وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مسؤولون بحرينيون يؤكدون رفض بلادهم لكافة الإجراءات الأحادية في القدس

نشر بتاريخ: 02/10/2018 ( آخر تحديث: 03/10/2018 الساعة: 12:26 )
مسؤولون بحرينيون يؤكدون رفض بلادهم لكافة الإجراءات الأحادية في القدس
المنامة - معا- شدد مسؤولون بحرينيين على رفض بلادهم لجميع الخطوات والإجراءات الأحادية الهادفة لتغيير الوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس، مؤكدين الموقف البحريني الثابت والراسخ في دعم القضية الفلسطينية.

وأكدوا خلال كلماتهم في مهرجان خطابي نظمته، سفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، في مقرها بالعاصمة المنامة، تحت عنوان "القدس ليست للبيع"، لإحياء الذكرى الـ18 للانتفاضة الثانية، واستنكارا لقانون القومية العنصري لدولة الاحتلال الإسرائيلي، أن القضية الفلسطينية، كانت وستبقى القضية المركزية للأمة العربية.

وذلك بحضور مدير ادارة الشؤون العربية بوزارة خارجية البحرين، ممثلا عن الوزارة، السفير عبد العزيز محمد العيد، ومن مجلس نواب البحرين، النائب رؤى الحايكي، ومن مجلس الشورى، النائب درويش المناعي، والسفراء العرب وعدد من السفراء الأجانب، وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي والدول الصديقة، وشخصيات بحرينية رسمية وشعبية، والجالية الفلسطينية.

وأكد مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة خارجية البحرين السفير عبد العزيز محمد العيد، الموقف المبدئي لمملكة البحرين الداعم والمساند لدولة فلسطين الشقيقة، وصمود الشعب الفلسطيني الشقيق فوق أرضه المحتلة.

وقال: "قبل ثمانية عشرة عاما، أدت الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف إلى تقويض جهود السلام كما أدت إلى انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية، حيث اقترفت إسرائيل أبشع الانتهاكات بحق أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق، وما يزال منظر الطفل الشهيد محمد الدرة في حضن والده ماثلا أمامنا حتى اليوم، وما أشبه اليوم بالأمس فما زالت إسرائيل ترفض جميع المساعي الفلسطينية والعربية الداعية لتحقيق السلام وحل القضية الفلسطينية وفقا للمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية".

وأضاف السفير العيد: "إن القضية الفلسطينية ما تزال القضية المركزية للأمة العربية وفي سلم أولويات سياسة مملكة البحرين الخارجية، لارتباطها بالأمن القومي العربي والضمير العربي والاستقرار في المنطقة".

وشدد على رفض البحرين لجميع الخطوات والإجراءات الأحادية الهادفة لتغيير الوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس، مطالبا سلطات الاحتلال الإسرائيلي بضرورة رفع الحصار غير الشرعي عن قطاع غزة، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأشقاء الفلسطينيين.

وأكد موقف بلاده الداعم للدور المحوري والانتمائي، الذي تقوم به وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) التي تواجه منذ بضع سنوات أزمة مالية خانقة تفاقمت مؤخرا، آملين أن نتمكن جميعاً من العمل مع المجتمع الدولي بدراسة أفضل الأساليب لدعمها في التغلب على هذه الصعوبات لمواصلة قيامها بدورها الإنساني.

وأضاف السفير العيد: "أغتنم هذه المناسبة لتجديد موقف مملكة البحرين تجاه قضيتنا الفلسطينية وهو أن أي حل لهذه القضية لا يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وعودة جميع اللاجئين إلى ديارهم، وسنواصل العمل يدا بيد مع أشقائنا الفلسطينيين، وبالتنسيق والتعاون مع باقي الأشقاء العرب حتى تحقيق هذه الأهداف المشروعة التي أكدت عليها قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية و المنسجمة مع مبادئ القانون الدولي".

بدوره، أعرب سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين خالد عارف، عن شكره لمملكة البحرين الشقيقة وقيادتها الرشيدة وعلى رأسها الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي يوجه دائما إلى دعم فلسطين في كافة المحافل العربية والدولية.

وقال إن وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد الخليفة، التقى مع الرئيس محمود عباس على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وأكد له وقوف مملكة البحرين الشقيقة إلى جانب الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية في حصوله على دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وأضاف إن الضغوطات التي تمارسها الإدارة الأميركية والرئيس ترمب وسياسة العقوبات التي تنتهجها واشنطن ضد القيادة والفلسطينية والشعب الفلسطيني لن تجدي نفعا، ولن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني أو تلغي حقه بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، كوّن القدس والحفاظ عليها وعلى ثوابت الشعب الفلسطيني وعلى رأسها قضية اللاجئين وحقهم بالعودة وفق قرارات الشرعية الدولية أهم بكثير لنا كشعب فلسطيني من العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية.

ونوه، إلى أن قرار الولايات المتحدة بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن يأتي استكمالا لما سبقها من خطوات أميركية ضاغطة على القيادة والشعب الفلسطيني والتي بدأت بقرار الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال والتضييق على الأونروا، ووقف وتقليص المساعدات المقدمة لها تمهيدا لإلغاء حق العودة ووقف الدعم المقدم إلى مستشفيات القدس، كل هذا ليثنينا عن المطالبة بحقوقنا المشروعة التي يساندنا بها كل أحرار العالم.

وقال السفير عارف إن حكومة الاحتلال أثبتت انها دولة عنصرية بامتياز بممارساتها القمعية ضد شعبنا الفلسطيني والاستمرار في سياسة الاستيطان وغطرسة القوة، والإعدام بدم بارد، والتعدي على المقدسات الإسلامية والمسيحية وبخاصة في القدس الشريف عاصمتنا الأبدية، وإطلاق العنان لعصابات المستوطنين الإرهابية لتعبث في الأرض فسادا، وترتكب أبشع الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني.

