|
37 طفلا شهيدا- الاحتلال يفتك بأطفال فلسطين
نشر بتاريخ: 12/08/2018 ( آخر تحديث: 12/08/2018 الساعة: 16:41 )
رام الله- معا- أكدت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال-فلسطين، أن قوات الاحتلال تتعمد الفتك بأطفال فلسطين من خلال استهدافهم بصورة متعمدة ومباشرة، بقصد قتلهم أو التسبب لهم بضرر دائم.
وأوضحت الحركة العالمية أنها وثقت استشهاد 37 طفلا على يد قوات الاحتلال في الضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة، إضافة إلى التسبب بإعاقة دائمة لحوالي 13 طفلا آخرين على الأقل منذ بداية العام الجاري (2018). وأشارت الحركة إلى حادثة استشهاد الطفلة بيان أبو خماش (سنة ونصف) ووالدتها التي كانت حاملا في شهرها التاسع، وإصابة والدها بجروح، عندما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزلهم الكائن في وادي السلقا شرق دير البلح بصاروخ وهم نيام، في التاسع من الشهر الجاري، وكيف حول القصف جثتي الطفلة بيان ووالدتها والجنين إلى أشلاء. ومن الأطفال الشهداء الذين وثقتهم الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في الضفة الغربية، أركان ثائر حلمي مزهر (14 عاما) من مخيم الدهيشة في بيت لحم، الذي استشهد فجر الثالث والعشرين من شهر تموز الماضي جراء إصابته بعيار ناري حي في صدره خلال مواجهات اندلعت في المخيم عقب اقتحامه من قبل قوات الاحتلال. وحسب ما أفاد به شهود عيان للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، فإن الطفل أركان كان يبعد عن جنود الاحتلال لحظة إصابته حوالي 70 مترا، ولم يكن يشكل أي خطر يذكر عليهم. ووفق مصادر طبية في مستشفى بيت جالا الحكومي (مستشفى الحسين)، الذي نقل إليه الطفل أركان بواسطة مركبة خاصة بسبب منع الاحتلال لمركبات الإسعاف من المرور، فإن العيار الناري أصاب الشريان الرئيسي للرئة اليسرى ما أدى لقطعه بشكل كامل والتسبب بنزيف حاد في منطقة الصدر أدى لانقباض القلب وإفراغ الرئتين من الهواء، مشيرة إلى عدم التمكن من تحديد نوع العيار بسبب خروجه من ظهر الطفل. وفي الرابع عشر من شهر تموز الماضي، قتلت طائرات الاحتلال الإسرائيلي الطفلين أمير النمرة (14 عاما) ولؤي كحيل (14 عاما) عندما كانا يتنزهان قرب جامعة الأزهر غرب مدينة غزة، حيث أطلقت طائرة حربية إسرائيلية أربعة صواريخ صوب مبنى فارغ في تلك المنطقة، لتتطاير شظايا القصف وتصيب الطفلين كحيل ونمرة بجروح بالغة الخطورة، نقلا إثرها إلى مستشفى الشفاء ليعلن عن استشهادهما بعد حوالي 10 دقائق من وصولهما. القتل ليس الأسلوب الوحيد "شعرت بزعل كبير عندما استيقظت من عملية بتر قدماي الاثنتين، وأول شيء فكرت فيه هو أنني لن أستطيع السير والجري ثانية، وسأبقى على كرسي طوال حياتي، ما حصل معي أثر على حياتي كثيرا"، بهذه الكلمات عبر الطفل عبد الله قاسم (16 عاما) من قطاع غزة عن شعوره بعد أن فقد قدميه الاثنتين جراء إصابته برصاص الاحتلال خلال مشاركته في المسيرات السلمية على حدود قطاع غزة. وأفاد الطفل عبد الله للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال بأنه أصيب