أرقام صادمة تدحض جدلية حصار السلطة لقطاع غزة

تتسابق وسائل الإعلام بتهويل إجراءات السلطة تجاه حركة حماس التي تحكم قطاع غزة بالقوة، ويتابع شعبنا بألم حجم الصراع المتعاظم يومياً في الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي حول الموضوع، فتارةً يُحمِّل أنصار حماس السلطة قبل الإحتلال ما يعانيه شعبنا الغزّي من ظروف صعبة، وبالمقابل يتداعى الكل الوطني والفتحاوي لرد هذه الدعوى ووصفها بالإدعاءات الكاذبة.
بين فتح التي تعتبر نفسها مسؤولةً عن تكلفة القطاع دون أن تحكمه، وحماس التي تضع نفسها في زاوية المُحاصَرِ من العدو الصهيوني والخصم السياسي - فتح - ومصر وفقاً لتصريحات قادتها في بعض الظروف، تجد نفسك مطالباً بالبحث والتوثيق بتجرد، لمحاولة التحقيق بجرأة عن الأرقام التي تصرفها السلطة في رام الله، على غزة بصفتها جزءاً أصيلاً من مسؤوليتها أمام شعبها، وهو المُعلن دوماً بتصريحات كل مسؤوليها وناطقيها الرسميين، والذي تنفيه حماس دوماً وتحاول تبرير مساعيها لعقد صفقة سياسية بدواعٍ إنسانية تحت شعار تخفيف الحصار على القطاع .
هذا كله لا ينفصل عن التظاهرات والإحتجاجات التي يقوم بها بعض الناشطون المحسوبون على فصائل اليسار وحماس وتيار دحلان ، الذين هم بمنطق الشراكة السياسية ، شركاء حقيقيون بما يجري بالقطاع ، ولكنك تجدهم يُحملّون السلطة مقاليد الاقتصاد وينفون عنها حقها بالحُكم والتمكين ، ودون الخوض بدقة من كل هذه الأطراف بما تصرفه السلطة شهرياً على قطاع غزة .
وللوقوف على هذه التفاصيل المالية التي قد تكون السلطة قصّرت بتوضيحها للرأي العام والإعلام ، وتعمدّت حماس وكل من يقف معها في وصف السلطة بأنها المُحاصر الأول للقطاع ، وقفنا ملياً وتقصينا بعناية حجم الإنفاق الحكومي على غزة والذي يُقّدر بمليار ومائة مليون دولار سنويا ً وعلى النحو التالي :
١/ الموظفون المدنيون والعسكريون والوزراء والتشريعي : ٨٠ مليون ٩١١ الف شيقل شهرياً أي ما يعادل ٢٦٠ مليون دولار سنوياً .
٢/ المتقاعدون من الموظفين المدنيين والعسكريين والوزراء والتشريعي : ١٠٠ مليون و٤٢٩ الف شيقل شهرياً أي ما يعادل ٣٢٨ مليون دولار سنوياً .
٣/ الشؤون الإجتماعية : ٥٩ مليون و٨٦٦ الف شيقل شهرياً ، أي ما يعادل ١٩٥ مليون دولار سنوياً .
٤/ الصحة والتحويلات الطبية ومصاريف طبية : ٣٥ مليون شيقل شهرياً ، أي ما يعادل ١١٤ مليون دولار سنوياً .
٥/ رواتب الأسرى بالسجون والمحررين : ٤ مليون و٤٤٦ الف شيقل شهرياً ، أي ما يعادل ١٥ مليون دولار سنوياً .
٦/ الكهرباء والماء : ٥٠ مليون و٧٦٢ الف شيقل شهرياً ، أي ما يعادل ١٦٥ مليون دولار سنوياً .
٧/ مصاريف تشغيلية للوزارات والمؤسسات : ١٤ مليون و ٩٨١ الف شيقل شهرياً ، أي ما يعادل ٤٩ مليون دولار سنوياً .
بالمجمل ، قد تصل التكاليف الى أكثر من مليار ومائة مليون دولار سنوياً ، وتتُهم السلطة بحصار قطاع غزة ، فما بالكم لو لم يصل هذا المليار لقطاع غزة ؟؟
قد تُشكل هذه الأرقام صدمةً حقيقية لمن يهرعون ليل نهار ، لسوق الإتهامات للسلطة او المنظمة أو فتح بحصار القطاع ، ولكن لا بد من توخي الدقة ومخافة الله في وضع النقاط على الحروف ، ليستيقظ شعبنا وقواه الحيه من غياهب النسيان ، لعقد من الزمن ، صرفت به سلطة - محمود عباس - التي يعاديها حكام قطاع غزه ، ١٢ مليار دولار على القطاع الذي أنهكته حماس بسياسياتها وتقلبها وفسادها .
وآخر دعوانا أن الحمدلله على نعمة البقاء والصمود .