وأضاف إن قانون القومية العنصري هو أبرز مثال على أن دولة الاحتلال دولة عنصرية، هذا القانون البغيض الذي ينص على أن حق تقرير المصير يقتصر على اليهود فقط، وأن أرض إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، والقدس الكبرى والموحدة هي عاصمة دولة الاحتلال كما يعرف هذا القانون أن العبرية هي لغة الدولة الرسمية، كما يعرف القانون أيضا أن اسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي وينزع القانون عن اللغة العربية أنها لغة رسمية إلى جانب العبرية واستخدامها في المؤسسات يكون بموجب القانون.

وشدد على أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس والشعب الفلسطيني بالوطن والشتات متمسكين بالثوابت التي استشهد من أجلها الرئيس الشهيد ابو عمار حتى نيل الحرية والاستقلال، وأن نرضخ للضغوط والمساومات، مذكرا الجميع بأن القدس هي مسؤولية كل عربي ومسلم.

وأكد أنه لا أمن ولا استقرار في المنطقة إلا بزوال الاحتلال الاسرائيلي من أرضنا الفلسطينية، وإننا مستمرون بنضالنا وكفاحنا من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وستقرع أجراس الكنائس مترانمة مع أصوات مآذن المسجد الاقصى.

من جهتها، قالت عضو مجلس النواب البحريني رؤى الحايكي: "لأن الموقف البحريني ثابت وراسخ في دعم القضية الفلسطينية، نقف اليوم كما وقفنا قبل عام وقبلها أيضا بأعوام لنستذكر ما حدث من تفاصيل في الانتفاضة الثانية، هذا الموقف الذي يشكل محطة مهمة من المحطات المركزية في تاريخ الشعب الفلسطيني ومحطة نضالية كبرى لهم".

وأضافت: "يؤسفنا جدا ما مرت به فلسطين على مر السنوات من ظروف قاسية ومؤلمة، قست على كل من فيها من رجال ونساء وأطفال، وجل ما يهمنا اليوم أن نقف كما تعودنا ونتضامن تضامنا حقيقيا مع القضية الفلسطينية وكلنا أمل بغد أفضل".

من جانبه، أكد عضو مجلس الشورى ممثلا عن لجنة حقوق الانسان بالمجلس النائب درويش المناعي، أن القضية الفلسطينية، كانت وستبقى القضية المركزية للأمة العربية، وفي المركز الأول من اهتمامات الشعوب العربية ودولها، التي تدعم بكل الامكانات، النضال العادل للشعب العربي الفلسطيني في سبيل حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف، حتى التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.

وشدد على أن الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مرهون بتحقيق مطالب الشعب العربي الفلسطيني، وأن كل ما قام ويقوم به الكيان الاسرائيلي من إرهاب، ومجازر وبناء مستوطنات، واللجوء إلى تغطية عدوانية بشرعية مزيفة وبدعم من دول كبرى، لن يقف حائلاً دون النضال المثابر للشعب العربي الفلسطيني، من أجل استعادة أراضيه المحتلة، والعودة الى وطنه السليب.

وناشد النائب المناعي المجتمع الدولي إلى الوفاء بالتزاماته التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني، ووضع حد للغطرسة الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني، وتحقيق تطلعاته المشروعة في تقرير المصير والاستقلال والعودة، وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وشدد النائب المناعي على أهمية الوحدة الفلسطينية تحت قيادة واحدة قادرة على التواصل مع جميع الدول التي تدعم الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة، وفي هذه المرحلة الحاسمة.

بدوره، أكد الكاتب الكويتي محمد عيسى كامل التضامن والدعم للقضية الفلسطينية العادلة، مشدداً على أهمية القدس لهذه القضية ونؤكد دعمنا ووقوفنا مع الشعب الفلسطيني في إصراره على ان القدس هي قلب القضية الفلسطينية وانها عاصمه للدولة الفلسطينية القائمة بإذن الله.

وقال: كما نقف اليوم اجلالاً وتقديراً لتضحيات الشعب الفلسطيني وتفانيه في الدفاع عن حقه المسلوب، وعزيمته الحديدية في المطالبة بهذا الحق الذي سلب منه غدرا، موجها الدعوة الى الدول العربية الإسلامية الى المزيد من التضامن الفعال مع الشعب الفلسطيني وتقديم كل الدعم والعون لهم في المحافل الدولية وتخفيف معاناتهم التي هي تضحيات في سبيل رفعة الامتين العربية والاسلامية.

وتصادف إقامة المهرجان مع وجود النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني سحر القواسمة، في البحرين لحضور مؤتمر برلماني عربي بدعوة من مجلس الشورى البحريني، وألقت كلمة اثناء حضورها أكدت خلالها وحشية ممارسات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وانتهاكاته لحقوق شعبنا المرابط وأثر قانون القومية العنصري على الشعب الفلسطيني.

وعقبت القواسمة مؤكدة على كلمة الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة، انه لا يوجد سلام ولا دولة بغير القدس الشريف العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وموقفه الراسخ والثابت من صفقة القرن، وعلى الدور الرئيسي للقيادة الفلسطينية في دعم شعبنا وتوفير الحماية الدولية .

وأعربت القواسمة عن شكرها لمملكة البحرين على جهودها المبذولة تجاه القضية الفلسطينية، وعلى المواقف الإيجابية المؤكدة على مواقفها الداعمة للرئيس محمود عباس في معركته الدبلوماسية للدفاع عن الثوابت الفلسطينية.