|
لا لتهدئة ثمنها المشروع الوطني (2)
نشر بتاريخ: 25/08/2018 ( آخر تحديث: 26/08/2018 الساعة: 11:35 )
الكاتب: السفير حكمت عجوري
اصرار حماس على المضي قدما في مشروع التهدئة مع اسرائيل بحجج رفع المعاناة عن شعبنا الغزي هو ذريعة كانت حماس تنتظرها كونها ومنذ انقلابها على الشرعية الفلسطينية وهي تبحث عن هدنة طويلة الامد مع القوة الاحتلالية حتى تتمكن من شرعنة حكمها العسكري غير الشرعي لغزة وذلك تلبية لاوامر المرشد من اجل توفير ملاذ امن لحزب الاخوان المسلمين الذي اصبح غير مرغوب فيه عربيا وهو الذي صدر بحقه الحكم بانه حزب ارهابي وذلك من قبل القضاء في مصر الدولة الراعية لهذه التهدئة والتي اصدرت احكاما بالسجن ما زالت سارية بحق الذين شاركوا في التعدي على سيادتها باقتحامهم للسجون المصرية من اجل افراج غير قانوني عن عدد من قيادات الحزب المذكور ابان ثورة الشعب المصري الشقيق على نظام الرئيس مبارك. بالتالي فان اي محاولة من قبل حماس للتوقيع على اي اتفاق تهدئه نيابة عن الشعب الفلسطيني وممثله الشرعي منظمة التحرير الفلسطينية سيزيد طين حماس بله كون ذلك سيضيف لما ذكرناه انفا عبئا ان لم يكن عزلا وطنيا فلسطينيا لها وتحديدا من قبل شعبنا الغزي الذي ما زال يبقي على بعض من الثقة الوطنية والدينية لها وبالتالي ستجعل حماس من نفسها لقمة سهلة البلع لاي طرف يتربص بها بعد ان تكون قد خسرت حصانتها الفلسطينية وتحديدا الغزية. حماس بالرغم من كل الغرور الذي حط عليها من جراء الهالة التي خلقتها حول نفسها بحجة المقاومة المسلحة وقوتها الصاروخية المتخصصة بالاماكن غير المأهولة الا انها ليست بالقدر النِدي الذي تمثله منظمة التحرير ولا بذكاء وقدرة القيادة الفلسطينية حيال الجهات التي تتفاوض معها وربما كانت نجاحات رؤساء فلسطين في العلاقات الدوليه دليلا على ذلك. اتفاق اوسلو وعلى سبيل المثال وهو الذي يعتبره البعض وبالخصوص حماس انه اتفاق خياني وقصور واخفاق تفاوضي لقيادة منظمة التحرير ويقولون فيه اسوأ مما قاله مالك في الخمر بالرغم من ادراك كل هؤلاء في ان من تسبب في عدم تحقيق هذا الاتفاق للاهداف المتوخاة منه هو اليمين الصهيوني الذي تفاوضه حماس وذلك بسبب تنكر هذا اليمين لاي استحقاق فلسطيني تضمنه الاتفاق ومن ثم وأده في المهد كون هذا اليمين ما زال يرى في الاتفاق وبالرغم من اجحافه بالحق الفلسطيني انه اداة تدمير للمشروع الصهيوني كما ادعى النتن ياهو في سنة 1993 وهو الذي ما زال يحكم وهو الذي لم يتوقف لحظة على مدار سنوات حكمه في محاولاته لتدمير اي اتفاق مع الفلسطينيين كما فعل في الاتفاق المذكور وتحديدا الغاء الطرف الفلسطيني من هذا الاتفاق وهو منظمة التحرير الفلسطينية كون الاتفاق اقر واعترف بها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وذلك للتملص من اي التزام صهيوني لصالح اقامة الدوله الفلسطينيه ذات السياده والقابلة للحياه وبحسب قرارات الشرعيه الدوليه. هذا اليمين الصهيوني يسير في هذه الايام بخطوات سريعة نحو تحقيق مشروعه وذلك بابعاد منظمة التحرير المعترف بها اسرائيليا ودوليا كصاحبة الحق في الولايه على الشعب الفلسطيني وبيته الجامع وذلك بسبب ما تفعله حماس في تفاوضها مع اسرائيل ولاسباب حزبيه رخيصه ليس لها اية علاقه