برصاصة في الرابع عشر من شهر أيار الماضي خلال مشاركته في مسيرة سلمية على حدود القطاع، وأن هذه الرصاصة اخترقت ساقه اليمنى وخرجت منها ومن ثم نفذت إلى الفخذ اليسرى من الجهة الداخلية وخرجت منها أيضا، مسببة تهتكا كبيرا في العظام والأعصاب. وبين أن كافة محاولات ربط الأوردة والأعصاب وترميم العظام التي قام بها الأطباء في القطاع باءت بالفشل، حتى أصبح الأمر يهدد حياته بعد تعفن القدمين وبناء على ذلك قرر الأطباء بترهما. وقال: "يجي العالم يشوف شو جيش إسرائيل بعمل فينا، صرت من غير قدمين بسبب مشاركتي بمسيرة سلمية". أما الطفل علي فروانة (16 عاما) من خان يونس، فقد أصيب بشلل في أطرافه السفلية جراء رصاصة أطلقها صوبه جنود الاحتلال، خلال مشاركته في المسيرات السلمية على حدود القطاع، في الرابع عشر من شهر أيار الماضي. وقال الطفل علي للحركة العالمية إن العيار الذي أصابه اخترق ظهره من الجهة اليمنى وأصاب الفقرة 11 ومن ثم اخترق الرئة اليمنى وأصاب الكبد والحجاب الحاجز، الأمر الذي تسبب بشلل كامل في الأطراف السفلية. وأضاف الطفل علي "أنا كنت بتعلم ميكانيكي سيارات وكانت أمنيتي أنه بعد ما أخلص تعليم أشوف ورشة وأشتغل فيها، وبعد إصابتي مش رح أقدر أرجع وأكمل تعليمي ولا رح أقدر أشتغل في أي ورشة بالمستقبل، لأنه إصابتي صعبة كثير، ما في أي أمل بعدها". رصاص الاحتلال الذي حرم الطفلين عبد الله قاسم وعلي فروانة القدرة على الحركة، خطف من الطفل صالح عاشور (16 عاما) نور عينيه، إذ أصيب الطفل عاشور برصاصة في رأسه خلال مشاركته في المسيرة السلمية في الرابع عشر من أيار الماضي، أفقدته البصر. وأفاد صالح للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال بأن العيار الناري دخل من الجانب الأيمن من رأسه وخرج من عينه اليسرى، وتسبب بكسور في عظام الجمجمة وتلف في كلتا العينين، الأمر الذي اضطر الأطباء لاستئصالهما. وقال صالح "مستقبلي تدمر بعد الإصابة، فقد كنت أتعلم مهنة الحلاقة وهي كانت أمنية أبوي في البداية لأنني ما كنت منيح بالمدرسة، أحببت هذه المهنة وصرت أحلم إنه يصير عندي صالون حلاقة ويكون لي مستقبل، لكن إسرائيل دمرته، وصرت أنا وحيطان دارنا أصحاب فأنا أستعين بها لما بدي أتنقل من مكان لمكان في البيت". وطالبت الحركة العالمية بضرورة فتح تحقيقات مهنية وشفافة ومحايدة في حوادث إطلاق النار التي ينفذها جنود الاحتلال بطريقة تتناقض مع المعايير سواء الدولية أو الإسرائيلية، ومحاسبة الجنود الذين يستهدفون المتظاهرين السلميين، وخاصة الأطفال، بقصد القتل أو التسبب لهم بإعاقات دائمة. واكدت الحركة مجددا أن سياسة الإفلات من العقاب التي يتمتع بها جنود الاحتلال وعلمهم المسبق أنهم لن يحاسبوا على أفعالهم مهما كانت ويقينهم أن حكومتهم تتعمد عدم إجراء أي مساءلة لهم وغير راغبة في ذلك، يشجعهم على المضي في انتهاكاتهم بحق أطفال فلسطين وتصعيدها، الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل اعتقال جميع مرتكبي الجرائم الإسرائيليين الذين يقتلون الأطفال أو يسببون لهم الإعاقات الدائمة، في انتهاك مباشر للقانون الدولي. |