نشر بتاريخ: 18/08/2018 ( آخر تحديث: 19/08/2018 الساعة: 18:14 )
بيت لحم –معا- "الحمد لله على سلامتك يا حبيبتي وعقبال عند كل الاسرى والأسيرات يتحرروا بإذن الله من سجون الاحتلال الجبان " . بهذه الكلمات استقبلت يوم امس المناضلة المسنة الحاجة عايشة عبيد 84 عاما من مخيم الدهيشة الفتاة عهد التميمي التي تحررت من سجون الاحتلال قبل اسابيع .
"ما تخافوش من الاحتلال لانه والله جبان و70 سنة ما هو قادر على تركيعنا وطول ما في جيل مثل عهد بيصفع الاحتلال وما بهاب لازم تتحرر فلسطين والمهم ماتخافوش منهم بالمرة" .
تلك وصية الحاجة عايشة وهي ترحب بعهد ووالدها باسم التميمي والفتاة المحررة نوران البلبول ابنة الشهيد احمد البلبول ووزير الاسرى السابق عيسى قراقع وعضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد اللحام وامين سر اقليم فتح/ بيت لحم محمد المصري والناشط منذر عميرة في منزلها المتواضع جدا بالمخيم وهو عبارة عن غرفة تسكن بها المناضلة المقعدة والتي دخلت سجون الاحتلال اداريا منذ العام 1969 وامضت في الاسر حوالي 5 سنوات بتهم ذات علاقة بالانتماء لحركة فتح وانشاء وتدريب مجموعات عسكرية وتنفيذ عمليات فدائية .
طوال الوقت كانت عهد تستمع للحجة عايشة وقصة كفاحها ضد الاحتلال بعد ان قدمت لها كوفيتها هدية واوصتها ان تحفظها وتحافظ عليها وقالت " هذه كوفية الفدائيين ديروا بالكم عليها ".
من جانبه قال عيسى قراقع " هذه هي حكاية الثورة والنضال تتلخص بهذا المشهد الذي يختزل الحكاية ما بين البداية للشرارة الى الحاضر المقاوم بانامل صغيرة ولكنها لا ترتجف بل تصفع الاحتلال بكل قوة يستمدها جيل عهد من روح واصرار الحجة عايشة في سبيل المواصلة في درب طويل وصعب ولكنه ليس مستحيل بل ممكن بالارادة المكتنزة كانها لهب في صدر عايشة التي تشع بنور العطاء والفداء وتضيء لهذا الجيل درب الحرية ".
لم تنس عهد انه بالقرب من منزل الحجة عايشة هنالك منازل عديدة للشهداء في المخيم كان اخرهم الطفل ركان مزهر الذي يتوجب السلام على روحه في احضان والدته المكلومة والحزينة على وداعه لتبكي في احضان عهد وهي تستقبلها بحفاوة وترحاب .
الجدارية التي رسمها فنان ايطالي وتسببت باعتقاله من قبل جيش الاحتلال كانت تستحق الزيارة من عهد اكراما لحالة التضامن الاجنبي معها وخاصة انها رسمت على جدار الفصل العنصري الذي يفصل مدينة السلام عن مدينة القدس.
كانت الصبية ذات الملامح المميزة معروفة للناس في معظم الاماكن بحكم الاهتمام الاعلامي الكبير التي حظيت به عند اعتقالها وعند الافراج عنها مما حولها لشخصية مشهورة تلفت نظر الناس الذين استقبلوها باحترام وتقدير وهي تقابل ذلك بعفوية وخجل وتواضع اكثر طفولي تلاحظه بهروبها للضحك والمداعبة مع صديقاتها نوران البلبول والصحفية الصغيرة جنى التميمي وغيداء اللحام في حقول قرية بتير جنوب بيت لحم حيث كان ختام الزيارة بهذه القرية الجميلة .
تنقلت عهد ما بين بيت لحم المدينة والدهيشة المخيم وبتير القرية لتلقي السلام شاكرة الناس على مساندتها وتحمل في ترحالها رسالة الاسرى والأسيرات جعابيص وجرار وطقاطقة والجبالي وباكير وابو كميل وشواهنة وابو سرية والبقية الصامدة في سجون الاحتلال كأمانة في عنقها الصغير الذي اصبح على عاتقه حمل كبير ومبكر .