|
ايها العرب... القدس خيمتكم الاخيرة
نشر بتاريخ: 15/05/2018 ( آخر تحديث: 15/05/2018 الساعة: 11:04 )
الكاتب: د.هاني العقاد
اليوم نقلت واشنطن سفارتها الى القدس العربية ,القدس الفلسطينية عاصمة الدولة الفلسطينية وتحدت كل تلك الزعامات العربية التي صمت اذانها واغمضت عيونها وتنكرت لكل قراراتها التي اتخذتها خلال القمم السابقة وخاصة القمة 13 في عمان 1980 تلك القمة التي اعلن فيها العرب انهم سيقطعون العلاقات كافة مع أي دول تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وهي ذات القمة التي رفضت الاعتراف وقبول القرار الدولي 242 الذي نطالب اليوم في قمة الرياض بتطبيقه، وطالبوا بإسقاط اتفاقية كامب ديفيد وقطع العلاقة مع مصر على اثر عقدها اتفاقية منفردة مع اسرائيل, اليوم بالتزامن مع نقل السفارة الامريكية الى القدس تعلن واشنطن عن مبادرتها لتصفية القضية الفلسطينية والتي عرفتها ب ( صفقة القرن ) والتي لا تعدو سوى صفقة يتم فيها حل الصرع على اساس التطبيع العربي الكامل مع اسرائيل لتصبح اسرائيل دولة شريكة في كل شيء قد تمثل في اقرب قمة عربية قادمة لان عضويتها في جامعة الدلو العربية باتت مؤكدة.
بالأمس كانت قمة نيسان في الظهران 2018 التي اعلن فيها العرب ان القدس عاصمة الدولة الفلسطينية واكدوا دعمهم لرؤية الرئيس الفلسطيني ابو مازن التي اعلنها في مجلس الامن فبراير 2018 واكدوا في البيان الختامي على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للامة العربية جمعاء وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة عاصمة الدولة الفلسطينية، وشددوا على عدم شرعية القرار الامريكي بشان الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وحذروا من اتخاذ أي اجراءات من شأنها تغيير الصفة القانونية والسياسية الراهنة للقدس، وشددوا على اهمية السلام الشامل كخيار استراتيجي في الشرق الاوسط على اساس المبادرة العربية 2002 وطالبوا المجتمع الدولي تنفيذ كل القرارات الدولية وقرارات مجلس الامن واخرها قرار 2334 الذي اعتبر الاستيطان الاسرائيلي في الارض الفلسطينية عام 1967 غير شرعي ويجب ازالته. ما بين قمة عمان 1980 وقمة الظهران 2018 سنوات من التخاذل والاصرار على العار والتراجع والاستسلام فلا اسقط العرب كامب ديفيد ولا استطاعوا حماية القدس ,لا بل ان العرب يخسروا الان خيمتهم الاخيرة في فلسطين وهي القدس بالصمت على قيام واشنطن نقل السفارة الى هناك ولم يقدم احد منهم او يتجرأ على قطع العلاقة مع واشنطن او حتى ان يقول كذبا لهم لا تدخلوا بلادنا , لعله بات واضحا ان واشنطن تتحدى كل المشاعر العربية والاسلامية والعرب يتحدوا مشاعرهم وقراراتهم ويضربوا بها عرض الحائط ويتراجعوا عنها دون خجل , اليوم لم يستطيعوا بعد 16 عاما من تسويق مبادرة السلام العربية باتت بالمقلوب واصبح العرب يهرولوا وراء التطبيع وارضاء اسرائيل وعقد الدفاع المشترك والاتفاقيات الامنية والسياسية والاقتصادية دون ان تعاد الحقوق الفلسطينية او يقرر الفلسطينيون مصيرهم ويقيموا دولتهم ويستعيدوا قدسهم.. القدس الخيمة الاخيرة اليوم التي سيخسرها العرب ويخسروا اعمدتها وعروبتها وشرفها وكبريائها وكرامتها، سيخسرون مسجدهم الأقصى وكنيسة القيامة وكل المقدسات. ايها العرب اعلم ان بعضكم ما زال علي العهد لكنه لا يستطيع فعل شيء واعلم ان جزءا كبيرا منكم بات يبحث عن ملذات الحكم الضعيف وملذات الارتماء في احضان الغرب امريكا وبريطانيا وحلفاء الشر واليوم تبحثون عن احضان اسرائيل وتوظفوا كل ما تملكون من اموال وسلطة لتبقى عروشكم امنه وتبقون على سدتها تبيعوا ما لا تملكون من مقدسات، الا تعرفوا ان القدس التي صمتم عن اغتصابها واغمضتم عيونكم عن جسدها الممزق واغلقتم انوفكم عن رائحة دمائها التي تنزف ليل نهار هي خيمتكم الاخيرة فان اقتلعها المحتلون واستباحوا مقدساتها ورفعوا رايتهم فوق مآذنها لن تبقى لكم خيام ولن تبقى لكم عواصم لان القدس عاصمة العرب وشرف العرب وتاريخ العرب، انتم بدونها مجرد قبائل تتصارع على النساء وتلهثون وراء خيام بالية واشرعة بلا سفن. ايها العرب ابشركم ان عواصمكم في طريقها للسقوط والزوال وبلدانكم ستصبح اكثر من بلد وجيوشكم سترتدي الفساتين الجميلة وترقص في ليالي البغاء، لن تبقى عروشكم يوما واحدا بعد القدس فالقدس خيمتكم الاخيرة وقبلتكم الاولي، لن تجدوا خيمة اخرى تداري سوءاتكم ولن تبقى القدس وجهة لإداناتكم وشجبكم ومؤتمرات الخزي والعار لا تضيف الا مزيدا من السقوط والتردي كل شيء بات معروفا ومكشوفا لكل الوطنيين وكل الغيارى والشرفاء ولأصغر وطني في بلدانكم... القدس خيمتكم الاخيرة فان ضاعت الخيمة وبعتوها بثمن لا يتعدى وهم زائل وثمن بخس وكومة من رصاص وقنابل ومارينز يقفوا على شواطئكم ضاع تراب اوطانكم وضاع مجد ابائكم وباتت وعروشكم زائلة.. سيأتي من تحتمون به بغيركم ليأخذ اكثر ما اعطيتموه من ثروات فهو في قرارة ضميره يعتبركم غير امناء على بلدانكم ولا تستحقون ثرواتها. ايها العرب التراجع ليس عيبا لا استطيع ان اقول لكم كيف تنظفوا انفسكم وتعودوا عن السقوط وتحرروا اوطانكم وتحموا عروشكم العربية وتعود اصالتكم لمجدها، لا استطيع ان اقول لكم كيف ان توقفوا الغريب بعيدا عن ابواب قصوركم وتطردوا كل العساكر الغرباء خارج حدودكم.. ايها العرب لا استطيع ان اقول لكم كيف يكون الانسان شريفا ويقطع اليد التي تعبث من اسفل... ايها العرب توقفوا ولا تحاصروا انفسكم ولا تغلقوا الابواب امام من يطلب العون من اهل القدس فهم حماة مجدكم وهم ثورتكم التي لن تموت حتى لو متم. |