|
حفل تأبين في الذكرى الاربعين لرحيل المناضل جمال فراج
نشر بتاريخ: 05/08/2018 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
بيت لحم - معا - نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبالتعاون مع القوى والفعاليات في محافظة بيت لحم حفل تأبين بمناسبة مرور اربعين يوما على رحيل المناضل الفلسطيني جمال فراج، في قاعة الفينيق بمخيم الدهيشة بحضور حشد كبير من المدعوين وممثلي الفعاليات المختلفة.
وقد بدأ الحفل الذي ادار عرافته الناشط محمد بريجية بالوقوف دقيقة حداد على ارواح الشهداء وعزف النشيد الوطني الفلسطيني، وبعد ذلك القى حسن عبد الجواد كلمة الجبهة الشعبية جاء فيها "ان الراحل جمال فراج كان جزءا اصيلا من النخبة او القلة الاستثنائية التي صنعت من الفكر والانتماء والمعاناة طريقا للخلاص من الاحتلال، ووقفت في وجه الفكر الظلامي والتخلف الاجتماعي في اصعب الظروف واحلكها ادراكا منها ان خيارات ودروب الثوريين محدودة وقاسية، لا يمكن التهرب منها او الانفلات من عقالها، في زمن اقتصاد السوق المنفلت وسياسة الافقار والمفاهيم الاستهلاكية والترويجية، وزمن مغادرة المثقفين لمواقعهم المتقدمة في الوجدان الشعبي نحو مواقع السلطة السياسية والقطاع الخاص والمؤسسات الممولة”. واضاف "اتصف جمال بجرأة الموقف وجسارة الممارسة وعناده الثوري الاصيل، لم يغادر مخيمه المشتبك الا قسرا نحو اليرموك والوحدات وقلاع الاسر، ورغم اعاصير الحياة ومرارة اللجوء لم يغادر موقعه الثقافي التقدمي المشتبك مع الاحتلال، ومع تردي الحالة الثقافية والوعي التقليدي كان مبادرا دون توقف ومعطاء دون حدود، ومدافعا عن قناعاته المبدئية لدرجة الانصهار والتماهي فيها". كما القى محمد الجعفري باسم القوى الوطنية في محافظة بيت لحم كلمة اشاد فيها بمناقب الفقيد ابو خالد الذي عانى في سجون الاحتلال عشر سنوات من القهر والظلم والاضطهاد ومثلها عشر سنوات في منافي الشتات عندما ابعدته قوات الاحتلال عن ارض وطنه خلال بداية الانتفاضة الاولى الى سوريا ولبنان حيث كان مدافعا صلبا عن قضية وطنه وحرية شعبه وعاد ليواصل النضال والعطاء غير ابه بحجم الاضطهاد والقمع الاسرائيلي باشر بمتابعة كافة القضايا والهموم الوطنية والاجتماعية والتي كان على رأسها النضال والانغماس في هموم الفقراء والمضطهدين وما اكثرها ولا يمكن ان ننسى عندما شغل منصب رئيس مجلس اولياء الامور في مدارس وكالة الغوث فتابع كل القضايا من صغيرها الى كبيرها وواكب سلامة الاطفال وواجه مشكلة التسرب وكذلك وقف بعناد ضد محاولات تقليص خدمات وكالة الغوث الدولية الشاهد على نكبة شعبنا عام 1948، كما واجه بكل عنفوان حالة الانقسام في صفوف شعبنا ودعا دائما الى ضرورة انهائها لانها تشكل خطرا على قضيتنا الوطنية، ولم يترك خيمة اعتصام للاسرى الا شارك في فعالياتها ونظم بعضها لانه يدرك ان الاسرى هم بوصلة شعبنا نحو الحرية والاستقلال ولكل ذلك حاربه الاحتلال وطارده بالرصاص والقمع فكان ذلك المناضل الصلب الذي لا تلين له قناة". من جانبه قال رجا اغبارية امين عام حركة ابناء البلد في الداخل ان الراحل ابو خالد كان مناضلا عنيدا في وجه الاحتلال ومشاريعه التي تستهدف فلسطين من بحرها الى نهرها