|
روابي ... ستبقى شامخة
نشر بتاريخ: 16/08/2018 ( آخر تحديث: 16/08/2018 الساعة: 20:02 )
الكاتب: صهيب ازحيمان
نائب رئيس بلدية روابي
في العام 2008، عقد الفلسطينيون “مؤتمر الاستثمار الفلسطيني الاول" في بيت لحم لجذب رؤوس الأموال الخارجية بهدف دعم الاقتصاد الفلسطيني. وعقد المؤتمر برعاية رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض، وذلك لتعزيز الصمود الفلسطيني من خلال تقوية الاقتصاد وجلب الاستثمارات الخارجية. ومن هنا بدأ تبلور الفكرة في انشاء مدينة فلسطينية جديدة في الضفة الغربية وتم طرح بعض المواقع التي تحتوي على اكبر مساحة ممكنة من الاراضي المصنفة منطقة "أ" وذلك لضمان عدم الحاجة الى موافقات اسرائيلية لتراخيص البناء، من ضمنها اراضي تقع ما بين نابلس وسلفيت والموقع الحالي لمدينة روابي و الواقع شمال مدينة رام الله متوسطاً قرى عجول، عطارة وعبوين . وكون المدينة محاذية لمستوطنة عتيرت والتي كان من المخطط لها التوسع على اراضي روابي , ويرى الفلسطينيون أن مدينة روابي بمثابة الدرع الذي يحمي جزءا من الأراضي الفلسطينية من أطماع المستوطنين بضمها إلى حدود مستوطناتهم التي يتم توسعتها باستمرار. وفور المباشرة بتنفيذ المشروع في مطلع عام (2010) بدأ مشوار مدينة روابي مع الاشاعات والادعاءات التي تهدف الى أفشال هذا المشروع وتدميرهذا الحلم الفلسطيني ،على غرار نعته "مستوطنة" اسرائيلية، ومن ثم ان هذا المشروع عبارة عن مدينة مشتركة للإسرائيليين والفلسطينيين وان عدداً من الإسرائيليين سوف ينتقلون للعيش في المدينة، ولاحقاً أٌشيع ان مستثمرين إسرائيليين يملكون المدينة وبعد ذلك تم وصف المشروع انه وضع لينهي حق العودة باعتباره مدينة يتم بنائها لأسكان اللاجئين الفلسطينيين وغيرها من الاشاعات التي تصب في افشال هذا المشروع الوطني . ولكن بالعزيمة والاصرار على اتمام المشروع تجاوزنا هذه الاشاعات المغرضة . وهذا بدوره اجبر الاحتلال الى بداية مرحلة ثانية من الصراع بإضافة المواجهة ، عبر منع مد خط المياه ومن ثم منع شق الطريق العام المؤدي الى المدينة، وايضا للأسف استخدام أعوان الاحتلال لخلق الاشاعات المغرضة في الداخل الفلسطيني عبر نشر الاخبار الكاذبة عن المدينة والقائمين عليها . يستمر نضال شعبنا وينتزع حقوقه، نعم هو كذلك قيل لن يضيع حق طالما خلفه مطالب ، بالقانون والضغط الدولي حصلنا على المياه وسوف نحصل على الطريق الدائم المؤدي الى المدينة وسوف تبقى روابي كاسمها شامخة . نعتوها مستوطنة او كونها مشروع صهيوني ووصفوها بوسيلة للتطبيع وغيرها من الصفات السلبية، لكن ليعلم القاصي والداني ان الحق في النهاية هو المنتصر وارادة شعب يرفض الركوع و الخنوع ستعبد طريق الدولة. بناء المدينة قد ساهم في خلق اكثر من 10 الاف فرصة عمل لأبناء شعبنا وخصوصا من القرى والبلدات المحيطة في المدينة من عمال بناء واصحاب مهن باختلافها ومهندسين وتخصصات مختلفة . وعن تخطيط المدينة فما يُميز مدينة روابي هو الاهتمام الكبير بالمرافق الخدماتية الأساسية، من حيث التنظيم والنظافة والمنظر الجمالي، اضف الى ذلك الاهتمام من قبل مهندسي المدينة والقائمين عليها بإدخال الهوية الفلسطينية في البناء، فنلاحظ مداخل البنايات التي يأخذ بعضها أشكال الأقواس الفلسطينية القديمة، لتذكر بالماضي المجيد وعراقة هذا الشعب. وبالنسبة للهوية الفلسطينية للمدينة لم تأتي فقط بالبناء بل ايضا بتصميم الاحياء وادخال نظام اتحاد الملاك في المدينة والذي بدوره يسهم في ايجاد نسيج اجتماعي متجانس يسهم في تثبيت القيم والمعايير السلوكية من جهة، وتجديد الترابط الاجتماعي والانتماء للحي والمدينة من جهة أخرى. روابي اصبحت حقيقة واقعة بإرادة فلسطينية همها الاول والاخير ان تكون روابي احدى الخطوات نحو اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ، وهنا تستوقفني كلمة قالها رئيس بلدية روابي المهندس ابراهيم الناطور، اثناء مراسم تسليم البلدية من قبل وزارة الحكم المحلي "بأذن الله نحتفل بالقريب بمراسم تسليم بلدية القدس" . مهما تخاذل المتخاذلون ومهما حاول الاحتلال واعوانه بالتضليل وزج الاشاعات والاكاذيب، نحن على طريق الاعمار وبناء الدولة شاء من شاء وابى من ابى. |