|
اختتام فعاليات مؤتمر "فلسطين الى اين؟" في "الامريكية"
نشر بتاريخ: 25/06/2018 ( آخر تحديث: 25/06/2018 الساعة: 12:44 )
رام الله- معا- اختتم مركز السياسات ودراسات حل الصراع في الجامعة العربية الامريكية فعاليات المؤتمر الدولي السنوي الأول، عنوانه "في ظل المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية ... فلسطين الى اين؟".
وبعنوان "القدس ما بين الدين والسياسة" بدأت الجلسة الأولى في اليوم الختامي للمؤتمر، أدارتها الدكتورة ناهد حبيب الله من الجامعة العربية الامريكية، تحدث فيها القنصل الفرنسي العام بيير كوشار وقدم مداخلة بعنوان "القدس في ضوء التحالفات الإقليمية"، استعرض فيها الموقف الفرنسي حول القضية الفلسطينية وخاصة القدس، حيث أشار، ان فرنسا ترى مدينة القدس مركز تنافس بين الأديان، كما انها غير منحازة لأي طرف، بالإضافة الى التزامها بقرار الأمم المتحدة رقم 181 الخاص باستقلال القدس، موضحا ان وجود القنصلية الفرنسية في القدس لا يعني الاعتراف بانها عاصمة إسرائيل، بل وجودها مرتبط بتاريخ قديم، مشيرا الى ان فرنسا دولة علمانية وبالتالي فإنها توفر الحماية لرجال الدين في مدينة القدس وتفتح باب اختيار الأديان ولا تلزم أحدا، مؤكدا على ان فرنسا حازمة بمكانة القدس وتواجدها في المدينة من اجل المساعدة. بدوره، قدم الباحث في مؤسسة الدراسات الفلسطينية البروفيسور سليم تماري ورقة عمل بعنوان "القدس وتعصب الفكر الديني –الميسانية – في ظل الإدارة الامريكية الحالية"، تطرق فيها الى الموقف الأمريكي بنقل السفارة الى مدينة القدس وإعلان الأخيرة عاصمة لإسرائيل، مشيرا الى ان هذا الموقف فجّر أي إمكانية للوساطة الامريكية في عملية السلام، وفتح افاق جديدة لتخطي اطار أوسلو، والتوجه الى شرعية دولية من نوع اخر وهي قرار التقسيم وتدويل مدينة القدس، وأوضح ان قرار ترامب الأخير احدث ثلاثة نتائج وهي، انه أعاد أهمية القدس الى العالم بعد ان تقلصت بسبب الأوضاع، كما قلصت أمريكا دورها في عملية السلام مستقبلا، كما ظهرت اطراف إقليمية أخرى مثل فرنسا. من جانبه، قدم الدكتور عصام نصار المؤرخ المختص في تاريخ الشرق الأوسط الحديث في جامعة إلينوي الامريكية ورقة عمل عنوانها "القدس دروس وعبر من التاريخ"، حيث أشار الى ان لمدينة القدس مفهومين، هما المفهوم المكاني كمكان مقدس يرتبط بمجموعه للديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية، ومفهوم مدني أي ان للمدينة تاريخ طويل منذ اكثر من خمسة الاف سنة مرت بالعهد الروماني والبيزنطي والعباسي والمملوكي، اما تاريخها الحديث بدأ عند سيطرة الدولة العثمانية عليها، مستعرضا إحصائية تم تنفيذها في العهد العثماني للتأكيد على مدنية القدس حيث قال، "انه في عام 1553 وصل عدد سكان مدينة القدس الى 16 الف نسمة غالبيتهم من المسلمين العرب واقليتهم من المسيحيين واليهود العرب كما سكن فيها عدد من الأفارقة والاجناس الأخرى". وأشار الى ان ربط الفكرة الدينية بالمشروع السياسي هي جزء أساسي من الفكرة الصهيونية موضحا، انه منذ الثمانينات بدأت الخطابات الفلسطينية تتجه بخطاب جوهره صهيونية، حيث تم اقتصار القدس بالمسجد الأقصى وكنيسة القيامة فقط، وبالتالي لا يجب ربط المدينة بمكان او مسجد او كنيسة لان مدينة القدس مثلها مثل أي مدينة فلسطينية محتلة، مضيفا "ان القدس قضية مستندة لها حق تاريخي ووطني فلا تنازل عن الأقصى لكن لا نربط القدس بالدين فقط لأنه إذا ربطنا ذلك فالسلام على قضية القدس". مدير عام مؤسسة مدى الكرمل- حيفا الدكتور مهند مصطفى قدم ورقة عمل بعنوان "الحرم الشريف في الخطاب الصهيوني"، حيث قال "إسرائيل تحاول فصل مسألة العبادة عن السيادة والخطاب الصهيوني في السنوات الأخيرة دمجت المسالة القومية بالدينية ودخلت في إطار مرحلي مهم في المشروع الصهيوني بدا في عام 1967 وتم تعزيزه في الفترة الأخيرة"، مضيفا" اما في موضوع الحرم فللحقل