|
قضية إنسانية ولكن!!
نشر بتاريخ: 02/07/2018 ( آخر تحديث: 02/07/2018 الساعة: 12:11 )
الكاتب: ماهر حسين
في عام 1948 تعاملت أغلب دول العالم مع الشعب الفلسطيني بإعتبار أن ما حصل في فلسطين هو مجرد كارثة إنسانية أدت الى هجرة فلسطينيين الى الشتات.
خرج الفلسطيني من وطنه وكان ظن الأغلب منهم أنها مجرد أيام ليعودوا الى حياتهم الطبيعية في قراهم ومدنهم. في ذلك العام ... سارعت الدول العربية للإستنكار والشجب وقامت بإستقبال العديد من أبناء شعب فلسطين وسارع العالم لإنشاء مؤسسات لمساعدة الشعب الفلسطيني. ولكن للأسف لم يعد الفلسطيني لوطنه مع صدور العديد من القرارات المؤكدة على حق الفلسطيني بالعودة لوطنه. في عام 1948 ولسنوات طويلة تلك النكبة الفلسطينية تعامل العالم مع فلسطين وشعبها اللاجئ بمنطق القضية الإنسانية فكان الحوار الأساس عن المعاناة والصعوبات والمخيمات والتعليم والعلاج والتموين. بالمختصر شعب لاجئ بحاجة للمساعدة. حاول البعض تمرير عبارة شعب بلا أرض ولكن إرادة البقاء والتمسك بالوطن حالت دون تحقيق هذا الهدف وفي خلال تلك السنوات بادرت مجموعة من الثوار من أبناء فلسطين ومعهم بعض من امتلكوا الوعي والثورية والإنتماء في عالمنـــا العربي والعالم للتأكيد على أن قضية فلسطين مع كونها إنسانية إلا أنها قضية تحرر وطني. وأن المشكلة الأساسية هي الإحتلال. وقد تعاملت الثورة الفلسطينية مع القضية بوضوح وحددت المشكلة وهي ببساطة الإحتلال ومن ثم ما نتج عنه من مأساة وكارثة إنسانية، فهم الجميع بأن المشكلة هي الإحتلال الذي يجب أن يزول ليعود شعب فلسطين الى وطنه ويمارس حقه بالحياة بكرامة على أرض دولته، وطبعا وخلال المسار الثوري والسياسي الطويل تمكن الشعب الفلسطيني بقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ومنظمات أخرى من إنتزاع التمثيل الفلسطيني وفرض الهوية والحضور العربي والدولي. أصبحت فلسطين على الخارطة السياسية للعالم وبات من الصعب تجاوزهــا وبات الحضور الفلسطيني أقوى من الإلغاء والهزيمة وبل أقوى من أي مؤامرة. لاحقا لذلك ... توافقنا مع العالم على حدود الدولة الفلسطينية وقلنــــا ومعنا أغلب دول العالم بأن الدولة الفلسطينية يجب أن تقوم على أراضينا المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف وتعاملنا بإعتبار القدس الشرقية هي العاصمة مع تأكيد دائم بأن القدس كل القدس يجب ان تكون مفتوحة لأبناء الديانات الثلاث بإعتبار قدسية المدينة لكل الموحدين بالله عز وجل. فالصلاة والعبادة هي حق للجميع وهي حتما حق لكل مؤمن سواء كان يهودي أو مسيحي أومسلم، مع تأكيدي التام والدائم بأن الصلاة حب وطلب للمغفرة ولا يقتضي هذا الشأن كراهية وقتل وصراع. بالمحصلة تمكنت الثورة الفلسطينية من خلال منظمة التحرير الفلسطينية وبقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) من أن تفرض على العالم قضية الشعب الفلسطيني الساعي للحرية وعادت الأمور الى نصابهـــا بإعتبار القضية هي قضية شعب يسعى للحرية وللخلاص من اخر إحتلال بالعالم. للأسف في الأيام الأخيرة تصاعد الحديث من جديد عن القضية الإنسانية بإعتبار أن ما يحدث وبشكل خاص في غزة هو كارثة إنسانية أو مشكلة إنسانية يعاني منها سكان غزة وسارعت حمـــاس التي تحكم غزة بالقوة منذ الإنقلاب لتقول بأنها تدرس المقترحات الإنسانية للتخفيف من معاناة سكان غزة ولرفع الحصار عنهم. منطق حمساوي عجيب وتفوح من كل تفاصيله مؤامرة الإنفصال والتقسيم والصفقات. المشكلة ليست مساعدات ومشاريع المشكلة في غزة هي الإنقلاب والإحتلال. في فلسطين حقيقة المشكلة وسبب المعاناة هو الإحتلال والحل الحقيقي لمعاناة الفلسطيني في كل انحاء العالم هو زوال الإحتلال وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس وتحقيق السلام وبهذا سنتغلب على المشكلة الإنسانية التي يعاني منها أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان بالعالم. القضية الفلسطينية أكبر من صفقة أو مشروع في غزة وعلى حماس أن تفهم هذا فورا. بالمختصر... إن التعامل مع قضية الشعب الفلسطيني بإعتبارهـــــا قضية إنسانية بحاجة الى حلول إنسانية ومشاريع وصفقات هو فقط (للخلف دُر) وهذا ما تفعله حمــــاس بالقضية الفلسطينية. الحل ببساطة هو السلام... والسلام لن يتحقق بدون إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس. |