|
ليلى.. جسدها الغض أربك الاحتلال
نشر بتاريخ: 15/05/2018 ( آخر تحديث: 16/05/2018 الساعة: 15:45 )
غزة - معا - لو ان الملاك ليلى 8 اشهر كانت تدرك انها كانت الخطر الاكبر الذي يهدد جيش الاحتلال المدجج بالأسلحة لاختارت البقاء في المنزل، ولكنها لم تعِ أن أقوى قوة عسكرية محيطة في قطاع غزة كانت تخشى زحفها نحوهم، لتنضم لقافلة شهداء العودة في قطاع غزة.
أي خطر شكلته ليلى لتعاقب بهذه الطريقة الوحشية وأي ذنب اقترفته هذه الرضيعة التي كانت برفقة والدتها الى مخيمات العودة حتى تكون نهايتها الموت البطيء، ليلي نامت في حضن والدتها في خيام العودة ولكن والدتها لم تعتقد لدقيقة ان مهجة قلبها قد فارقت الحياة بفعل الغازات السامة التي أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على المتظاهرين السلميين شرق مخيم العودة شرق غزة، وظنت لوهلة انها نائمة الا ان روحها كانت قد فارقت الى بارئها بهدوء بفعل الغازات السامة. ليلى هي الوردة التي تمنتها مريم الغندور بعد أن فقدت نجلها الطفل سليم قبل عام، فاختطفتها قنابل الغاز من حضن دافئ كان يشعرها بالأمان فأي حياة ستمضى بعد أن رحلت ليلى، لا كلمات تصف حجم الفقد الذي تشعر به الوالدة المكلومة بطفلين لا ثالث لهما، وبحياة اقتصادية سيئة قست عليها وعلى أطفالها. باغتتها قنابل الغاز المسيلة للدموع في المنطقة التي كانت بها برفقة والدتها التي حافظت على اتزانها خوفا من أن تستيقظ ليلى وتلهو في المنطقة فتزحف نحو الحدود، ولكن جسدها الصغير لم يحتمل استنشاق كميات الغاز السامة.. دقائق معدودة كلمح البصر تحول لون ليلى الأبيض الى زراق يشبه زرقة السماء وبدأت تلفظ انفسها الاخيرة فغادرت مبكرا قبل ان تصل الى مستشفى الشفاء في مدينة غزة وقد فراقت الحياة. نامت ليلى النومة الابدية لتلتحق بأخ لم تره عيناها ولم يكبر ليراها فقد سبقها سليم الى جنات الخلد قبل عام وهو ابن خمسة وعشرين يوما فقط تاركين وراءهما اما وأبا قست عليهما الظروف المعيشية في غزة... فقبل الوداع الاخير سرّحت الوالدة شعر طفلتها ولفت جسدها بعلم فلسطين لعل في موتها عبرة للمتخاصمين ".. أني مت من أجل أن يبقى العلم مرفوعا على حدود العودة". |