![]() |
خطاب الرئيس ونجاح مصر
نشر بتاريخ: 28/09/2018 ( آخر تحديث: 28/09/2018 الساعة: 10:51 )
![]()
الكاتب: اللواء د.مازن عز الدين
الفلسطينيون، واشقائهم العرب، والمسلمون واصدقاء قضيتهم العادلة، في كل ارجاء هذا العالم الكبير ، وعدوهم الذي يحتل الارض الفلسطينية والعربية ، ومن يقفون معه من القوى العظمى او من الدول القزمية ، يقفون جميعهم ينتظرون ما سيقوله الرئيس الفلسطيني محمود عباس " ابو مازن " في خطابه امام الامم المتحدة ، ليرتبوا اولوياتهم ويعيدوا تقييم مواقفهم ، ويراجعوا سياساتهم .
وبكل تأكيد سوف نرى تذبذبات في المواقف ، وثباث في مواقف ، وحيرة ونقاش في مواقف ، وسيخضع الخطاب فيما يحمله من رسائل الى تحليل دقيق من جهات الاختصاص في دوائر صنع القرار لدى العدو والصديق في آن . الوحدة الوطنية في الخطاب : انشغل الشعب الفلسطيني في المنفى والوطن بكل تاكيد اكثر من غيرة من المتابعين لهذا الخطاب ، وهذا الوضع الطبيعي ، ولكن غير الطبيعي اننا وبدلا من ان نرى في هذه المناسبة فرصة للتقارب فيما بيننا ، جعلها البعض فرصة لتعميق الانقسام وفتح الجرح للمزيد من النزيف المؤلم في الجسد الفلسطيني الذي اضعفته حالته المزرية ، واضافت اليه الحالة العربية المزرية اكثر المزيد من الآلام فاصبحنا نحن واشقاءنا الحلقة الاضعف في الصراع العربي الاسرائيلي ، او الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. والرابح الاكبر هو "اسرائيل" التي تنتقل الى الاتجاه الاقوى بنفس الدرجات التي نتراجع فيها ، لاسباب واضحة والتي نعبر فيها عن نوايانا تجاه بعضنا البعض بلعبارات الهابطة ، والمصطلحات التي تبعث على ديمومة الاكتئاب للجملة التي تفتقر للتاريخ النضالى العريق للشعب المظلوم من نفسه ومن قياداته التي تغلب الفصائلية على القضية . لهذا ونحن امام حدث ينتظرة العالم اجمع ، وتستثمره كل الاطراف ، لماذا نجعل عدونا يقتنص اللحظة التي يتفاعل فيها العالم معنا بالاتجاه الإيجابي ، لماذا لا نتخذ من هذه المناسبة فرصة ومناسبة يحتل فيها الامل والتفاؤل المساحات الاخرى من حياتنا ؟ لماذا لا نتخذ منها موقفا موحدا للمضي قدما في الاتجاه الاصح لانهاء الانقسام ؟ لاننا في هذا الوقت ومن خلال هذا المنبر الذي يتوجه اليه العالم مجتمعا ، ليرى ويسمع ، ويحكم ، ويستقطب ، ويؤيد ، ويتقدم ، ويتراجع ، لماذا لا نستثمر ذلك في ان نجعل اللحظة ملكا لنا جميعا ، ونجعل من كلمات رئيسنا لكمات موجعة لعدونا القريب والبعيد ؟ لماذا لا نجعل تلك اللحظة لحظة وحدة ، واجماع وطني كبير نبني من خلاله تعزيز وتقوية مواقفنا السياسية في مواجهة من يعتقد انه يتحكم في مصيرنا ومصير عاصمة قلوبنا وعاصمة فلسطين الابدية القدس الحبيبة التي قدمنا من اجلها عبر سنوات النضال والكفاح والجهاد اغلى الشهداء وسكبنا دمنا شلالاً لاجلها الا تستحق ان نقول للعالم اننا نتوحد امام حجم وثقل المسؤولية الوطنية الكبرى ؟!! والخلافات في ساحتنا الفلسطينية ليست بالنقاء والنرجسية ، فنحن كغيرنا من الشعوب بنا الكثير الكثير من العيوب ، لكننا في كل معاركنا التي واجهنا بها العدو في ساحات الوطن او في خارجه ، واجهناه ونحن نقفز عن خلافاتنا ، ونشد ازر بعضنا بعضا ، وخضنا اهم حروبنا ضد كل الجيش الاسرائيلي بالكل الفلسطيني في العام 1982م . نجاح مصر من اجلنا : ان مصر التي وقفت عبر تاريخها الطويل من اجلنا ومن اجل امننا الذي هو بوابة امنها القومي ، وقدمت ولا زالت تقدم ،وسعت وتسعى كثيرا من اجل راب الصدع في الوحدة الوطنية الفلسطينية ، لا زالت تسعى ، لهذا علينا ان نبتعد عن اللغة التي تعيق النجاح ، ونحن لا نتنازل لبعضنا ، نحن نتكامل مع بعضنا ، لننجح دور وجهد مصر ونلتقط كل الايجابيات في الحراك النضالي الكبير في الميدان و الذي يتوجه الرئيس " ابو مازن " في هجومه المعاكس ضد الموقف الامريكي الاكثر تصهينا من الصهيونية نفسها ، ونبحث معا عن قوتنا التي نسعى اليها وهي وحدتنا الوطنيه . |