وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كيف تستخدم عقلك وتكن سيد نفسك وتغادر ثقافة القطيع!

نشر بتاريخ: 31/08/2018 ( آخر تحديث: 31/08/2018 الساعة: 11:08 )
كيف تستخدم عقلك وتكن سيد نفسك وتغادر ثقافة القطيع!
الكاتب: فهمي كنعان
من المعلوم بمكان ان الله خلق الانسان وميزه بميزة العقل، اي ميزه وكرمه عن باقي المخلوقات التي تدب على الارض، ومن فائدة هذا العقل انه خلق ليميز بين طريق الخير وطريق الشر، فالمعلوم ان هناك امور يكون فيها الانسان مسير، لأنه لا غنى عنها لحياة الانسان؛ كالطعام والشراب وقضاء الحاجة وغيرها، وهناك امور يكون الانسان فيها مخير، فهي تعود لاستخدام العقل في عملية الاختيار، فإما ان يسلك طريق الخير واما ان يسلك طريق الشر، وهذا يتعلق بالعقل الذي يحمله الانسان وبالتالي يحدد طريقة ومصيره.
لذلك فقد وهب الله لكل منا عقلاً لنفكر به ونميز ونختار، ومن الامور الملحة في استخدام العقل هو اتخاذ القرارات، واتخاذ القرار هي عملية تحتاج الى وعي وادراك، وهذا الوعي والادراك يحتاج الى بحث واطلاع واسع بما يدور حول الانسان، من احداث او وقائع او افكار او برامج، وبناء على هذا الوعي والادراك يتخذ الانسان قراره، وبإتخاذ القرار سواء أكان على صواب او خطا يكون قد استخدم عقله، وكان سيد نفسه، ولم يسمح للآخرين بالتفكير عنه او اتخاذ القرار نيابة عنه، وهناك مثل عربي رائج وشائع يقول بالعاميه " الي زادوا من فاسوا قراروا من راسو" دلاله على الاستقلالية في القرار وعدم التبعية لاحد.
وفي المقابل هناك ثقافة رائجة هي ثقافة القطيع والتي تعني ان تلغي عقلك، او تؤجر عقلك وتوفره للزمن لعل وعسى ان يأتي يوم وتستخدمه، وهنا استحضر بعض الامثال الدخيله التي ادخلها الاستعمار علينا " حط راسك بين هالروس وقول يا قطاع الروس" ،" موتك بين جماعتك رحمه"، " والي مجوز امي بقله يا عمي" هذه الثقافة التي تتعامل مع البشر كقطيع الاغنام التي تسير وراء راعي، ولا تعلم اين هي ذاهبة، ولا كيف سيكون مصيرها.
وهذا هو ما أُبتُلينا به اليوم فثقافة القطيع هي التي تسود، وكأن الانسان اصبح عبد مأمور يؤجر عقلة للآخرين ليقودوه الى حيث يريدون، فالمطلوب منه ان يلبي ويطيع لينال الرضى والقبول، بعيدا عن آدميته وفطرته، بل اصبح الانسان نفسة يقاتل من اجل ان يبقى عبداً يسير مع القطيع، مع انك تحاول ان تجعله يستخدم عقله، ويكون قراره من رأسه الا انه يرفض، الا ان يبقى عبد لفكرة او جماعة او برنامج او منهج، مع انه لو استخدم عقله وكان سيد نفسه، لارتقى الى منزلة البشر، والاهم انه سيكتشف كم كان مغبوناً ومستغلا من قبل الآخرين.
وكي لا اطيل فأنت سيد الموقف، فإما ان تغادر ثقافة القطيع، وبالتالي تنجو بنفسك لان السير في القطيع وراء الراعي معلومٌ نتائجه؛ فإما ان يأخذك الى المسلخ وتكون نهايتك وخيمة، واما ان يبيعك في السوق من اجل تحقيق الربح والمال وفي كلا الحالتين ستذبح، وسيكسب الراعي، اما الوجه الآخر والمشرق هو أن تبدأ بإستخدام عقلك وتكون سيد نفسك، ويكون قرارك من رأسك فالقرار لك وحدك رحمك الله.