|
العقوبات على غزة ومسيرة رام الله
نشر بتاريخ: 15/06/2018 ( آخر تحديث: 15/06/2018 الساعة: 19:01 )
الكاتب: ماجد سعيد
اكملنا احدى عشرة سنة من الانقسام، والمشهد ظل ماثلا امامنا، حماس تعزز مواقعها والسلطة عاجزة عن إعادة غزة الى حضن الشرعية، فيما إسرائيل واميركا ومعهما المتآمرون فانهم يدفعون الى احداث الانفصال بالكامل عبر خطة اطلق عليه صفقة القرن.
لكن هل العقوبات المفروضة على غزة يمكن ان تعيد القطاع؟ الجواب لا، ربما لو كانت العقوبات من قطع الرواتب وليس الخصم كما هو الحال اليوم، وقطع شريان الحياة عن غزة فور وقوع الانقلاب لانتهى الامر ولما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم، اما واننا لم نفعل فان صحوتنا اليوم لمعاقبة حماس ودفعها الى الركوع عبر اقتطاع نصف رواتب الموظفين التابعين لحكومة الوفاق فاعتقد انه غير مجدي، ولا يضر سوى من باتوا يتذوقون مرارة الفقر بعد ان مر على حالهم سنة او اكثر، اما حماس فقد تمكنت من الخلاص عندما ركبت موجة مسيرة العودة وباتت تتحكم في مجرياتها خاصة بعدما هزمت هذه المسيرة إسرائيل بسلميتها وطائراتها الورقية. غزة المدافعة عن كرامتنا استحقت تضامنا من رام الله التي خرجت اكثر من مرة للمطالبة بوقف العقوبات او الاجراءات كما يحب ان يسميها البعض متسلحين بقرارات المجلس الوطني ووعد الرئيس عباس بإعادة صرف الرواتب وعدم معاقبة غزة، لكن المشهد كان صادما. رأينا شبانا وشابات وطنيون شاركوا في مظاهرة رام الله الأخيرة جلهم من اليسار، وقد يكون بينهم من يحمل اجندة خارجية وربما من الطابور الخامس وهو احتمال قائم في أي تظاهرة او حراك شعبي، الا ان ذلك لا يمنح الحق لقوى الامن ان تفعل ما فعلت، مشاهد السحل والاعتداء على الصحفيين والمتظاهرين يذكرنا بما يجرى على مدى احد عشر عاما من قمع حماس لحرية الرأي والتعبير طوال فترة حكمها لغزة. لا الوم حماس بالقدر الذي الوم فيه السلطة فحماس تنظيم سطى على الحكم في القطاع وحاول ان يصنع من نفسه سلطة، الا انه ظل عاجزا عن الحصول على الشرعية، فلا قانون يحكم في القطاع سوى قانون التنظيم، اما السلطة التي الومها فلديها قانون ومؤسسات دولة ناهيك عن الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها وتكفل حرية الرأي والتعبير، وبمهاجمتها لمسيرة تطالب برفع العقوبات عن غزة تدفع بنفسها الى النظم الدكتاتورية. المتظاهرون في رام الله لم يخرجوا حبا في حماس وانما خرجوا دعما لاؤلئك الذين يتظاهرون على الحدود الشرقية لغزة لمن يقتلون هناك ونحن نعاقبهم، للرجال الذين هربوا من عيون أطفالهم لعدم تمكنهم من تلبية طلباتهم، لمن خرجوا الى تلك الحدود بعد ان اخذ الموت يلاحقهم في ازقة مخيماتهم المحاصرة منذ احد عشر عاما. الجميع يدرك خطورة المرحلة وما تحمل من ضغوط على القيادة لكنه من غير المقبول ان تبقى نظرية المؤامرة تعشش في عقولنا خاصة اذا ما حاول احد ما التعبير عن موقفه وابداء رأيه. |