|
انقسام وفوضي بالعالم سببه ادارة ترامب..!
نشر بتاريخ: 22/05/2018 ( آخر تحديث: 22/05/2018 الساعة: 11:18 )
الكاتب: د.هاني العقاد
فشلت امريكا في حشد دولي من اجل تشريع قراراها المشؤم اعلان القدس عاصمة لإسرائيل وما ترتب عليه من اجراءات امريكية احادية تمثلت بنقل السفارة الامريكية الى القدس وما سيأتي من اجراءات سياسية اخرى، وفشلت امريكا في اقناع العالم ان تلك الخطوة تصب باتجاه تحقيق السلام بالشرق الاوسط , ومع هذا الفشل ضعف الدور الامريكي بالعالم بسبب انحيازه الكامل لدولة الاحتلال الاسرائيلي وتبني المشروع اليهودي اليميني بالكامل في انهاء الصراع لحساب اسرائيل دون تحقيق ادنى حقوق سياسية شرعيه واهمها حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني, ولعل الفلسطينيين على حق عندما اعلنوا من اول لحظة وردا على الاعلان الامريكي ان القدس عاصمة لإسرائيل "ان امريكا لم تعد راعية لعملية السلام ولم تعد وسيطا نزيها يمكن ان يتحقق السلام برعايته" وهذا بالفعل اثر على امريكا وجعل من سمعتها السياسية في اسفل المستويات بل وهز الثقة التي كانت على الاقل تتمتع بها امريكا بين اصدقائها خارج دائرة التحالفات.
لعل العالم الذي يحترم القانون الدولي اصبح مدركا تماما ان امريكا تخوض حربا ضد القانون الدولي وبنوده وقرارات مجلس الامن ذات الصلة والقانون الانساني وكل قوانين حقوق الانسان لأنها تتعامل مع الاراض المحتلة عام 1967 ارض متنازع عليها وارض يحق لإسرائيل استيطانها وتغيير الوقائع القانونية والسياسية لها وبالتالي تتنكر لتوجهات العالم بالتعامل مع الاراض المحتلة وتعريفها كأرض محتلة بالقوة العسكرية حسب القانون الدولي وبهذا فان ادارة ترامب اليوم تنتهك كافة الاتفاقيات الدولية وتعمل ما براسها باستمرار وما يتوافق مع رؤية ترامب الشخصية ولأيدولوجية لهذا فانه يمعن في التحدي البالغ للقانون الدولي وكان القانون الدولي لا يسري على الولايات المتحدة الامريكية. ولعل اهم الاسباب التي جعلت اكثر من ثلاثة ارباع دول العالم تعمل بخلاف التوجه الامريكي هو انتهاك امريكا الصارخ للقانون الدولي وهيمنتها البالغة والخطيرة على مجلس الامن الذي يفترض ان يوفر الامن والاستقرار في اكثر المناطق سخونة كفلسطين لا ان يوظف وجوده لصالح صناعة الفوضى والانقسامات والتحالفات المبنية على المصالح الاقتصادية اولا لأمريكا وحدها ومن ثم لتشريع المشروع الاحتلالي الاسرائيلي للأرض العربية. لن ينتهي الصراع حسب الخطة الامريكية التي ستعلنها واشنطن قريبا وخاسر من يلهث وراء امريكا فان تحالفها الذي تريد تقويته اليوم على حساب القدس وتحت مزاعم الحماية الامريكية للعالم العربي المهترئ والضعيف لعبا على مسألة التهديد لتلك الانظمة ما هو الا صورة تم نسجها بخيوط باهتة وضعيفة سرعان ما تتلاشي اذا ما تعرضت للضوء.... نعم خاسر من يدور في فلك امريكا اليوم وخاسر من يمنح امريكا الثقة ويثق في انها الدولة القوية بالعالم والقادرة على فعل كل شيء، يوما ما ينتهي الهيلمان الامريكي وتتخلى امريكا عن كل حلفائها وسترمي بهم على اول عتبة فارقة في مستقبلها السياسي امام العالم لان تحالفها هذا ليس لخدمة العرب ولا أي من