وظل متمسكا بها يعرف جغرافيتها ويؤكد ان اولئك الفلسطينيين الرابضين على سواحل البحر الابيض المتوسط هم جزء اصيل من التاريخ والجغرافيا والمستقبل وكان يؤمن انه لا حل بدونهم ولا يمكن استثنائهم او القاءهم في براثن الدولة العنصرية التي اقرت اخيرا وفي تطور خطير بقومية هذه الدولة لتكون دولة لليهود فقط وبهذا يجب على كل واهم ان يسقط والى الابد اية مراهنات على حل سياسي بعد اقرار هذا القانون الخطير وان حل الدولتين انتهى الى غير رجعة ولذلك فان كل تبعات محاولات هذا الحل يجب ان تنتهي وعلينا ان ندرك ان الصراع هو ليس صراع حدود وانما صراع وجود وكان ابو خالد يدرك هذه المعادلة جيدا، علينا الرجوع الى الميثاق الوطني الفلسطيني الذي سن في العام 1964 وعلى كل الاطراف ان تباشر اولا بانهاء حالة الانقسام الى غير رجعة وبدون شروط لان هذا الانقسام يخدم المشروع الصهيوني الجديد القديم "يهودية الدولة"، وبذلك نعيد التوازن لمشاريعنا ونضالنا المشروع والذي يجب ان يكون كما كان سابقا بكل اشكاله وبدون استثناء. اما المطران عطا الله حنا فقد اشار في كلمته الى انه يعرف الفقيد المناضل جمال عن كثب حيث التقاه في العديد من المناسبات الوطنية ومناسبات التضامن مع الاسرى وكان عروبيا بامتياز قلبه على فلسطين وعلى سوريا وعلى العراق وعلى اليمن التي تغرق باسلحة النفط في الخليج العربي وكان يدرك دائما ان قوة فلسطين من قوة سوريا وقوة سوريا من قوة فلسطين، كان يقف دائما وبدون أي تردد مع الوحدة المسيحية الاسلامية ولديه موقف واضح وصريح ان المسيحيين هم اصحاب هذه البلاد كما المسلمين، وهم ليسوا اقلية بل هم جزء اصيل من التاريخ والمستقبل والماضي والحاضر وهم الذين قدموا التضحيات على مذبح القضية الوطنية جنبا الى جنب مع بقية اخوانهم الفلسطينيين امنوا بعروبة فلسطين وضرورة تحريرها، ووجع المطران عطا الله التحية من قلب القدس العاصمة الابدية لفلسطين والتي كانت كذلك وستبقى الى الابد رغم انف ترامب وزبانيته الى ابناء شعبنا في بيت لحم ومخيم الدهيشة مؤكدا ان مصير صفقة القرن الفشل الذريع كما بقية المشاريع التصفوية التي تحطمت امام صمود شعبنا وارادته الفولاذية التي لاتلين. وكان اخر المتحدثين وعد جمال فراج باسم عائلة الفقيد حيث وجهت الشكر الى كافة القائمين على هذا الحفل من فصائل العمل الوطني والمؤسسات والفعاليات المختلفة وعلى راسهم الجبهة الشعبية وقالت "ان والدها اختار في مسيرته الوطنية ومنذ نعومة اظفارها جموع الشعب والدفاع عن همومهم فانتمى الى تلك المدرسة التي كانت تدرك ان الجماهير الشعبية هو الغذاء الحقيقي للثورة على الاحتلال حتى اندحاره، تابع العديد من الحالات الانسانية والاجتماعية وتصدى بكل قوة لحلها وتوفير سبل العيش الكريم لهذه العائلات معتمد على العديد من اصحاب الايدي البيضاء الذين يعرفوه وساعدوه حتى يتم مساعدة هذه العائلات في مواجهة ضنك العيش، وقف مع المقهورين والملاحقين على خلفية سياسية بكل قوة وعنفوان فكان دائما على راس هذه المواقف". وفي نهاية الحفل جرى تكريم عائلة الفقيد من قبل عدد من المؤسسات والفصائل وعائلات الشهداء وتخلل الحفل فقرات فنية مؤثرة قدمها الفنانان الملتزمان احمد ابو سلعوم وامجد عرار. |