في الصالح الفلسطيني ولا مشروعه الوطني. وعلى الرغم من كل ما قيل في اتفاق اوسلو من انه اخفاق تفاوضي للقياده الفلسطينيه لا بد وان نذكر بما انجزته حِرَفية هذه القياده في هذا السياق من انه ومنذ التوقيع على اتفاق اوسلو تمكن ثمانمائة الف فلسطيني من المشتتين في غياهب الغربه في كل بقاع الدنيا، من العوده الى ارض الوطن اضافة الى انه وبسبب هذه الحِرَفيه نجحت القياده الفلسطينيه في الحفاظ على فلسطنة التعليم وتطويره كسلاح حقيقي للفلسطينيين وفعال من اجل صناعة النصر ولا ننسى ان اتفاق اوسلو كان السبب في وصول حماس للحكم قبل انقلابها على نفسها. وربما كان في ذلك يكمن السبب وراء تردد القياده الفلسطينيه في دفن هذا الاتفاق وهو ما دعوت اليه سابقا (اكرام الميت دفنه) وذلك بعد ان تم طعن هذا الاتفاق بمقتل في الرابع من نوفمبر سنة 1995 على يد من لا زالو يحكمون اسرائيل الذين تفاوضهم حماس. الكارثه الانسانيه في غزه والتي تدعي حماس البحث لها عن حلول، هذه الكارثه وعلى الرغم من كونها كارثه احتلاليه صهيونيه مع سبق الاصرار الا انها تفاقمت بسبب الانقلاب الحمساوي في سنة 2007 و اختطاف حماس لغزه حاضنة النضال الفلسطيني وشريان المقاومه الفلسطينيه بكل اشكالها. انهاء هذه الكارثه الانسانيه كما قلت في الجزء الاول من هذا المقال هي مهمه فلسطينيه كونها واجب فلسطيني واي اعتقاد غير ذلك هو خاطئ بدليل قرار الابتزاز الاميركي الاخير في وقف 200 مليون دولار مساعدات للفلسطينيين، وبالتالي فان اولى الخطوات الصحيحه نحو انهاء الكارثه ودون المساس بالحق الفسطيني في الدوله وتقرير المصير هو في حماية وتحصين وتقوية البيت الجامع للفلسطينيين الذي تمثله منظمة التحرير الفلسطينيه وذلك بمشاركة حماس كما بقية الفصائل في حماية هذا البيت وتحصينه. وعلى الرغم من كل ما ذكرناه يبقى التمسك بحماس ثابت من الثوابت النضاليه الفلسطينيه كونها جزء من النسيج الوطني الفلسطيني وهو ما يوجب على حماس اتخاذ قرار "فلسطين اولا" وليس الحزب اولا خصوصا وان قوة حماس واحترامها مستمد اصلا من نشاتها الفلسطينيه وليس الحزبيه التي وان استمرت حزبيه ستكون كما اسلفت وبالا على حماس عربيا كما هو صهيونيا ودوليا. كما وان فلسطنة حماس ايدولوجيا وليس مجرد ادعاء هو الممر الامن نحو اعادة الثقه والطريق الاقصر نحو المصالحه وانهاء الانقسام من اجل ان يتتوج بانتخابات طال انتظارها ليقول فيها الشعب ما يراه الاصلح في من سيتولى امره دون اي اعتبار لغير المصلحه الفلسطينيه بعد ان بدى جليا للكل الفلسطيني انه المستهدف بكله وليس فصيلا بعينه او شخصا بعينه. صفعة (صفقه) القرن ليست موجهه لفتح او لحماس او اي فصيل اخر وانما هي موجهه نحو الغاء الوجود السياسي الفلسطيني الامر الذي يستوجب مواجهتها باجماع فلسطيني وليس بهذا الانقسام الذي يزداد يوما بعد اخر والذي يندى له الجبين كونه ساعد كثيرا على ولادة هذه الصفقه /الجريمه والذي لو استمر (الانقسام) فانه سيوفر ممرا امنا نحو تسويق هذه الصفقه عربيا ودوليا ومن ثم فرض بقية فصولها كما كان الحال في فصلها الاول في القدس اولى القبلتين خصوصا وانه يبدو ان هناك من لديه الاستعداد لقبول صفقه الخيانه هذه وبالطبع لاسباب لا علاقة لها بالصالح الوطني الفلسطيني. |