اليهودي 3 تيارات تاريخية تعاملت مع الحرم وهي التيار الصهيوني العلماني، والتيار الصهيوني السلفي، والتيار الصهيوني الديني، وأضاف، "بعد أوسلو، والتنازل برأيهم عن جزء من أراضي إسرائيل، هذه التيارات الموجودة في الحقل اليهودي لم تعط أهمية لموضوع الحرم لأنهم تعاملوا مع القدس سياسيا وليس دينيا، اما التيار الصهيوني السلفي فابتعدوا عن الموضوع فيزيائيا لأنه يعتبر الدخول الى الأقصى حرام دينيا وهذا التحريم مازال قائما حتى اللحظة، اما التيار الديني فقد ابتعد عن طرح فكرة السيطرة على الحرم لسبب ايمانه بارض إسرائيل هو مركز الخلاص وفرض السيطرة على الأرض وايمانه بتوراة إسرائيل وغير ذلك". وتابع الدكتور مصطفى قائلا" كل هذه التيارات ابتعدت عن السيطرة على الأقصى، لكن هناك حركات خرجت من هذه التيارات أطلق عليها حركات هزلية مثل حركة أبناء الهيكل وغيرها لأنها تسعى الى السيطرة على الأقصى"، وبين انه منذ منتصف التسعينات نشهد تحول كبير في الخطاب الصهيوني باتجاه موضوع الأقصى والسبب انتقال العمل حول تعزيز مفهوم السيطرة على الأقصى من عمل فردي الى عمل مؤسسي تدعمه دولة إسرائيل، وادخال موضوع الهيكل الى مناهج التعليم الإسرائيلي وزيارة طلاب يهود الى المتاحف الإسرائيلية تتحدث عن الهيكل، واجراء رحلات تعليمية الى ما يسمى الحوض المقدس، بالإضافة الى ان الكنيست في السنوات الأخيرة عقدت عشرات الجلسات في لجانها المختلفة تحت شعار "الحرية الدينية اليهودية في الأقصى" وذلك لتسهيل دخول المستوطنين الى الأقصى، واكد على ضرورة ربط قضية الأقصى دينيا وسياسيا وفصلها مسألة خطيرة على القضية. وتطرق الى بعض المعطيات حول دخول المستوطنين الى الأقصى تم تحت إطار "يهودية استيطانية تؤمن بفكرة بناء الهيكل" حيث أشار انه في عام 2009 دخل ما يقارب 5600 مستوطن اما الان فقد دخل 25 ألف مستوطن الى الأقصى، وأشار الى سبب التحول الخطابي الصهيوني هي اتفاقية أوسلو التي انقذت اليمين الاسرائيلي من فشل أيدولوجيته ومكنه من تحقيق ثلاثة أمور وهي تصنيف الأراضي الفلسطيني، وتسليم السلطة، وفصل غزة عن الضفة. اما السيد جوناثان كتّاب المختص في القانون الدولي قدم ورقة عمل بعنوان "دور القانون الدولي في القدس" تطرق فيها الى علاقة القانون الدولي مع قضية القدس، كما تطرق الى موقف المسيحية الفلسطينية من القدس، وموقفهم من ظاهرة الصهيونية المسيحية التي كانت وراء نقل السفارة الامريكية الى القدس، حيث اعتبر المسيحيون الفلسطينيون هذه الظاهرة غير صحيحة ويقاوموها من خلال تواصلهم مع الكنائس الامريكية. فيما حملت الجلسة الأخيرة عنوان "الفلسطينيون بين الوضع المحلي والإقليمي والدولي"، ادارها الأستاذ الدكتور ايمن يوسف من الجامعة العربية الامريكية، حيث قدم مدير تحرير مجلة الشرق 21 الالكترونية لشؤون الشرق الأوسط ألان غريش ورقة عمل بعنوان "فلسطين وشرق أوسط متفكك"، تحدث فيها عن القضية الفلسطينية في إطار تفكيك الشرق الأوسط، وهل فلسطين مازالت مهمة وخاصة في ظل مشاركة الغرب في الحرب على الإرهاب. وقال" ان فلسطين قضية مهمة لكن بسبب الحروب في الشرق الأوسط أصبحت قضية ثانوية عند البعض وخاصة أمريكا وإسرائيل لكن ما الاحظه إذا لم تكن مهمة لماذا يبذل الامريكيون جهدا لإيجاد حل للقضية الفلسطينية بدعم من بعض الدول العربية؟"، مؤكدا ان القضية الفلسطينية مازالت مهمة بالنسبة الى العرب رغم الحروب، مستدلا على ذلك بدراسة أجريت من قبل مركز أبحاث في الدوحة اشارت فيها الى ان ثلاثة ارباع المستطلعين العرب يؤكدون ان فلسطين قضية مهمة بالنسبة لهم، منهم 80% سعوديين. وتطرق غريش الى بعض المعطيات في الدراسة حيث أشار الى ان أكثر من 90% من العرب يؤمنون ان إسرائيل تشكل تهديدا أساسيا على امن العرب بينما 66% يؤمنون ان إيران تشكل تهديدا لهم، و78% يعارضون الاعتراف بإسرائيل و8% من المستطلعين العرب يقبلون بالعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل