|
الصحة النفسية تعقد ورشة "واقع الشباب في ظل الظروف الراهنة" بغزة
نشر بتاريخ: 02/07/2018 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
غزة- معا- عقد برنامج للصحة النفسية ورشة عمل بعنوان "واقع الشباب في ظل الظروف الراهنة، في قطاع غزة.
جاء ذلك بحضور د. ياسر أبو جامع مدير عام البرنامج، والعديد من ممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية والدولية، والعديد من المختصين والباحثين والعاملين في مجال الصحة النفسية والمهتمين بقضايا الشباب في المجتمع الفلسطيني، وذلك في قاعة مطعم اللايت هاوس. واستعرض د. أبو جامع بالحضور واقع الشباب الفلسطيني والعائلات في القطاع من الناحية النفسية والاجتماعية بناءً على مشاهدات عملية لفريق التدخل بالأزمات والمراكز المجتمعية التابعة للبرنامج، ولوحظ أن هناك زيادة في حالات العنف والعصبية لدى الآباء، الأمر الذي يجعل الأمهات عرضة للعنف الأسري ويكون الأطفال الحلقة الأضعف في هذه المعاناة، مشيراً إلى أنه في دراسة سابقة أجراها البرنامج عام 2013 تبين أن الآباء يمتلكون قدرات أكبر من الصلادة النفسية ولكن الآن تبين أنهم فقدوا تلك القدرة حسب ما تم الإدلاء به لفرق التدخل في الأزمات، مقارنة مع الأمهات. وأكد د. أبو جامع أنه لا يمكن الحديث عن واقع الشباب دون التركيز على الجوانب الأخرى المتعلقة بالحراك الشعبي ومسيرات العودة، وفقدان الأمل، مشيراً إلى أن جرحى مسيرة العودة في قطاع غزة أصبحوا أكثر عرضة للضغوط النفسية، في الوقت الذي تتزايد فيه نسب الاحباط والبطالة والفقر لدى الشباب، موضحاً أن الضغوطات النفسية لا تقتصر على أسر ذوي الجرحى والشهداء وانما على من يعايش الأحداث، مبيناً أن هناك بعض القنوات الاعلامية تسلط الضوء على الحراك الشبابي وكأنه بحث عن الموت، وهناك بالمقابل من يتحدث عن الدور الوطني وعدم الاستسلام للإملاءات. وشدد أبو جامع على ضرورة توحيد البوصلة، وإيقاف التجاذبات السياسية، والعمل على انهاء الانقسام لأن هذا قد يشعل شموع الأمل لدى الشعب في هذه الأيام السوداء. وقدم محسن أبو رمضان الكاتب والمحلل في الشؤون التنموية ورقة عمل بعنوان "الشباب في قطاع غزة بين التهديدات والفرص" وتناول فيها الظروف الصعبة التي مر بها قطاع غزة خلال الـ 11 عاماً الماضية من حصار وحروب تم خلالها تدمير البنى التحتية والمرافق الانتاجية، وتعطيل عملية التصدير، وتعثر إعادة الاعمار، وتقهقر فرص التنمية في قطاع غزة، وزيادة نسبة الفقر والبطالة، مشيراً إلى أن هناك العديد من المنظمات الدولية قد حذرت من تدهور الأوضاع المعيشية في القطاع أبرزها تقرير الأمم المتحدة الذي أشار إلى أن قطاع غزة لن يكون مكاناً مناسباً للعيش عام 2020، بالإضافة إلى تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وتقرير البنك الدولي. وأشار أبو رمضان إلى أن الأوضاع السياسية والاجتماعية تنعكس بصورة سلبية على واقع الشباب سواء من خلال العنف الداخلي وغياب ثقافة التسامح والتوجه الجارف للهجرة ومغادرة غزة، الأمر الذي يعني هدر الطاقة البشرية للشباب الخريجين والكفاءات، والتي تعتبر محور عملية التنمية، منوهاً إلى أن الشباب أصبحوا يتوجهون نحو تعاطي الترامادول والتسول والتطرف الفكري والسياسي والجنوح نحو جهات بعيدة عن الوطنية التي تمارس التكفير والتخوين وكل هذه الأمور تؤدي إلى إلغاء المظاهر الإيجابية لدى الشباب. وشدد أبو رمضان على ضرورة استنهاض دور وطاقات الشباب والمجتمع لإنجاز المصالحة وبناء نظام سياسي تعددي لمواجهة الحصار والاحتلال والمساهمة في تعزيز مقومات الصمود وبناء البعد الاجتماعي في مختلف مكونات المجتمع، والاستمرارية والكفاح لتحيقي الأهداف الثابتة والمشروعة في اطار البط المحكم بين الانساني والسياسي. وتحدث صابر النيرب مسؤول حقوق الإنسان في مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في ورقة عمل بعنوان "دور الشباب في تعزيز ثقافة حقوق الإنسان" عن دور الشباب على المستوي الوطني والسياسي والحقوقي والقانوني المتعلق بخصوص الإنسان وإحداث التغير، مشيراً إلى أن الشباب هم من صنعوا الثوابت الفلسطينية من خلال الحاضنة والنظام السياسي، موضحاً أن منظومة حقوق الإنسان وكل الاتفاقيات الدولية تركز على قيم الكرامة والحرية والعدل والمساواة وعدم التميز، مشدداً على أهمية الدور الشبابي في حمل هذه القيم والدفاع عنها. وأكد النيرب على ضرورة دمج الشباب في عملية الاصلاح والتأهيل الخاصة بالمجتمع، وضرورة إعادة الروح للشباب من خلال العمل التطوعي، وكذلك توفير فرص العمل للشباب. وفي ورقة قدمتها الإعلامية هداية شمعون منسقة وحدة الرصد والدراسات في الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة أمان حول واقع الشابات في قطاع غزة أكدت على أنه جزء من الكل الفلسطيني سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، وأشارت لمستويين أولها واقع التمكين الاقتصادي للشابات وقلة الفرص المتاحة للشابات والآثار الوخيمة للبطالة على زيادة مستويات العنف بكافة اشكاله تجاه الشابات، والمستوى الثاني ما تواجهه الشابات في دائرة لا تنتهي من العنف المبني على النوع الاجتماعي ومراوحة الشابات بين الهم الذاتي وحيزهن الخاص وبين نظرتهن لمستقبل أفضل. وتم خلال ورشة العمل تقديم العديد من المشاركات الشبابية التي تقدم نموذجاً ناجحة للشباب في مواجهة الظروف الراهنة، وقد تمثلت هذه المشاركات من السيدة/ عبير النجا من جمعية إنقاذ المستقبل الشبابي، وأحمد مرتجى من مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، وأنس جنينة من مبادرة لسنا أرقاماً. وفي ختام الورشة، فتح باب النقاش للإجابة على استفسارات الحضور، كما وتم تقديم العديد من المداخلات التي أكدت على دور الشباب في عملية التنمية، وكذلك دورهم في استعادة الوحدة الوطنية حيث تعتبر الأساس لإنهاء الأزمات واستعادة الأمل لدى الشباب ومكونات الشعب. |