وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"البراق" تطلق حملة "إحياء سنة الأضاحي والعقائق والنذور"

نشر بتاريخ: 04/07/2018 ( آخر تحديث: 04/07/2018 الساعة: 17:30 )
"البراق" تطلق حملة "إحياء سنة الأضاحي والعقائق والنذور"
القدس- معا- أعلنت جمعية البراق للتراث والوقف الإسلامي، يوم الثلاثاء، عن إطلاق حملة "إحياء سنة الأضاحي والعقائق والنذور"، بشراكة إستراتيجية مع هيئة ِالأعمال الخيرية والجمعيات الخيرية في أستراليا.
جاء ذلك بالتعاون مع عشرات الجمعية والمؤسسات الخيرية في فلسطين، والهادفة إلى إطعام عشرات آلاف العائلات الفلسطينية الفقيرة.
وقال رئيس الجمعية الشيخ محمد زهرة ان هذه الحملة تحمل جملة من الأهداف الإنسانية بالدرجة الأولى، من أبرزها الإسهام في التخفيف من المعاناة الاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها الأسر الفلسطينية، ومساعدة الفقراء والمتضررين من خلال سد جزء من حاجتهم المتعلقة باللحوم.
وأضاف زهرة ان من بين الأهداف الإستراتيجية للحملة إحياء شعيرة الأضحية التي تعجز معظم الأسر الفلسطينية عن شرائها بسبب ارتفاع أثمانها، في ظل الظروف والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها.
وأشار إلى أن هذه الحملة تحمل عدة أهداف من بينها إحياء مبدأ التكافل الاجتماعي الذي نادى به الإسلام، وملامسة الواقع الفلسطيني والتخفيف من وطأة الأوضاع الاقتصادية التي يئن المجتمع تحت وطأتها.
انعكاسات إيجابية
ولفت زهرة إلى الانعكاسات الإيجابية المهمة للحملة على المجتمع في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية، وتحديدا على حياة الفقراء والمهمشين والأيتام.
وأكد أن إحياء السنن والشعائر بمثابة تعبيرات سلوكية عن قيم إيمانية وترتكز على جوهر الدين والذي من أهم غاياته مساعدة الفقراء والمحتاجين، مشيرا إلى الأهمية الكبرى لهذه الحملة في التخفيف من معاناة الشرائح المجتمعية المهمشة، وتحقيق التضامن الاجتماعي، والإسهام في سد جزء من احتياجات الفقراء من اللحوم في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
وقال زهرة ان هناك حالات كثيرة تشكو عدم مقدرتها على الوفاء بالنذور والعقائق، وخصوصا أصحاب العائلات كثيرة العدد، ولكن بعد إطلاق الحملة أصبح ذلك ممكنا ومتيسرا بأسعار زهيدة لا تقارن بأسعار السوق المحلية.
من جهته، قال مدير مكتب هيئة الأعمال الخيرية في أستراليا، بشار الجمل، ان فكرة الحملة التي تبادر إليها الهيئة للعام السادس على التوالي في فلسطين، تقوم على إطعام آلاف الفقراء في فلسطين من خلال توكيل الهيئة كمؤسسة مشهود لها بالثقة وخدمة الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 22 عاما، بعملية الذبح.
مواصفات صحية وشرعية
وبين الجمل أن حملة الأضاحي تعتبر من أهم البرامج التي تنفذها الهيئة وتتم وفق مواصفات صحية شرعية تحت إشراف نخبة من علماء المسلمين، حيث يتم شراء الأضاحي من مصادر موثوقة ويجري إعادة نقلها لصالح الفقراء في فلسطين وبقية أصقاع العالم بعد الانتهاء من عمليات الذبح والتقطيع والشحن والتخليص بأشكال مجمدة ومعلبة.
