وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ندوة حول ثقافة الحوار والتأويل الديني وقبول الآخر

نشر بتاريخ: 17/10/2018 ( آخر تحديث: 18/10/2018 الساعة: 12:58 )
ندوة حول ثقافة الحوار والتأويل الديني وقبول الآخر
بيت لحم - معا - عقدت امس في الديوان الثقافي الساحوري ندوة بعنوان "ثقافة الحوار والتأويل الديني وقبول الآخر" شارك فيها الدكتور سعيد عياد الأستاذ المساعد في الصحافة ورئيس دائرة اللغة العربية في جامعة بيت والدكتور زياد غانم بني شمسه أستاذ النقد والأدب في جامعة بيت لحم، وأدار الندوة الأستاذ الدكتور قسطندي شوملي.
حضر الندوة أساتذة وباحثون وهيئات رسمية ومجتمعية، وشارك طلبة جامعة بيت لحم عامة وطلبة دائرة اللغة العربية والإعلام خاصة في أعمال الندوة، وقدموا طروحات في موضوع الحوار ودار نقاش معمق في موضوع حوار الديانات والأجناس والأعراق وفق قاعدة إنسانية مثلى تحتضن الجميع.
تناول الدكتور سعيد في الندوة مفهوم قبول الآخر الذي يعني احترام آراء ومعتقدات الآخرين رغم عدم القبول بها، وأن الاختلاف له أشكال متعددة منها اختلافات ثقافية ودينية واجتماعية وقومية وغيرها. وإن غياب الموقف الوسط في الثقافة العربية هو السبب في وجود العديد من الصراعات في المجتمع. وشدد على أهمية النسبية في التفكير والتحليل. كما تحدث عن مفاهيم الجوهرانية والبرانية والحق المطلق والباطل المطلق وكيف تؤدي مثل هذه المفاهيم إلى الإقصاء والصراع في المجتمع. كما أشار إلى أن تباين صور الإدراك للآخر، يخلق نوعا من الصراع في المجتمع العربي الذي يميل إلى رفض الاختلاف وقبول الاندماج، مما يؤدي إلى عودة إلى مفاهيم قبلية. وأشار إلى أن الإنسان يثبت وجوده من خلال وجود الآخر المختلف عنه. وتحدث في النهاية عن الفروقات بين السلطة الدينية والسلطة المعرفية.

وتحدث الدكتور زياد غانم بني شمسه عن مفهوم الآخر، وأشار إلى أن كل إنسان بغض النظر عن الدين والثقافة واللغة والجنس هو الآخر، وأشار إلى الخلط الشائع بين النص الديني والنص التاريخي ليصبح التاريخي مقدسا مما يؤدي إلى وجود صراعات كبيرة في المجتمع. وتناول موضوع الحوار من خلال ثلاثة محاور وهي: المحور الديني وحرية العقيدة: فالدين لله وليس للبشر، والمحور الاجتماعي: حيث يجب أن يكون الحوار حورا حول القيم والأخلاق وليس البحث في العقائد، والمحور الفكري: حيث أشار إلى أهمية الحوار بين الحضارات الإنسانية، فالصراع اليوم هو صراع حضارات " شرق وغرب" " عربي ، غربي" وتحت هذا الصرع يُوظّف الدين لخلق جماعات تقدم الخطاب الديني بشكل متشدد ومعوج في ظل سيادة التطرف والجهل، مشيرا إلى خطورة استخدام سلطة الدين من قبل أيدي عابثة وعقول مدبرة وبشر ساذجة تقرأ النصوص بحرفيتها لا بعمقها وتأويلها.
وفتح الدكتور قسطندي شوملي في نهاية الندوة المجال لمشاركة الحضور في النقاش، الذي شارك فيه عدد كبير من المثقفين والأدباء والطلبة الجامعيين الذين أثاروا العديد من القضايا التي يعاني منها المجتمع العربي.

كان من مخرجات الندوة الدعوة إلى قراءة التاريخ والتراث قراءة معمقة، التفريق بين النص المقدس والتاريخ الذي قد يشوبه الانتحال والتحرف تبعا للعصبيات القبلية والحزبية والمذهبية والسياسية، علينا التركيز على التعليم الأسري والتعليم في المدارس؛ ليكون الخطاب الديني معتدلا داعيا للحوار لا للاقتتال "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا".