|
التغيير الفلسطيني في ضوء البعد الديني لإسرائيل في الصراع
نشر بتاريخ: 12/09/2018 ( آخر تحديث: 12/09/2018 الساعة: 22:37 )
الكاتب: نضال خضرة
تؤشر الممارسة العملية لإسرائيل إلى كذب إدعائها بأنها دولة علمانية ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان، وتكرس صورتها كدولة كولونيالية عسكرية، بُنيت على أساس عقائدي ديني، قائم على توظيف النصوص الدينية في التوراة والتلمود، وتحديداً "سفر يشوع" لتبرير العنف والتطرف وقتل الآخر، مع إعتماد هذ النصوص في مناهج التعليم المدرسي، والمؤسسات والكليات العسكرية، في سبيل الحفاظ على بقائها وتماسك شعبها إبتدعت بعض التصورات الإستراتيجية في الفكر الإسرائيلي.
صناعة العدو في العقل اليهودي، ركزت الأدبيات الإسرائيلية على بناء مقتربات محددة لصناعة العدو، منطلقة من إدراكها لارتباط ذلك بالأمن القومي الإسرائيلي، والحفاظ على وحدة وتماسك الشعب اليهودي خلف المصالح والأهداف، وفي هذا السياق عملت على تعزيز الصراع في المنطقة وافشال عملية السلام من منطلفات دينية بحتة، على إعتبار أن إنتهاء الصراع وغياب العدو يؤدي إلى تفكيك التماسك اليهودي، وبالتالي تراجع العوامل الدافعة للدعم والبناء والتطوير في قدرات الدولة. وفقاً لهذا المنظور يتوجب على الفلسطينيين إعادة تقييم تجربتهم النضالية، والسياسية، وآلياتهم الكفاحية، من منطلق عدم قدرة مشروعي المقاومة والسلام على تحقيق الأهداف السياسية للشعب الفلسطيني على مدار أكثر من نصف قرن. إن إختلال موازين القوى الإقليمية والدولية، مع إدراك المتغيرات الجيوسياسية الجديدة، والتطور التقني والتكنولوجي، يُحتّم على الفلسطينيين الإبداع والابتكار وإستحداث آليات جديدة في سبيل تحقيق أهدافهم، دون التخلي عن المقاومة بشقيها المسلح والسلمي، وأيضاً دون مغادرة العمل السياسي التفاوضي باعتبار السياسة إمتداد للحرب ولكن بوسائل أخرى، إن عملية الابداع والتطوير في الآليات تتطلب أولاً توافق وطني على مشروع جامع، يتضمن تحديد الأهداف، ومن ثم إعادة صياغة شاملة للآليات والأدوات تأخذ في الإعتبارالمتغيرات والمدخلات الجديدة في البيئة الإقليمية والدولية والمحلية. وفي هذه دعوة لاستنهاض وتوظيف المفكرين والباحثين والأكاديمين ومراكز التفكير الفلسطيني، لتطوير المشروع الوطني الفلسطيني، وتحديث وسائل النضال بما يتناسب مع التطورات الراهنة. |