وأكد أن هذا المشروع يحقق هدفين في آن واحد، أولهما تيسير إحياء سنة الأضاحي لمحدودي الدخل من جهة، وثانيهما توسيع قاعدة المستفيدين بحيث تصبح اللحوم في متناول يد الفقراء على مدار أيام السنة، نظرا لكون اللحوم في فلسطين سلعة إستراتيجية ولكنها تعاني من فحش الأسعار نظرا لأن السوق هناك مقيدة بتكلفة إنتاج عالية بسبب شروط الاحتلال لتوريد اللحوم من حيث النوع والمصدر.
وتابع الجمل ان الهيئة وشركائها من جمعيات ولجان فلسطينية مرخصة، كانت متنبهة لتلك الإشكالية، فعملت منذ سنوات على رفد السوق الفلسطينية باللحوم الحمراء عبر تبرعات أتت من الجاليات العربية والإسلامية، وحرصت على مأسسة المشروع من خلال جعل اللحوم بين أيدي الفقراء على مدار السنة، وتمكين محدودي الدخل من إحياء سنة الأضاحي وإطلاق نذورهم وتأكيد عقائقهم التي هي في رقبة كل مسلم.
وأشار إلى أن الهيئة حصلت على فتاوى من دائرة الإفتاء الفلسطيني، ووضعت للحملة مستشارين شرعيين وشركاء محليين مشهود لهم بالثقة والعمل مع حالات ذات استحقاق وحاصلة على تراخيص الجهات الرسمية ذات العلاقة.
مسؤوليات جسام
وشدد الجمل، على أن هذه الحملة، جاءت استشعارا من هيئة الأعمال الخيرية بحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقها في دعم ومساندة الفلسطينيين الذين يعــيشون أوضاعا اقتصادية ومادية صعبة، ويعانون من ارتفاع معدلات الفقر والبطالة باستمرار، في وضع نجم عنه تردي الوضع المعيشي للأسر الفقيرة والشرائح المجتمعية الضعيفة.
وأضاف ان هيئة الأعمال الخيرية في أستراليا تقدم من جديد لفقراء الشعب الفلسطيني لحوم الأضاحي، تأكيدا منها أن عجلة الخير الممتدة من هيئة الأعمال في كل مكان لم ولن تتـوقـف بإذن الله تعالى.
وأوضح، أن الهيئة تنفذ هذه الحملة بالتعاون مع عدد كبير من الجمعيات الخيرية والراعية للأيتام والأشخاص ذوي الإعاقة والمسنين والحالات الاجتماعية والخاصة، وعشرات المؤسسات الصحية، واستطاعت إيصال لحوم الأضاحي المجمدة إلى عشرات الآلاف من هؤلاء، من خلال قاعدة بيانات الهيئة والتي تضم آلاف الأسر المحتاجة.
مبادرة رائدة لإحياء سنن غائبة
من جهته، وصف أستاذ الفقه وأصول الدين في كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة القدس، الدكتور الشيخ حسام الدين عفانة، حملة إحياء سنة الأضاحي والعقائق والنذور والتي أطلقتها هيئة الأعمال الخيرية، بانها مبادرة رائدة تسهم في إحياء سنن أضحت غائبة تحت وطأة ارتفاع أسعار اللحوم والأضاحي والتي لم يعد باستطاعة السواد الأعظم من أبناء الشعب الفلسطيني توفيرها.
وشدد عفانة على ضرورة تعظيم هذه السنن التي من أهم مقاصدها تأكيد التكافل الاجتماعي من خلال توزيع الأضاحي أثلاثا.
ونوه الى ضرورة التركيز على عنصر الثقة بالجهة المشرفة على هذا العمل الإنساني، وهو عنصر قال عفانة، إنه يتوفر بشكل لا يقبل التأويل لدى هيئة الأعمال الخيرية، والتي تنفذ حملة إنسانية تقوم على مبدأ الوكالة الشرعية والتي تعتبر من العقود الجائزة شرعيا، وذلك من خلال تولي الهيئة مهمة انتقاء الأضاحي وذبحها وإيصالها إلى مستحقيها.