وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اسرائيل وحماس ..وسياسة حافة الهاوية : محللون يستبعدون تقويض اسرائيل لحكم حماس والحركة مستعدة للتفاوض غير المباشر

نشر بتاريخ: 12/02/2008 ( آخر تحديث: 12/02/2008 الساعة: 21:16 )
بيت لحم- غزة- تقرير معا- فيما تواصل اسرائيل قرع طبول الحرب على ابواب القطاع عبر حملة اعلامية واسعة لتهيئة الراي العام الاسرائيلي والدولي للقيام بعملية عسكرية كبيرة في القطاع ومتوعدة بالمساس بكبار قادة حماس وفي مقدمتهم رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية .

في هذا الوقت فان تلميحات رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية اليوم باستعداد حكومته دراسة اية مبادرة تهدف الى تحقيق الامن والسلام وانهاء الاحتلال معطوف عليها دعوة مستشاره السياسي احمد يوسف باستعداد حماس للتفاوض بدلا من الرئيس عباس وفق ما جاء في مقال له نشرته صحيفة "هارتس" الاسرائيلية اليوم يطرح اسئلة حول المآلات التي قد تفضي اليها سياسة حافة الهاوية التي لجأت اليها اسرائيل عبر توعد حماس بالتصعيد واغتيال كبار قادتها وتسليم القطاع الى الرئيس محمود عباس وهو ما يستبعده العديد من المراقبين الذين يرون ان من مصلحة اسرائيل الابقاء على حكم حماس وتكريس حالة الانقسام بين الضفة والقطاع وتعميقها وفق ما يرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل الذي اضاف :

" ليس من اهداف اسرائيل انهاء حكم حماس او سيطرتها على غزة, ولكن اسرائيل تريد حماس ضعيفة في غزة وحماس تعرف انه لا يوجد احد يستطيع انهاء حكمها في القطاع الا اسرائيل والاخيرة لن تقوم بهذه الخطوة لانها تعني اعادة احتلال القطاع وماذا بعد ذلك ؟ اي ماذا ستفعل اسرائيل" ؟.

واعرب عوكل عن اعتقاده في حديث لوكالة معا ان اسرائيل ايضا لا تريد وقف الصواريخ لانها تستخدمها ذريعة لتحقيق هدفها المركزي وهو وقف العملية السياسية .

واضاف"اعتقد ان اسرائيل ناجحة في ذلك ويجب على الجميع ان يدرك ان اسرائيل هي التي تتحكم في كل شيء وفق مخططاتها هي" .

كما اعرب عوكل عن تشاؤمه مما يحمله المستقبل على صعيد مستقبل القطاع والضفة الغربية, وقال ": ان الامور كلها تشير الى عمل اسرائيل الدؤوب على فك الارتباط مع غزة والحاقها بمصر وحماس اعلنت سابقا انها تريد ذلك , كما ان اسرائيل تعمل على تكثيف الاستيطان في الضفة الغربية وافشال خطة السلطة وبالتالي لن تكون للسلطة مستقبلا سوى حكم ذاتي على جزء صغير من الضفة يمكن الحاقه بالاردن".

من جهته قال يحيي رباح الكاتب والمحلل السياسي ان إسرائيل التي تهدد باجتياح قطاع غزة إمامها مدى زمني يهدف إلى إحراق عام 2008 بافتعال العديد من المعارك ووضع العراقيل .

واوضح ان الهدف المركزي لدي القيادة السياسية الإسرائيلية هو ان تقضي العام 2008 دون الوصول لمفاوضات جدية و دون التزامات حقيقة و إسرائيلية فهي حين تواجه أي نوع من الضغط من أمريكا لا تلجا للمواجهة بل للاستيعاب و تفتيت موجة الضغط .

و يعتقد رباح ان الوضع الفلسطيني الحالي هو الأداة الأكثر أهمية في إسرائيل لإحراق عام 2008 .

واضاف" لذلك هل ستبقي غزة تحت النيران التقليدية ربما تضاعف من عمليات القصف لكن عملية الاجتياح البري الواسع لا تريدها إسرائيل الآن قائلا" إذا افترضنا ان إسرائيل أنهت الوضع في غزة الآن فإنها ستكون أمام استحقاق اخر".

ومن جهة أخرى فان حماس اكتشفت ان تغيير المعادلات لايتم بالأمنيات و يلزمه عناصر موضوعيه هي لا تمتلكها ومن المحتمل ان تعود حماس لقراءة النتائج بعد عملية فتح الحدود مع مصر.

ويعتقد رباح انه بعد أحداث المعبر تسلم المصريون ملف صفقة شاليط و التهدئة و ان عمر سليمان وزير المخابرات ذهب بنفسه لإسرائيل لذات الغرض و لكن اسرائيل لن تدفع الثمن المتوقع.

وانهى رباح قوله" بان افضل ما عند إسرائيل ان تبقي الأمور تراوح مكانها ليس لعدم قدرتها و لكن لان الوضع الفلسطيني الراهن يخدمها ويوفر لها الغطاء للهروب من استحقاقات العام 2008 ".

يوسف ينفي :

من جهته فقد نفى احمد يوسف ان يكون قد دعا الى اجراء حوار مباشر مع اسرائيل وتجاهل الرئيس عباس , وقال ان دعوته واضحة جاءت في سياق مقال نشر في صحيفة "هارتس" الاسرائيلية اليوم يتحدث فيه عن عملية ديمونة" والتي جاءت كرد فعل حتمي على الاعتداءات الاسرائيلية والحصار المفروض على الشعب" .

وقال ان الدعوة قديمة وتحدث فيها اكثر من مسؤول من حماس وعلى راسهم هنية ومشعل وهي دعوة اسرائيل الى تقديم تصور يمكن من خلاله رفع الحصار وعقد تهدئة متبادلة لوقف الهجمات الاسرائيلية وفتح المعابر .

واضاف يوسف لمعا": ان هذه الدعوة ليست موسمية وانما هي قديمة ولا يمكن تفسيرها انها جاءت بسبب التهديدات الاسرائيلية وقرعها طبول الحرب والسلم ولكنها تصور لدى حماس لرفع الظلم عن شعبنا, وفي حال لم تستجب اسرائيل فاننا سنواصل مقاومتنا وتطوير اساليب نضالنا لصد العدوان".