|
خطاب حماس حماس والباب والمحراب والتداعيات القادمة
نشر بتاريخ: 20/09/2018 ( آخر تحديث: 20/09/2018 الساعة: 10:52 )
الكاتب: فراس ياغي
حماس كنهج لا يمكن أن تبتعد عن مَنهج الإخوان ألمسلمين، هي لم تكن أبدا حركة تحرر وطني، هي مرتبطة ماليا وعقائديا بتنظيم الإخوان ألعالمي، لذلك مفهوم الوطنية ليس جزء من منهجها الحقيقي، ولا جزء من تربيتها لأعضائها، اللقاء معها فقط في جانب سياسي محدد هذا إذا كان أصلا هناك إمكانية لهذا اللقاء، هي مستعدة وفق منهجها لأن تكون غزة دولة المدينة لها ووفق ما قبل الميلاد، بمعنى إمارة على أمل أن تنطلق منها يوما ما في فتوحات إسلامية جديده ضد العلمانية.
لو أرادت حماس أن تكون جزءا من الحركه الوطنية الفلسطينية لغيّرت تربيتها لأعضائها ولبدأت عملية تغيير جذري شامل، لكنها جزء من الأسلمه السياسيه ولن تحييد عن ذلك...!!! لديها تيار وطني مقاوم يُمثله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة السنوار ومن معه ولكن التمويل القطري الأردوغاني والإخونجي العالمي أهم بكثير من فلسطين ومعها سيناء ومصر وسوريا وليبيا والعراق. قطر هي أداة أمريكيه في المنطقه ومهمتها الأساسيه تطويع الأسلمه السياسيه لخدمة السياسه الأمريكيه...بعد حصارها من قبل السعوديه والإمارات فهي الآن تُقدم خدمات مُستعجلة لإدارة الرئيس ترامب في تصفية القضية الفلسطينيه وذلك بفصل غزة عن الضفة، فيذهب السفير القطري العمادي إلى رام الله ليؤكد للريس عباس دعم أمير قطر تميم للشرعية الفلسطينيه، وفي نفس الوقت يذهب لغزة ليُشَجّع تيار الإخوان القطري على التمسك بالتهدئة أولا وبحجة تعثر ألمصالحه، وخطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيه يَصُبّ في هذا الإتجاه. للأسف التيار الوطني الذي يمثله السنوار في حماس تم إفشاله بمؤامرة قطريه أردوغانيه إخونجيه متحالفة مع رام الله وتيار خالد مشعل، والمنسق بينهما القطري العمادي، فظهرت أمامنا شعارات من الباب للمحراب وفوق الأرض وتحتها، إلى جانب التهدئه أولا والرواتب والموظفين ثانيا والأمن الداخلي لحماس ثالثا، وكأن المصالحه الوطنيه ليست سوى محاصصة أو سيطرة طرف على طرف، وكل ما يجري ليس له علاقة بالمطلق بمفهوم الشراكه الوطنيه على أساس برنامج وطني واحد وآليات متفق عليها للوصول لذاك البرنامج. هناك تسارع في تدمير المشروع الوطني بأدوات فلسطينيه ويجري كلُّ ذلك باسم ما يسمونه رفضهم لصفقة ألقرن في حين أنهم يقومون بتنفيذها بشكل غير مباشر على الأرض مُتّخذين ذرائع الإتهام لبعضهم البعض كوسيلة للهروب من تحمل المسئولية عما سيحل من نكبه وكارثه جديده للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنيه غير القابله للتصرف...لكنهم لا يعلمون أن الشعب الفلسطيني يرى ويعلم ومتأكد أنهم جزءا من المؤامرة عليه، ولا بدّ للنخب والقوى الخيّره في شعبنا من التحرك العاجل لفضحهم جميعا، قال تعالى : "أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ"، صدق الله العظيم. |