|
خلال ندوة برام الله : شخصيات إعلامية وبحثية تطالب بالارتقاء بأداء وسائل الإعلام المحلية
نشر بتاريخ: 18/02/2008 ( آخر تحديث: 18/02/2008 الساعة: 21:38 )
رام الله - طالبت شخصيات إعلامية وبحثية، بالعمل على الارتقاء بأداء وسائل الإعلام الفلسطينية، وتوفير حلول ناجحة للمشاكل المادية والمهنية التي تلقي بظلالها عليها، وذلك خلال ندوة بعنوان "الإعلام الفلسطيني: التحديات والتحولات"، نظمها مركز القدس للإعلام والاتصال (JMCC) بالتعاون مع الممثلية الكندية، اليوم في رام الله.
وشارك في الندوة كل من الدكتور عادل اسكندر، المحاضر في مركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة "جورج تاون" الأميركية، والدكتور إياد البرغوثي، مدير مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان، وهشام عبد الله، الصحفي في وكالة الأنباء الفرنسية. من ناحيته، رأى اسكندر، أن الصحافة الفلسطينية تعمل ضمن ظروف تختلف عن أي من دول العالم، نظرا لوجود الاحتلال الإسرائيلي، واقترانها بعملية البناء. وقال: الصحافة الفلسطينية تحت ضغط كبير، ولهذا تضطر إلى تحمل شتى المصاعب خلال عملها، وتمارس مهامها تحت أنظار المجتمع السياسي الفلسطيني وجهات خارجية. وأضاف: الصحفيون هنا يعملون في ظل حالة نزاع وحرب، وهذا يصعب عليهم القيام بمهمتهم، وبالتالي قواعد عملهم تتمايز عن سواهم من الصحفيين في أنحاء العالم. واشار إلى بعض المصاعب والتعقيدات التي تواجه الصحفيين الفلسطينيين، مثل صعوبة الحركة، وافتقارهم إلى الحماية الكافية. ولفت إلى المشكلات المادية التي تعصف بالمؤسسات الإعلامية، وهيمنة النواحي السياسية على أولوياتها، مشيرا إلى الحاجة لبحث حلول جذرية لهذه المسألة. وتطرق إلى اضطرار الكثير من وسائل الإعلام للاعتماد على وكالات الأنباء الأجنبية، وقنوات التلفزة والفضائيات للحصول على المعلومات المتعلقة بالشأن الفلسطيني. وأشار إلى تطور الصحافة الالكترونية واستحواذها على نسب عالية من المشاهدة، لافتا إلى أن هناك 240 ألف مستخدم للانترنت في الضفة الغربية، ما اعتبره رقما ضئيلا. من جهته، ركز البرغوثي على موضوع "الانقسام السياسي وتأثيره على الخطاب الإعلامي"، منوها إلى كتاب أصدره مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان حول هذه المسألة وجاء تحت عنوان "الإعلام الألعوبة والخطاب الدموي في فلسطين". وتطرق إلى التطورات التي واكبت العمل الإعلامي منذ الانتخابات التشريعية الثانية وحتى اللحظة. واعتبر أن نتيجة الانتخابات التشريعية الأخيرة، وما تلاها من أحداث، أحدثت تحولات جذرية في الخطاب الإعلامي، حيث أصبح هذا الخطاب ذا طابع حزبي وفئوي أكثر من أي وقت مضى. ونوه إلى تنامي التحريض في وسائل الإعلام مع اشتداد وطأة الاقتتال والانقسام الداخلي، وتحوله مع الوقت إلى خطاب "تشكيك" و"تنازع صلاحيات. وقال: خلال فترة حكومة حماس، أصبح هناك خطاب منبري وتكفيري في بعض الأحيان، وبالتالي ذهب الخطاب باتجاه الدين أكثر، وهذا لم ينطبق على حماس فقط، بل وفتح أيضا. ورأى البرغوثي، أن هناك إشكاليات عديدة تكتنف الخطاب الديني في مجال الإعلام، بضمنها إلغائه مبدأ الحوار، واستناده إلى فكرة فرض أوامر وتعليمات غير قابلة للنقد أو البحث. أما عبد الله، فرأى أن النواحي السياسية تطغى على أجندة وسائل الإعلام، ما اعتبره أمرا مؤسفا، وفي غير صالح هذه الوسائل. وقال: للأسف، فإن السياسة استولت على الصحافة المحلية، ولم تتركها حتى الآن، وبالتالي فإن الإعلام الفلسطيني في وضع خطير. واستطرد "وصلنا لهذه المرحلة لأننا قبلنا بأن تواصل الصحافة الفلسطينية العمل كأداة بيد الفصائل والحركات الفلسطينية". وتطرق إلى أن انتفاضة العام 1987، كان يمكن أن تشكل محطة أولى لأن يصبح المصدر الفلسطيني، هو الأساس لاستقاء المعلومات وتحديدا على المستوى الخارجي، بيد أن ذلك لم يحدث، ما تواصل حتى الآن. وعبر عن أسفه لاستحواذ "الحرب الإعلامية" بين فتح وحماس على جانب من الاهتمام، أكبر من ذلك المتعلق بالقضايا المرتبطة بالواقع الفلسطيني، ومشكلات وأولويات واحتياجات المواطن. وكان تحدث ديفيد فايباش، ممثل كندا لدى السلطة الوطنية، في مستهل الندوة، مشيرا إلى سروره بعقد الندوة، ومشاركة اسكندر فيها. وذكر أن مساهمة الممثلية الكندية في عقد الندوة، يأتي في إطار عناية الممثلية بالقضايا العامة التي تهم المواطن. |