الدول الأخرى كدول القارة الافريقية الضعيفة التي تساند القرار الامريكي وتقف معها وتنحاز بالتالي لإسرائيل ومشروعها العنصري المجرم. اليوم انقسم العالم وباتت امريكا تقود مجموعة دول ضعيفة لا تمنح القوة لها بل تشتري الدعم الأمريكي بالمال وهذا يتبين من المعطيات التي توفرت بعد حفل افتتاح ونقل السفارة الامريكية للقدس حيث لم يحضر سوى 22 دولة بتمثيل دبلوماسي ضعيف وامتناع 44 دولة اخرى لان الاجراء غير قانوني ويضر بسمعة من سيشارك في الاحتفال.... ونلاحظ ان من حضر هم الدول التي تلقت من المعونات الامريكية والاسرائيلية كثيرا كهندوراس والبوسنه وبورما وانغولا والكاميرون وأثيوبيا والكنعو ونيجيريا ورواندا وزامبيا وتنزانيا، اما باقي دول العالم فكان لها موقف اخر، الاتحاد الاوروبي وكافة دوله لم تحضر بل وتعترض بقوة على الاجراء الامريكي والسلوك السياسي لإدارة ترامب في التعامل مع قضايا الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وكان لافتا غياب روسيا والهند واليابان بالغرم من العمل الدبلوماسي الكبير الذي استهدف هذه الدول مؤخرا. لقد باتت امريكا تعزل نفسها عن العالم وتقود كتلة ضعيفة سرعان ما تنكشف وتضعف يوما ما وسرعان ما تدرك تلك الدول ان رهانها على واشنطن كان مجرد خدعة وقعت فيها بسبب الاغراء الامريكي الاسرائيلي الكاذب فلم تحقق اجراءات واشنطن السلام ولم تجلب الاستقرار بالعالم بل ان تلك الدول لابد وان تعرف الان ان ادارة ترامب سببا للفوضى والانقسام بالعالم وسببا لمزيد من الكراهية بين الامم والشعوب. اما العالم العربي الذي ارتمى في الحض الامريكي سرعان ما يكتشف ان امريكا لن تنفعهم ولن تدافع عنهم بل هي سبب تلك الحروب التي تنشب هنا وهناك والفوضى الكبيرة حولهم والانقسام بين صفوفهم لاستنزاف كل الطاقات العربية للحصول على الثروات العربية والمال وما الحلف الجديد لا يعدو سوي حالة زواج امريكي عربي كزواج المسيار لا اكثر ولا اقل وعندما تتمكن ادارة ترامب من تحقيق الصفقة الاقتصادية الكبيرة في تجميع المال العربي والذهب والبترول في احضانها سينتهي كل شيء و تترك العباءات العربية تقاذفها الرياح وامواج الخليج . نستخلص ان انقساما حادا يشهده العالم اليوم وفوضي كبيرة بالشرق الاوسط وعدم استقرار بسبب ضياع السلام الحقيقي والعادل للصراع الفلسطيني والاسرائيلي ونقل السفارة الامريكية للقدس كمقدمات لصفقة القرن التي تحاول ادارة ترامب ترويجها وتسويقها بالعالم العربي التي لا تعدو سوى صفقة اقتصادية للهيمنة على كل راس المال بالمنطقة العربية التي هي اغني مناطق العالم حتي اللحظة , الحلف الذي تقوده امريكا حلف ضعيف لأنه بني على المركزية الصرفة ولصالح طرفين في الحلف وليس لكل دول الحلف او مكوناته السياسية , اما الحلف المقابل فهو الاكبر والأقوى لأنه حلف كونته الظروف المقابلة دون سعي من كتل ودول الحلف ودون خطط استعمارية مشبوهة فحالة الانحياز للإنسانية وحقوق الانسان هي السمة الغالبة و العامل المشترك بين دول خذا الحلف وخاصة ان 128 دولة تؤيد هذا الحلف من خلال قرار الامم المتحدة التاريخي باعتبار قرار الولايات المتحدة الامريكية الخاص بالقدس العربية غير قانوني وباطل. |