|
الدولة !!!
نشر بتاريخ: 12/09/2018 ( آخر تحديث: 12/09/2018 الساعة: 11:40 )
الكاتب: ماهر حسين
تمر التسوية السياسية في المنطقة بحالة جمود ناتج عن إنحياز أمريكي مطلق لصالح إسرائيل وقد سارعت القيادة الفلسطينية لإتخاذ موقف صلب ضد هذا الإنحياز الظالم حفاظا على حقوق شعبنا، بالمحصلة الإنحياز الامريكي الواضح ومحاولة التلاعب بقضايا هامة لصالح إسرائيل أدى الى حالة جمود سياسي تام.
طبعا بفعل سياسة الرئيس الأمريكي ترامب تراجعت فرص التسوية وتجمدت عملية السلام وعاد الجميع للمربع الأول من المواقف التي هي ثوابت وهنا نقول بأنه لا يمكن للقيادة السياسية الفلسطينية أن تقبل محاولات فرض الأمر الواقع في القدس أو في أي قضية تتعلق بالحق الفلسطيني وبالتالي فإن كل محاولات الضغط على القيادة الفلسطينية لم ولن تنجح. ورغم الجمود السياسي تدور أحاديث عدة عن شكل الحل السياسي القادم في فلسطين، البعض ما زال يؤيد حل الدولتين الذي سيؤدي الى قيام دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967م جنبا الى جنب مع إسرائيل والبعض الأخر يتحدث عن عدم امكانية تحقيق هذا الحل لعدة أسباب منها أطماع حماس بالإنفصال في غزة والتنازلات التي قدمتها حماس مجانا للإحتلال حيث أن الطموح الحمساوي غير المشروع بإقامة دولة إخوانية في غزة وما تقوم به إسرائيل من إجراءات إستيطانية توسعية في الضفة الفلسطينية يؤدي وكما يشير الكثير من المحللين الى تراجع فرص حل الدولتين . ومن خلال كل ما سبق من صعوبات في تطبيق حل الدولتين الذي أؤمن شخصيا بأنه الأصح والأسلم فإن إمكانية نجاح حل الدولتين باتت تتراجع وهذا حقيقي ومؤسف وبحاجة الى وقفه جادة لإعادة الإعتبار للحل الأفضل ولكن بحال عدم إمكانية تطبيق حل الدولتين يكون الحل الوحيد هو الدولة الواحدة بحيث يصبح الجميع مواطنين في دولة واحدة بغض النظر عن الدين والقومية . طبعا حل الدولة الواحدة يتطلب إرادة قوية وإعادة صياغه شاملة للمواقف والسياسات وهو لا يتناسب مع توجهات إسرائيل التي تتجه لتطبيق الدولة اليهودية . بنفس الوقت تدور احاديث عن الكونفدرالية مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة وهو خيار قائم دوما ويقتضي قيام دولة فلسطين أولا، ويوجد إقتراح تحدث عنه الرئيس محمود عباس حول الكونفدرالية الثلاثية شاملا لإسرائيل والأردن وفلسطين وقد جاء هذا المقترح في سياق الرد الرئاسي على المقترح الأمريكي للرئيس أبو مازن حول الكونفدرالية مع الأردن . الرئيس أبو مازن بحكمته يعلم بأن هذا الخيار مستحيل ولكن طرح الخيار الكونفدرالي الثلاثي رد على من لا يريد حل الدولتين ورد على من يريد الدولة اليهودية وعلى من يؤيد الدولة اليهودية . كذلك وبنفس الوقت يوجد تصريحات حول الدولة المنزوعة السلاح وأتحدث عن الدولة الفلسطينية المنزوعة السلاح في الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وقد جاء هذا المقترح بناء على تصريحات من الرئيس محمود عباس وأستغربت غضب البعض من هذه الخيار وإعتباره تراجع سياسي وفي الحقيقة بأن هذا الخيار الواقعي كذلك هو تعبير حقيقي عن إيمان مطلق بالسلام ووعي تام لطبيعة أدوات الصراع الصحيحة في هذا الزمن وهو تعزيز لفرصة حل الدولتين من خلال إيجاد قاعدة تنافس بعيدة عن القوة . الدولة المنزوعة السلاح لا تعني الإستسلام بل تعني ضرورة التركيز على التنمية والعمل على التقدم بكل الميادين والقطاعات في فلسطين . أتحدث عن التعليم والصحة وعلوم الإبتكار والفضاء والإقتصاد والطاقة الشمسية والزراعه لنكون بعقولنا قادرين على المنافسة والتقدم بدولتنا للأمام . ومن يظن بأن ميدان التنافس هو السلاح والقوة عليه أن يراجع التاريخ وأن يفهم الحاضر . فلسطين ليست بحاجة الى عنتريات كما أنها ليست بحاجة الى رصيف بحري في قبرص ، فلسطين بحاجة الى عمل وعقول ،فلسطين بحاجة الى جهد وهمة وأنا مؤمن تماما بأن المستشفى أفضل من دبابة والمدرسة أفضل من الف صاروخ . بالنهاية وبغض النظر عن شكل الحـــل القادم وبغض النظر عما يدور في الأفق وفي كواليس السياسة الدولية والإقليمية فإن هناك ثابت هام جدا" وهو أن فلسطين على الخارطة ولا يمكن تجاوزهـــا لا بصفقات ولا بحلول مؤقتة . |