|
العيد يسير في شوارع غزة باستحياء
نشر بتاريخ: 22/08/2018 ( آخر تحديث: 22/08/2018 الساعة: 12:18 )
الكاتب: د.سفيان ابو زايدة
العيد في غزة يسسر باستحياء، ولولا انه مرتبط بمناسبة دينية، ولولا تكبيرات المساجد التي تصدح في كل زاوية لما تذكّر غالبية الناس، او لا يريدون ان يتذكروا ان غدا عيد الاضحى المبارك هربا من استحقاقته المادية غير القادرين على توفير الحد الادنى منها.
لم تسل دماء الاضاحي في المسالخ والشوارع كما كان الحال في السنوات الماضية، كانت شحيحة جدا. الاطفال وحدهم هم الذين لم يكونوا على استعداد ان يتفهموا وضع ذويهم الصعب ولم يكونوا على استعداد ان يتنازلوا عن فرحتهم واحتفائهم بهذة المناسبة. السؤال الجدلي بين الرجال في غزة وبينهم وبين انفسهم، خاصة موظفي السلطة التي تآكل نصف راتبهم والنصف الاخر تاه بين القروض وديون الدكايين المتراكمة هو ماذا نفعل في هذا اليوم؟ هل نذهب لزيارة الارحام في ظل جيوب خاوية وديون متراكمة لا تحتمل المزيد، ام لا نذهب ونبقى في بيوتنا لان لا طعم للزيارة بدون تقديم العيدية النقدية وفقا للعادات المتبعة منذ قرون؟ شخصيا نصحت كل من تحدث معي ان يزور الارحام مهما كانت الظروف الاحوال، لان الاصل هو صلة الارحام وليس اعطاء الفلوس او اي شيء اخر. كان سببا اخر مؤلما ومؤثرا جعل الاجواء اكثر كآبة وحزن، عندما جاء خبر استشهاد جارنا هاني محمد المجدلاوي عشية يوم العيد، ابن جارنا ابو عمر منذ عشرات السنين. فكانت الخطوة الاولى في هذا العيد هو الذهاب الى بيت العزاء الملاصق لبيتنا لمواساة ذوية وعائلتة، جيراننا واصدقاءنا. رغم كل هذا الجو الكئيب لا استطيع ان اسمح لنفسي، طالما ان الامر بيدي الا ان اكون في غزة. رحم الله الشهيد هاني المجدلاوي وكل الشهداء، وتعازينا الحارة لاحبتنا واصدقاءنا وجيراننا آل المجدلاوي الكرام. والشفاء للجرحى والحرية للاسرى. |