وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المالكي يرأس وفد فلسطين للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني

نشر بتاريخ: 10/07/2018 ( آخر تحديث: 10/07/2018 الساعة: 18:04 )
المالكي يرأس وفد فلسطين للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني
بكين - معا - انطلقت صباح الثلاثاء في العاصمة الصينية بكين أعمال الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني.
حيثُ افتتح الدورة الرئيس الصيني شي جين بينغ والتي أقيمت بقاعة الشعب الكبرى في بكين، بحضور أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والامين العام لجامعة الدول العربية، ووزراء الخارجية العرب، وعضو مجلس الدولة الصيني ووزير الخارجية وانغ يي، والعديد من كبار المسؤولين العرب والصينيين.
وأعلن الرئيس شي في الخطاب الهام الذي ألقاه في الجلسة الافتتاحية عن تأسيس الشراكة الاستراتيجية للتعاون الشامل والتنمية المشتركة، والتوجه نحو المستقبل ورسم ملامح خارطة طريق طموحة لمستقبل التعاون الصيني العربي، واستعرض أفاق التعاون العربي الصيني وسبل تطويرها، وأعلن عن حُزمة من مشاريع التعاون في مجالات النفط والطاقة، التجارة، الاقتصاد، المال، الأعمال، والتمويل بالإضافة الى تقديم رزمة من المساعدات الصينية للدول العربية، الأمر الذي يدلل دخول العلاقات العربية الصينية مرحلة تاريخية جديدة يعمل الجانبان فيها على بناء مجتمع عربي- صيني ذي مصير مشترك يعود بالنفع لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين، ومصلحة العالم بأسره.
ودعا الرئيس الصيني الى ضرورة العمل المشترك من أجل إنقاذ الوضع المتدهور في المنطقة، من خلال إطلاق مؤتمر دولي جديد للسلام قائم على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مؤكداً على رفض بلاده لسياسة الابتزاز، وضرورة إرساء العدالة الدولية التي تضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وضمان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية كأساس لدفع مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والخروج من حالة الجمود في أسرع وقت ممكن.
كما وأعلن الرئيس شي عن تقديم مساعدات بقيمة 100 مليون يوان صيني لدعم التنمية في فلسطين، وتحسين الوضع المعيشي للشعب الفلسطيني وتخفيف الأزمة الإنسانية، وبالإضافة الى المساعدات الإنسانية العاجلة التي ستُقدمها الصين خلال الأيام القادمة. كما وقررت القيادة الصينية زيادة حجم التبرعات التي تقدمها لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وألقى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كلمة هامة أشاد فيها بمواقف جمهورية الصين الشعبية، وأهمية تطوير أفاق التعاون العربي الصيني، وضرورة العمل المشترك من أجل حل أزمات المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
من جانبه، ألقى معالي وزير الخارجية والمغتربين د. رياض المالكي كلمة هامة أمام المنتدى نقل خلالها تحيات الشعب والقيادة الفلسطينية، وثمن المواقف العربية والصينية تجاه القضية الفلسطينية، واستعرض المالكي الأوضاع المأساوية التي يمر بها الشعب الفلسطيني وقضيته في ظل الممارسات والإجراءات الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية من استيطان وحصار وتهويد. كما وحذر المالكي من المخططات المشبوهة التي تقودها بعض وسائل الاعلام والتي تستهدف القضية الفلسطينية وتحويلها من قضية سياسية عناوينها القدس، اللاجئين، الحدود، والأمن، والسيادة وغيرها الى قضية إنسانية. مؤكداً على ثبات القيادة الفلسطينية والتفاف الشعب الفلسطيني حول قضيته الوطنية العادلة. واشاد المالكي بالمواقف الصينية الثابتة والمبدئية تجاه القضية الفلسطينية، وأكد على أهمية الدور السياسي الصيني ورحب بما دعا اليه الرئيس الصيني بعقد مؤتمر دولي للسلام وبمبادرته ذات النقاط الأربع والتي تُعبر عن رؤيته في الحل السلمي للقضية الفلسطينية. كما وأعرب المالكي عن جاهزية الجانب الفلسطيني للعمل مع جمهورية الصين الشعبية وكافة الأشقاء والأصدقاء في العالم لتحويل رؤى وأفكار الرئيس الصيني الى أمر واقع.
وأوضح المالكي أهمية هذه الدورة والتي تعتبر حدثا مهماً يهدف إلى تعزيز الصداقة وتعميق التعاون العربي الصيني، كما وشكر المالكي جمهورية الصين الشعبية على الدعم المالي والتنموي الذي أعلن عنه الرئيس الصيني لفلسطين، وأكد على دعم فلسطين لكافة المشاريع والاستثمارات المشتركة ورحب بفكرة تأسيس الشراكة الاستراتيجية للتعاون الشامل والتنمية التي أعلن عنها الرئيس الصيني في إطار منتدى التعاون العربي الصيني.
ومن جانب آخر، شكر المالكي المؤتمرون على اعتمادهم إعلان بكين، والذي شمل موقفاً شاملاً وداعماً للحقوق الفلسطينية في الحرية والاستقلال والسيادة وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967. ورفض كافة الإجراءات الأحادية الجانب من طرف القوة القائمة بالاحتلال من استيطان وتهويد وحصار واغلاقات وضرورة رفع الحصار الظالم على شعبنا وخصوصاً في قطاع غزة، وضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وارسال لجان تحقيق دولية لمتابعة الانتهاكات وعمليات القتل الممنهج بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، ودعم التحرك السياسي والدبلوماسي الفلسطيني في كافة المحافل والمنظمات الدولية، وتجديد دعمهم لطلب فلسطين للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
حيث شارك الى جانب معالي الوزير د. رياض المالكي كل من السفير د. مازن شامية مساعد الوزير لشؤون آسيا، افريقيا وأسترالي، والسفير فريز مهداوي سفير دولة فلسطين لدى بكين، والسفير دياب اللوح مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية، ونائب المندوب الفلسطيني السفير المناوب مهند العكلوك، والمستشار أول فايز أبو الرب مدير إدارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية والمغتربين، وأمجد خمايسة نائب سفير دولة فلسطين في الصين.