وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جديرون بالتقدير -3- محمود جوابرة: إنسان وأستاذ ومدير

نشر بتاريخ: 28/08/2018 ( آخر تحديث: 28/08/2018 الساعة: 11:09 )
جديرون بالتقدير -3- محمود جوابرة: إنسان وأستاذ ومدير
بقلم: محمد نعيم فرحات
محمود جوابره رجل رقيق البنية، مرهف الحس، عال المسؤولية، يرتسم على ملامحه أسف واسى شفيف كلما رأى فينا ما لا يسر النفس والوعي، وما هو غير ضروري، وليس مناسبا. وبما أن حياتنا مليئة بمثل هذه الأشياء وشقيقاتها، فإن الأسى عنده سيستمر إلى أجل لا نرجو له أن يطول.
***
صاحب هيبة في أي مدرسة حل أو تواجد، له حضور مرموق ومحترم ووافر في ذهن طلاب مدرسته وطلاب غيرها ، وفي ذهن أولياء أمور شغلت أغلبهم أمور الدنيا عن أولادهم ،. كما انه صاحب بركة "ما " في الأعمار: أعمار النفوس وترميم الأمكنة وتزينها حتى تكون بيئة ملائمة ضمن الممكنات، وهو من المنتمين لعقيدة حيثما ذهبت، اترك أثرا جيدا وامضي.
***
يتصرف محمود جوابره بثقافة المواطن وليس بثقافة الساكن، وبحس المالك المعنى وليس بنفعية المستأجر المستهتر، والفرق حاسم وهام بين المواطن والساكن وبين المالك والمستأجر، لان المواطن معني بالاستدامة والاستقامة ومشغول بالمسؤولية في أي شأن كان ، أما الساكن والمستأجر فهو معنى بقضاء الحاجة كيفما اتفق، وبالاستنفاذ وعدم المبالاة والاستقالة من الأدوار المطلوبة. وفي الطوفان الذي نعيشه في كل لحظة من يوميات حياتنا، فإن غزارة ثقافة الساكن والمستأجر وحامليها، تفيض وتتصاعد وتتمأسس على نحو يجب أن يقض مضاجعنا واعماقنا.
***
جوابره رجل التربية، حازم صارم فيما خص قيم الضرورة والواجب، المهيب عند طلابه وهم في مدار المدرسة أو الشارع أو البيت، هيبة مشوبة باحترام.القادر على متابعتهم في زواريب أنفسهم او زواريب الحارات، المعنى بتفوقهم على شوائبهم وعلى ما تأمرهم به أنفسهم من سوء، واحد منا جدير بالاعتراف وبالتكريم وبالتقدير وبالثناء، يقوم بواجبه كما يتعين وكما يليق، فيترتب عن ذلك نجاحا وجمالا وخيرا.
اسمع يا محمود جوابره:
باسم جموع تعرفك أو تسمع عنك،تفوق كثيرا الذين تعرفهم أو تسمع عنهم، ونيابة عن قيم المواطنة والمسؤولية والضرورة والحاجة والمناسب والأفضل والأجمل وحامليها في صفوف شعبك، نعترف بك ولك وبفضل ما تفعل وما تنوي عمله ، ونقول لك، أنت جدير بالتقدير خليق بالتكريم، وكل منا يفعل ذلك بطريقته على نحو لا يتطلب إقامة احتفال أو افتعال مناسبة.
..من كان الاعتراف به وتقديره يجري على هذا النحو في نفوس الناس، تتوفر له فرصة أن يكون من القليلين السعداء بأنفسهم وبما فعلوا، أولئك الذين يعود كل واحد منهم إلى أعماقه: راضينا مرضيا على نحو وافر. فطوبى.
*كاتب وأستاذ جامعي وولي أمر.