وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"مي وتمر"حملة ذاتية تعكس المحبة والاخاء

نشر بتاريخ: 11/06/2018 ( آخر تحديث: 11/06/2018 الساعة: 23:50 )
"مي وتمر"حملة ذاتية تعكس المحبة والاخاء
غزة-معا- في خطوة تعكس المحبة والتأخي بين كافة شرائح المجتمع الفلسطيني يواصل القائمون على حملة تمر ومي للسنة السادسة على التوالي خطواتهم في توزيع المياه وحبات التمر على المتأخرين عن افطارهم في رمضان وخاصة في المفترقات الرئيسية في قطاع غزة.
عند مفترق السرايا في مدينة غزة بادرت مجموعات شبابية مسيحية ومسلمة لتوزيع المياه والتمر على الصائمين قبيل موعد الإفطار، الذين أدركهم أذان الإفطار على مفترقات الطرق في محافظة غزة، في جو تسوده الألفة والمحبة والتسامح.
سهيل ترزي صاحب الفكرة والمبادر لها على مدار سنوات يؤكد ان الهدف من هذه الحملة البسيطة والمتواضعة كما وصفها هي التخفيف من السرعة على المفترقات ووصول الصائمين الى اهاليهم غانمين سالميين.
ويقول"إنه يعتز ويفتخر بثقافته وانتمائه لامته العربية والإسلامية، مُبينا أن المُبادرة التي يقوم بها تشعره بـ “السعادة عند التخفيف من توتر الصائمين واستعجالهم لإدراك الإفطار وتخفيف السرعة ليصلوا الى أطفالهم وعائلاتهم سالمين غانمين”.

وفي الحملة تأكيد على الروابط المسيحية الاسلامية التي تربط الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده فيضيف:"أن الدين الإسلامي ينص على قبول ومحبة الآخر، تسعى هذه المبادرة لتجديده ترسيخ هذه المفاهيم بين أبناء الشعب الواحد والأمة الواحدة، مضيفاً أن “الدين الإسلامي والقرآن الذي قرأه المسلم والمسيحي معًا في بنوك المدارس والجامعات، هو مصدر يعطي أكثر من دليل على التسامح والعطاء>
المبادرة التي جاءت تحت شعار حق العودة حق مقدس تماشيا مع مسيرات العودة السلمية جاءت بجهود شخصية وبتمويل ذاتي من ترزي نفسه الذي اكد على استمرارية هذه الحملة من بعده بجهود ابنائه حيث قال:"انا مستمر في هذه الحملة الى ان يشاء الله ووصيت ابنائي من بعدي بها"
لاقت المبادرة تفاعل واسع في اوساط الشباب المشاركين مسيحيين ومسلمين فتفاعل معها الجميع وبادر البعض الى العمل معهم واشاد الصحفي والناشط الشبابي سامر الغول المشارك بحملة توزيع الماء والتمور والمبادرات الأخرى التي يقوم بها في المناسبات الدينية بمواقف العرب الفلسطينيين المسيحين وقال " الإنسان بغض النظر عن دينه، مجبول على عمل الخير؛ فالشخص السوي الطبيعي يميل بفطرته لمد يد العون لكل من يحتاجه بغض النظر عن دينه ومذهبه".
وأضاف الغول ان المبادرة عمل "إنساني خير وهو تفطير صائم لم يصل بيته، إلى جانب التوعية بمخاطر السرعة سيما مع ارتفاع حوادث السير".

وفي هذا السياق، أكد الغول ان قطاع غزة يتميز بالوحدة بين أبنائه على اختلاف دياناتهم، ومن تلك الصور أن كثيراً من الجهات المسيحية تقوم بعمل إفطارات رمضانية، وهي صورة مشرقة تدل على تكافل المجتمع ووحدته.
وعن ردود فعل الصائمين، يقول: ليس أجمل من ابتسامة الصائم مع كلمة شكر وجملة “كثر الله من أمثالكم”، مشيرًا إلى كم البهجة التي تدخلها في نفوس المتطوعين.
ليست هذه المبادرة الا حملة تؤكد مجددا على التآخي والوحدة الوطنية التي تجمع جميع ابناء الشعب الفلسطيني الذي يجمعهم لغة وتاريخ وثقافة وعادات وتقاليد واحدة.