|
معسكر السلام ورهان الخاسر
نشر بتاريخ: 07/09/2018 ( آخر تحديث: 07/09/2018 الساعة: 20:13 )
الكاتب: عمران الخطيب
بعد سنوات من انطلاقة الثورة الفلسطينية وبشكل دقيق بعد حرب اكتوبر 73، بدأ ما سمي معسكر السلام ينمو ويتحرك داخل الكيان الصهيوني، وبدأت حملات الترويج في وسائل الإعلام الصهيوني بتحرك على أكثر من صعيد، وبكل تأكيد لم يكن هذا المعسكر ذات لون واحد بل توزع تحت عناوين شتى.
المعسكر الأول كان من حزب ركاح مع بعض الشخصيات الفلسطينية داخل فلسطين المحتلة عام 48 وبعض الأحزاب اليسارية والقوى العلمانية في المجتمعات (الإسرائيلية) وكانت الخطوة الأولى تتمثل بدعم أبناء شعبنا في الداخل الحصول على ما يسمى المساواة في بعض (الحقوق) وكل خطوة تتحقق على هذا الصعيد تصبح إنجازا، ويتم نتيجة ذلك مكافئة تلك الأحزاب بمزيد الترويج. وبعد ذلك انضم بعض من الشخصيات في حزب العمل وبعض من جنرالات جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث اصدر أحدهم تصريح صحفي يعبر عن امتعاضه من سلوك جيش الاحتلال الإسرائيلي، يزداد الرهان على ما سمي بمعسكر السلام من خلال بعض ما توصف إنجازات؟ وأعتقد ووفقا لذلك. إن الأهداف المرجوة مما يحدث؟ أحداث تفكيك في الموقف العربي بشكل عام. وانقسام داخل الحركة الوطنية الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية. وقد تحققت العديد من القضايا الهامة التي أراد المفكرون والباحثون والمحللون السياسيون في الكيان الصهيوني تحقيقها جراء التحولات الزائفة في هذا السياق، فقد بدأت الخطوة الأولى من خلال القبول بوقف إطلاق النار على الجبهة المصرية والمفاوضات المباشرة تحت بند فصل القوات، بين القوات المسلحة المصرية وجيش الاحتلال الإسرائيلي والتي عرف الكيلو 101. رغم أن وقف إطلاق النار على الجبهة السورية لم يتحقق في حينها رغم التنسيق المشترك والبدء بالحرب، وهذا بداية الانقسام في الميدان كان الهدف لدى الجانب الإسرائيلي أن يقبل العرب مبدأ الجلوس بشكل مباشر وازالة الحاجز النفسي لدى الجانب العربي الذي رفع شعارات مؤتمر الخرطوم ماسمي اللاءات الثلاث. لا صلح ولا اعتراف ولا مفاوضات مع (إسرائيل) وعقد بعد ذلك مؤتمر جنيف بمشاركة مصر وسوريا والأردن وتم استبعاد الجانب الفلسطيني، والذي هو الأساس في صراع العربي الإسرائيلي رغم مشاركة الجانب الفلسطيني على الجبهة المصرية من خلال الوحدة الخاصة وهم من نخبة القوات الفلسطينية، ومشاركة القوات الفلسطينية وجيش التحرير الفلسطيني على الجبهة السورية والقيام بفتح جبهة فلسطينية في جنوب لبنان...... بعد هذا الإختراق من جانب (إسرائيل) بدأ العمل على تجاوز الصراع مع العدو الإسرائيلي والانتقال إلى القبول في مبدأ الجلوس بشكل مباشر والمفاوضات مع إسرائيل ولم نعد نسمع نغمة العدو الصهيوني. بل تم إستبدال العديد من المفاهيم والقيم الجوهرية والموضوعية في الواقع العربي والفلسطيني، دأت حملات الترويج منها على سبيل المثال لا الحصر، الواقع أمريكا وبريطانيا وفرنسا ومعظم العالم مع (إسرائيل) الشرعية الدولية والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والمجتمع الدولي، والأهم من ذلك بدأت بعض الأصوات في الساحة الفلسطينية تطالب اختراق في المجتمع الإسرائيلي ودعم قوى اليسار الإسرائيلي وبعد ذلك أصبحنا في انتظار وصول حزب العمل الإسرائيلي والنجاح في انتخابات الكنيست الإسرائيلي، وعندما نتحدث عما قام قادة حزب العمل من جرائم ومجازر بحق الشعب الفلسطيني، يبدأ الحديث نعم صحيح نحن ندعم تجمع المعراخ وهم بعض من الأحزاب