|
نحو موقف موحد لرفض تصفية القضية
نشر بتاريخ: 26/06/2018 ( آخر تحديث: 26/06/2018 الساعة: 13:45 )
الكاتب: سري القدوة
ان العمل الدبلوماسي الفلسطيني يتطلب مضاعفة الجهود وبذل كل الطاقات الممكنة من اجل ايصال صوت الشعب الفلسطيني الي المحافل الدولية والأوروبية وهذا يتطلب اختيار الكفاءات في هذا المجال من اعلاميين ودبلوماسيين علي قدر هذه المهمة الدقيقة والحساسة والتي تتطلب امكانيات عقلية وذهنية وإعلامية وسياسية عالية وإدراك المفهوم الوطني الفلسطيني وخاصة للعاميين في التمثيل الخارجي للشعب الفلسطيني ومما لا شك فيه ان الدبلوماسية الفلسطينية حققت العديد من الإنجازات الهامة على هذا الصعيد في ايصال رسائل فلسطينية مهمة وخاصة علي المستوي الأوروبي والعربي ولعل تلك الاعترافات البرلمانية في بعض الدول الأوروبية تركت اثار واضحة لتسجيل اختراق هو الاول من نوعه للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
في حصيلة الامر اننا نقف امام استحقاقات عشرون عاما من اوسلو.. فحان الوقت لجني ثمار العمل وبناء جسور الثقة من اجل سلام شعب فلسطين ومن اجل دولة فلسطين المستقلة والتصدي لسياسات امريكا والاحتلال الاسرائيلي التصفوية الهادفة للنيل من شعبنا ودولتنا الفلسطينية. لعل المواقف العربية المبدئية والثابتة الداعمة لقضية شعبنا وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة والرافضة للمشاريع والمؤامرات المشبوهة التي تهدف الى النيل من قضية العرب الاولى وتصفيتها باتت تشكل الحصن الواقى من اجل احباط مشاريع التصفية الامريكية والإسرائيلية وباتت تشكل عمقنا العربي وان هذا العمق هو الاساس في مواجهة هذه المخططات التصوفية.. اننا نقدر عاليا تلك المواقف المُشرفة والشُجاعة لجمهورية مصر العربية وقيادتها برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي والمملكة الأردنية الهاشمية بقيادة الملك عبد الله الثاني والمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والدول العربية الشقيقة وقياداتها كافة التي تساند حقوق شعبنا وتدعم الموقف الفلسطيني في جميع المحافل والمناسبات خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي تعيشها قضية شعبنا وما تتعرض له من مؤامرات ومخططات أميركية إسرائيلية هادفة الى تصفية القضية الفلسطينية. إن هذه المواقف الدولية والأوروبية وخاصة منها المواقف العربية المبدئية والثابتة تؤكد من جديد أهمية الدور العربي الجامع الملتزم بقرارات القمم العربية المختلفة في مواجهة جميع المخططات الرامية الى اطالة أمد الاحتلال وتهميش القضية الفلسطينية وتصفيتها ولعل هذه المواقف المُشرفة تُعتبر دليلا واضحا على كذب وخداع الادعاءات الإسرائيلية الأميركية بخصوص الموقف العربي من القضية الفلسطينية ومحاولة شيطنته وإحداث وقيعة في الصف العربي الموحد تجاه القضية الفلسطينية بصفتها قضية العرب المركزية. أننا نتحدث عن الموقف المصري الذي عبر عنه وزير الخارجية المصري السيد سامح شكري يؤكد رفض مصر لكافة العروض التي تنتقص من المبادرة العربية كحل منصف للصراع العربي الاسرائيلي وكذلك الموقف الأردني الذي عبر عنه السيد مرارا وزير الخارجية أيمن الصفدي معلنا تمسك الأردن بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس المحتلة إضافة الى الموقف السعودي الذي عبر عنه وزير الخارجية السيد عادل الجبير بتأكيده على أن دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هي ثوابت عربية لا تتزحزح ومحولات فرض ما يسمى صفقة القرن لا يخصنا وان شعبنا وامتنا العربية يسعون الى تحقيق حل عادل وشامل يكفل لشعبنا اقامة دولته الفلسطينية المستقلة والعيش بحرية بعيدا عن الوصايا الامريكية. أن الطرح الأميركي المُنحاز بشكل أعمى للاحتلال عبارة عن منح اسرائيل الضوء الاخضر بممارسة الارهاب المنظم وقتل ابناء شعبنا واستمرار سياسة سرقة الارض الفلسطينية وتوسيع الاستيطان وتدمير كل ما تم تحقيقه من تقدم في عملية السلام. أن الموقف العربي الصلب يكشف حجم المؤامرة الأميركية ألإسرائيلية التي تُحاك في الخفاء تحت ما تُسمى بـ (صفقة القرن) وحقيقة أنها محاولة لشرعنه الاحتلال وتأييده عبر شطب قضايا الحل النهائي التفاوضية الواحدة تلو الأخرى وإسقاطها من المفاوضات تباعا وان ذلك حتميا سيفشل وان كل محاولات واشنطن الترويج له وتسويقه من مخططات ومؤامرات لتصفية القضية الفلسطينية هى محاولات باطلة ومارقة ولن تنال من وحدة الموقف العربي والمصير المشترك. انها فلسطين الدولة التي تنتصر بالحق على الاحتلال والاغتصاب الباطل وتفرض نفسها وحضورها علي المستوي الرسمي والدبلوماسي العربي والدولي وتسير بخطوات واثقة نحو نيل الحرية والاستقلال وتحرير كامل التراب الفلسطيني المحتل وأن نضال شعب فلسطين سيثمر علي قيام دولة فلسطين وان صراع شعب فلسطين هو صراع مع عدوه الاول الاحتلال الاسرائيلي الغاصب لأرضنا والسارق لوطننا وستبقي بوصلة فلسطين تجاه الوطن الفلسطيني مستمرة .. ولن ينالوا من دولتنا ولا من صمود شعبنا مهما تكالبت قوي العدوان والظلم والتآمر .. لن تسقط قلاع الثورة وستستمر حتى قيام الدولة الفلسطينية واحده موحدة فوق التراب الوطني الفلسطيني. المجد لشهداء فلسطين والنصر لشعبنا الفلسطيني العظيم. |