدولية، وتعزيز التوجه إلى مجالات الريادة والإبداع والتركيز على التعليم المهني والتقني بما يسهم في دفع عجلة التنمية.
وفي كلمتها الترحيبية، قالت دراغمة "إن هذا المؤتمر يأتي ضمن إطار المدرسة الفلسطينية الفاعلة بكافة عناصرها من عاملين وأولياء أمور ومجتمع محلي، حيث تنصب كافة الجهود على إكساب الطلبة المهارات والخبرات اللازمة لتعزيز قدراتهم، ليكونوا مواكبين لكل ما يستجد بمجال التعليم والتعلم".
كما تطرقت دراغمة إلى ضرورة انسجام التدريب في كافة مراحل البرنامج مع المعايير الخاصة بالعاملين في المدرسة من معلمين ومرشدين ومشرفين وربطها بموضوعات التدريب التي يعمل عليها المعهد الوطني للتدريب التربوي، مشيرةً إلى أهمية برنامج دعم المدارس في جعل عملية التطوير عملية شمولية من خلال التشبيك بين المدارس والمديريات، ومجالس أولياء الأمور، والمجتمع المحلي للخروج بالنتائج المتوخاة، لافتةً إلى أن البرنامج وفر كافة المستلزمات والاحتياجات الضرورية لعملية التدريب، وتعزيز البنية التحتية والرقمية في كافة المدارس الـ 50 المشاركة بالمشروع.
وفي سياق عرضه لنجاحات البرنامج، عبر زيدان عن تقديره لوزارة التربية لدعمها البرنامج وقناعتها بفعالية نهجه الشامل، مقدماً شكره للمعهد الوطني للتدريب التربوي الذي لعب دوراً كبيراً في إطار هذا البرنامج.
واستعرض زيدان قصص نجاح منتقاه تظهر الأثر في تطوير الطلبة وتنمية مهاراتهم وجعل مدرستهم مكاناً أكثر أماناً وتحفيزاً لعمليتي التعليم والتعلّم، مشدداً على ضرورة نقل الخبرات والنجاحات إلى مدارس أخرى، وتطوير ما يلزم من موضوعات وأساليب تدريب للمدراء والمعلمين والمرشدين بما يدعم خطط الوزارة التطويرية.
وشملت جلسات المؤتمر، عروضاً للمدارس المشاركة في البرنامج، حيث قدم المديرون والمعلمون والمرشدون والطلبة، عروضاً في ثلاثة محاور تربوية أساسية هي: تجارب المدراء في قيادة التطوير المدرسي وتفعيل دور أولياء الأمور، وتجارب في التعليم والتعلّم النشط، والنشاطات الطلابية ودورها في إطلاق العنان لإبداعات الطلبة.
وشمل المؤتمر، فقرات مسرحية قدمتها مجموعة من طالبات مدرسة السيدة زينب الأساسية للبنات، إحدى المدارس المشاركة في البرنامج، وذلك حول العوامل التي تحاكي أهمية رعاية وتطوير النهج الشمولي في التعليم وتعزيز مهارات الطلبة ورعاية ميولهم المنهجية واللامنهجية.
وفي نهاية المؤتمر، تم تكريم المدارس الـ 50 التي عمل برنامج دعم المدارس على تطويرها، تقديراً لجهود طواقمها في إدارة الدعم الذي تلقوه من البرنامج بشكل فاعل، ما ألقى بظلاله على تطوير كافة الجوانب المتعلقة بالطالب والمعلم.
يذكر أن برنامج دعم المدارس يعتبر المدرسة بجميع مكوناتها: المدير والمعلمين والطلبة وأولياء الأمور وأعضاء المجتمع المحلي، عوامل مهمة للتغيير، لذلك عمل على تمكينها من خلال تعزيز شراكة حقيقية بين البيت والمدرسة والمجتمع لتشكيل نظام بيئي نفسي وجسدي واجتماعي وثقافي لتعزيز الرفاهية للطلبة، كما عمل البرنامج على استقطاب وتفعيل كل من له دور في العملية التعليمية، خاصة المجتمع المحلي، فأولياء الأمور وأعضاء المجتمع المحلي يشاركون المدراء ومعلمي المدارس في إعداد خطط تحسين المدارس.
وقد قدم المشروع أدوات وتدريب مبتكر للمسؤولين لتقييم المدارس ووضع خطط لتحسينها وتنفيذها على أرض الواقع، هذا وركز البرنامج أيضاً على تطوير القدرات والمهارات الحياتية والاجتماعية لدى الطلبة، هذا بالإضافة إلى ترميم العديد من مرافق المدرسة المتمثلة في الغرف الصفية، وغرف الإدارة والمعلمين، وساحات اللعب والمرافق الصحية، وتأهيل مختبرات العلوم والحاسوب والمكتبات للمدارس المشاركة، ورفدهم بجميع الأدوات والمستلزمات الضرورية لتطوير التعلم التجريبي لدى الطلبة.