وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الخارجية: "غرينبلات" يتفاخر بالإنحياز الأمريكي المُطلق للاحتلال

نشر بتاريخ: 03/09/2018 ( آخر تحديث: 03/09/2018 الساعة: 12:42 )
الخارجية: "غرينبلات" يتفاخر بالإنحياز الأمريكي المُطلق للاحتلال
رام الله- معا- اكدت وزارة الخارجية والمغتربين، اليوم الاثنين، أن مجموعة المفاهيم والمواقف التي ساقها "غرينبلات" مبعوث الرئيس الامريكي دونالد ترامب لشؤون المفاوضات الدولية في مقاله تُشكل وصفة واضحة المعالم لوأد أية فرصة لتحقيق السلام الدائم، ولا تتجاوز بأي حال كونها تكراراً ممجوجاً للمواقف الإسرائيلية القديمة التي إعتدنا على سماعها، والتي تخدم مصالح اليمين الحاكم في اسرائيل القائمة على تكريس الإحتلال وإبتلاع الأرض الفلسطينية والإستيطان فيها، وتطيل عُمر الصراع.
وقالت الوزارة ان هذا ما يعنيه "غرينبلات" بقوله أن اسرائيل لم تعد هي المشكلة، وان الدولة اليهودية يمكن أن تكون جزءاً من حلول دول المنطقة، وان (الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ليس جوهر الصراعات، وأيضا حديثه عن أن حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لن يساهم في حل الصراعات الأخرى، هذا بالإضافة الى تأكيده وإصراره على أن القدس كانت وستبقى عاصمة إسرائيل.
ورأت الوزارة أن حديث "غرينبلات" ينطوي إما على جهل مطبق بحقائق الصراع، أو أوسع وأعمق حالة إستغباء للعالمين العربي والإسلامي وللعالم أجمع، مؤكدة أن غطرسة القوة وشريعة الغاب والتلاقي بين أيديولوجيا التيار المسيحي وأيديولوجية اليمين الحاكم في إسرائيل أوصلت "غرينبلت" الى هذه الحالة من الإستخفاف بالمجتمع الدولي وشرعياته وقراراته الأممية، وهنا يبرز السؤال الذي نضعه برسم المجتمع الدولي: أين أنتم من هذا الإنقلاب الفاضح الذي لا يطال بتداعياته السلبية والكارثية الشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه فحسب، بل يصل الى دول العالم كافة، ويهدد بنتائجه مرتكزات المنظومة الدولية برمتها؟!.
وافادت الوزارة ان غرينبلات اختار صحيفة "يسرائيل هيوم" اليمينية لنشر مقالته الإفتتاحية، التي أعاد فيها إنتاج مواقف الإدارة الأمريكية ومفاهيمها المشؤومة بشأن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، مؤكدا من جديد وبما لا يدع مجالاً للشك تبني الإدارة الأمريكية المُطلق للرواية الإسرائيلية ومفرداتها، معترفاً بصراحة ووضوح تمسك إدارة ترامب بإنقلابها الفج على الشرعية الدولية وقراراتها ومرجعيات عملية السلام الدولية، لدرجة يدفعنا "غرينبلات" الى التساؤل معها: عن أي سلام يتحدثون؟، خاصة وأن "غرينبلات" يتعمد تجاهل حقيقة أن السلام يُصنع بين طرفي الصراع وليس عبر جُملة كبيرة من الإملاءات على طرف دون الآخر، وبالتالي يتهرب مبعوث المفاوضات الأمريكي من تحميل إدارته المسؤولية الكاملة عن نتائج القرارات المنحازة التي اتخذتها بشأن القدس وقضية اللاجئين والموقف من وكالة "الاونروا" وغيرها من القرارات، وأدت بمجملها الى هروب السلام وتراجع فرص تحقيقه أمام الجدران والحواجز العالية التي وضعتها إدارة ترامب في طريق قطار السلام.