لكن بشرط ان تكون دولة فلسطينية مستقلة، وأكد على أهمية نتائج هذه الدراسة لأنها تساعد على ما يفكر به المجتمع العربي في ظل المتغيرات وعلى رأسها صفقة القرن. بدوره قدم امين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي مداخلة بعنوان "التطبيع العربي مع إسرائيل" حيث قال، "ان صفقة القرن وجدت من اجل التطبيع مع العرب على حساب القضية الفلسطينية حسب المحاور التالية، التطبيع دون حل القضية، والسلام الاقتصادي بدل الحل السياسي، وتصفية عناصر القضية الفلسطينية وهي ابعاد القدس عن القضية، وإلغاء حقوق اللاجئين وتصفيتها، وإقامة دولة في غزة وانشاء امارات في الضفة، ولينجح ذلك وجود الفلسطينيين على طاولة المفاوضات". وحول الاتجاهات المحتملة لتمرير صفقة القرن قال البرغوثي، "الضغط على الجانب الفلسطيني لمفاوضة إسرائيل، واستغلال وضع الانقسام، وخداع الشعب الفلسطيني بتحسين أوضاعهم، وللرد على صفقة القرن، برأيي رفض حاسم ومطلق للصفقة، ورفض الجلوس على طاولة المفاوضات، وتصعيد المقاومة الشعبية"، وتساءل لماذا يريدون التطبيع؟ ليجيب قائلا، "لفرض الهيمنة الاقتصادية الإسرائيلية في المنطقة بعد ان فرضوا الهيمنة العسكرية، واسناد قدرة إسرائيل في التنافس الإقليمي الدائر، وتكريس التيار السني مع إسرائيل ضد التيار الشيعي"، مؤكدا على ان التطبيع لن يمر مادام الفلسطينيون يرفضون ذلك. من جهته، قدم المحلل السياسي والمحاضر في جامعة الازهر بغزة الدكتور إبراهيم ابراش عبر الفيديو كونفرنس ورقة عمل بعنوان "المصالحة الفلسطينية وانسداد الأفق" حيث تطرق الى مفهوم الانقسام، حسب رأيه، انها معادلة إسرائيلية وإقليمية تم فيها توظيف الخلافات الفلسطينية لتحقيق المعادلة التي تجاوزت قدرة الفلسطينيين، وقال، "نلاحظ وقبل سيطرة حماس على غزة لم تروج كلمة الانقسام والمصالحة، وسيطرة حماس على غزة ليس شأنا فلسطينيا داخليا بل إسرائيلي مرتبط بالمتغيرات الإقليمية التي بدأت عند الانسحاب الإسرائيلي من غزة، وجر الحركات الإسلامية الى السلطة والنظام السياسي". اما مدير مكتب مؤسسة كونراد اديناور مارك فرنغ قدم ورقة عمل حول "الاتحاد الأوروبي والتحالفات الإقليمية" حيث أشار الى ان الاتحاد الأوروبي منشغل بالعديد من القضايا المحلية، واولويات سياساتهم هو الوضع في الشرق الأوسط، اما القضية الفلسطينية فإنها ليست مهمة بالنسبة لهم، لان موقفهم نحو فلسطين يتسم بالغموضـ مشيرا الى ان الاتحاد الأوروبي ملتزم بقرارات الأمم المتحدة منها قرار 181. مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية الدكتور خليل الشقاقي قدم ورقة عمل حول "تصورات الراي العام من التوجهات المستقبلية للفلسطينيين"، مشيرا الى ان الفلسطينيين يرفضون الوضع الراهن لان الأولويات التي يريد معالجتها تسير نحو الأسوء، والاولويات هي انهاء الاحتلال ويعتقد انه باق، والفلسطينيون يريدون معالجة الفقر والوضع الاقتصادي ولكنه يسير نحو الأسوء، كما انه يريد توحيد الضفة وغزة ويعتقد ان هذا الامر لن يحدث بعد الانتكاسات المتكررة ما بين فتح وحماس، كما ان الجمهور يعتقد ان النظام السياسي مليء بالفساد والسلطوية ويريد تغييره لكن اعتقاده لن يتغير. وأضاف، " ماذا عن المفاوضات لما لم اذكرها من الأمور التي يريدها الجمهور الفلسطيني؟ والجواب هو ان المفاوضات ليست خيارا عندهم الا إذا تحقق شرط من هذه الشروط وهي، انه لا يوجد شريك إسرائيلي، وأمريكا ليست شريكا مطلقا، ووقف الاستيطان، وتقوية الثقة بالدبلوماسية الفلسطينية"، وأشار الى ان الفلسطينيين لا يؤمنون بالكفاح المسلح ولا يقبل بحل السلطة لتخوفه من عودة الفلتان الأمني، ولا يؤيد مبدأ الدولة الواحدة لرفضه العيش مع الإسرائيليين تحت سقف واحد، كما انه يرفض المقاومة الشعبية لعدم ايمانه بها ولعدم ثقتهم بالسلطة، ويؤيدون تدويل القضية لأنه يريد استثمار التأييد الدولي لأنها اقل تكلفة على الشعب. |