اليسارية بل يتحدث أصحاب فكرة إختراق الأحزاب في إسرائيل إن هناك تحولات هائلة في حزب العمل الإسرائيلي.... بدون أدنى شك أن أبناء شعبنا الفلسطيني في المناطق المحتلة عام 48 قد تكون لهم بعض الأسباب في التعامل مع مايسمى الأحزاب اليسارية وبحكم الوقائع مجبرا اخاك لا بطل. التعامل مع الوقائع القائمة ولكن هذا لا يدفعنا نحن الفلسطينيين بشكل خاص القبول بنتائج الاحتلال الإسرائيلي والتفاوض من أجل الحصول على حقوقنا الوطنية والتاريخية من قبل الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري.. وهنا أطرح السؤال الأول. هل طرأ تحول على المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني العنصري منذ المؤتمر الصهيوني الأول حتى يومنا هذا .. والسؤال الثاني ما هي المكتسبات والامتيازات التي حققتها قوى السلام وما يسمى باليسار الإسرائيلي في احداث تغيير ونتائج ملموسة في إنهاء الصراع بانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي في المناطق المحتلة عام 1967 ووفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة. السؤال الأخير ماذا بعد؟ اعتقد أن كلفة الاحتلال مازالت لدى الجانب الإسرائيلي ضمن المعقول، حيث خسائر (إسرائيل )أكثر بكثير في حوادث السير! .عندما يصبح وجود الاحتلال الإسرائيلي وبشكل خاص المستوطنين مكلف سوف تكون أولويات (إسرائيل ) الإنسحاب من الضفة الغربية والقدس، بذلك الوقت ينفذ قرارات الشرعية الدولية بل يصبح برنامج نتنياهو في الانتخابات القادمة إعلان الإنسحاب من الضفة الغربية والقدس.. كما سبق وفعل سلفه يهود بارك عام ٢٠٠٠ بانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان، ضمن برنامج الحملة الانتخابية.... قد لا تكون المعطيات في الوقت الحالي تندرج الآن كم حدث في جنوب لبنان ولكن هناك خطوات عملية وايجابية منها تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من التزامات خلال اجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني في الدورات السابقة المتعلقة في اتفاقية أوسلو وإتفاق باريس الاقتصادي ووقف التنسيق الأمني والاستمرار في الانضمام إلى كافة المنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية وتقديم العديد من الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني إلى المحاكم ذات صلة.. اعتقد ان هذه الخطوة تساهم في احداث تغيير ونتائج ملموسة على صعيد القضية الفلسطينية والوحدة الوطنية الفلسطينية. إن تحقيق التوازن والتوافق الوطني الفلسطيني هو عامل معطل للصفقة القرن ولكل الخطوات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية. المطلوب احداث فعل في أليات وأولويات العمل في الساحة الفلسطينية. بذلك ممكن اعاده الأمور إلى دائرة الفعل. وأتذكر. كلام الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا. في لقاء وثائقي عرض على شاشة التلفزيون الأردني قبل سنوات. حيث لقد استجبنا في اللجنة التنفيذية للمفاوضات مع النظام العنصري لجنوب أفريقيا.ولكن اكتشفنا أن الجانب الآخر يريد ان نتقدم بخطوات عملية وعديدة دون أن يبدي اي خطوة في حقوقنا. وهم المستعمرين والمحتالين لبلادنا وليس العكس. لذلك تم ايقاف المفاوضات مع النظام العنصري لجنوب أفريقيا. وهذا هو المطلوب أن يحدث لدى القيادة الفلسطينية. المفاوضات ليست قدر أمام المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني العنصري ولم يحدث تغير فعلي لدى الجانب الإسرائيلي الذي يزداد تطرف ومعان في وسائل الإرهاب المنظم تجاه حرية شعبنا الفلسطيني العظيم |