|
من غزة إلى رام الله حارتنا ضيقة
نشر بتاريخ: 12/09/2018 ( آخر تحديث: 12/09/2018 الساعة: 21:23 )
الكاتب: مصطفى ابراهيم
في أراضي السلطة الوطنية، الضفة الغربية وقطاع غزة، تقوم المقارنة واتساع الفجوات، وأن الإنجازات التي حققتها السلطة في الضفة أحسن حالاً من قطاع غزة المحاصر، وتسيطر عليه حركة حماس منذ "انقلابها" على الشرعية في العام 2007.
متوسط الدخل في الضفة مرتفع، والبطالة 19% وأقل من قطاع غزة التي تصل نسبتها إلى 45% وربما أكثر، وأن مستويات الجريمة والعنف في الضفة أقل من غزة. وحركة المعابر من الضفة الى الخارج نشطة وأعداد المسافرين يومياً على معبر الكرامة بالآلاف. في حين متوسط فتح معبر رفح خلال الأعوام الماضية يصل الى 30 يوم في السنة، ومنذ شهر ايار/مايو الماضي تحسن الوضع، وأصبح متوسط عدد المسافرين في اليوم لا يتعدى الـ 250 مسافراً. مقارنة تعبر عن حالنا البائس، ويشبه حالنا بعد نكبة فلسطين الأولى في العام 1948، وما حل بنا من تيه وشتات وفقدان الوطن والأرض، نتيجة غياب التخطيط المسبق والخلافات الحزبية والعائلية والولاءات التي كانت سائدة. مشكلتي مع المقارنة وصحة اتساع الفجوات والتباهي بما حقق في الضفة، وما لم يتم تحقيقه في قطاع غزة أن لا أحد من المتباهين والذين يضعون المقارنات يقول أن الإحتلال سبب رئيسي. أو كلف نفسه قراءة تقارير منظمات حقوق الإنسان عن حالة حقوق الإنسان والعنف والكراهية وعدم قبول الأخر. ومعدلات الجريمة في أراضي السلطة الوطنية، أو حال القضاء والسجال والجدل حول إصلاحه وإستقلاليته. أو مراجعة تقارير المراكز البحثية حول الإستيطان في الضفة الغربية وتغول المستوطنين وجرائمهم، أو أعداد المعتقلين يومياً التي من قبل الإحتلال الإسرائيلي. أو الإطلاع على تفاصيل القدس والحصار والمعابر والمرضى، أو إحصائية بالمنازل المدمرة في قطاع غزة جراء دورات العدوان الاسرائيلي على القطاع. في فلسطين، شعب يسكن في خيم وبيوت من الصفيح، ومنازل آيلة للسقوط وتنتظر عدوان قادم، وشقق بلا شبابيك، ولا يدخلها الهواء والشمس والرطوبة تقتل ساكنيها، وشعب يبحث عن بدائل للكهرباء المقطوعة طوال اليوم، ويشكر دولة الصين على براءة اختراع اللدات، والمراوح التي تعمل على بطاريات رخيصة الثمن. شعب ينتظر حل لأزمة المياه ودفع ثمن فاتورة مياه غير صالحة للاستخدام الآدمي، ومنهك من عداد قديم أو مسبق الدفع، وديون فواتير الكهرباء، وتنافس المحتكرين من وطنية وجوال، وسداد قروض البنوك أكلت أعمار الناس. وأطفال يدفعون ثمن لعبة كرة قدم في ملاعب تجارية معشبة. حالنا مخزي ومعيب ومهين، ونظام سياسي يعيش حال من السجال والجدل وهو سبب رئيس في معاناة الناس، وما تبقى من وطن أصبح سلعة وبقرة حلوب لأصحاب المصالح، وبقايا الوطن أصبحت ضيقة على أهلها، حتى الفصائل ضاقت على أصحابها. الإحتلال وتهويد القدس والحصار ومصادرة الأراضي والقتل والشهداء والمعاقين الجدد في مسيرات العودة، لم تعد بقايا الوطن تتسع لهم. ببساطة نحن شعب يتم تغييبه ويفقد الثقة بالوطن والقضية وهويته، وسعداء بالصمت على خراب المشروع الوطني وتصفية القضية الوطنية، ونشترك جميعا في خراب، وضياع ما تبقى من أرض ووطن. ونحن سبب في الوضع الكارثي الذي وصلنا اليه، والتخلف وحجم التعاطي مع قضايا الناس وإذلالهم وإهانة كرامتهم. فكرة تعزيز صمود الناس والحاضنة الشعبية، شعارات جوفاء، وما قيمة جودة الخدمات والبنى التحتية والكهرباء والمياه، وأحلامنا وطموحاتنا، وآمالنا، قزمت، والفساد عم وطم. قانون القومية إعتراف وترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقرر تفكيك "أونروا"، وفي جعبته الكثير لتصفية القضية الفلسطينية، ولا نزال نتزلمن على بعض. |