|
الشهيد الأشرم.. شهادة سبقت شهادة
نشر بتاريخ: 26/05/2018 ( آخر تحديث: 27/05/2018 الساعة: 09:51 )
غزة- تقرير معا- يغيب الشهيد بلال الاشرم، عن امتحانات الثانوية العامة التي انطلقت اليوم في كافة محافظات غزة، بينما لا تزال تحتفظ والدته برقم جلوسه وكرسيه الذي كتب عليه "إذا استشهدت خلي الكرسي مكانه".
كان بلال على موعد مع شهادة الثانوية العامة يخطط لدراسة الطب في بريطانيا، ولكن حلم الشهادة كان أسرع منها فبلال استشهد في اليوم الثاني من مليونية العودة بعد ان شيع شهيدا في منطقته فعاد ليشيع شهيدا هو الآخر. كل شي في المنزل كان مخططا لتهيئة الأجواء الدراسية لبلال، ولكن بلال كان يريد الشهادة، فقد مر اليوم الذي يسبق الامتحانات ثقيلا على والدته فإرادة الله كانت أقوى من كل المخططات التي رسمتها لبلال. تقول نسمة الاشرم والدة الشهيد : "كنا عاملين برنامج للمتابعة وكان دائما يقول لي أن دوري يبدأ في الثالث والعشرين من هذا الشهر، حيث أقوم بتجهيز الاختبارات له ومتابعة المواد وخاصة التي تحتاج الى حفظ". وتضيف الوالدة: "إن غياب بلال اليوم عن التجهز للامتحانات كان أصعب من وقع استشهاده". عرف عن بلال اجتهاده في العلم وحبه للدراسة، وكان من المتفوقين حتى أن رغبته لدراسة الطب اصطدمت بالواقع الاقتصادي الذي خلفته الخصومات على رواتب موظفي السلطة فاقتنع بلال انه سيدرس الهندسة المدنية أو الكهربائية في الأردن واستمر في التجهيز دون أن يثنيه ذلك عن المشاركة في مسيرات العودة منذ الثلاثين من آذار- مارس. شكل نبأ استشهاد بلال فاجعة لوالده المسافر في مهمة عمل الى الاردن، فمنذ العام 2005 كان بلال هو رب الأسرة في غياب والده. حصل بلال على قبول في الجامعات الأردنية قبل حصوله على الشهادة الثانوية، كما حصل على منحة من السفارة الفلسطينية في الأردن ولكنه كان على موعد مع الشهادة. اليوم ينتهي حلم عائلة الأشرم بغياب نجلها عن امتحانات الثانوية العامة الى الأبد، وضاعت كافة الجهود والمخططات والمتابعة للوصول الى الهدف بمعدل مرتفع مكنه من الدخول الى مرحلة الجامعة. |