وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"جذور" تطلق مؤتمرها السادس بعنوان "زيادة الوزن والسمنة عند الأطفال"

نشر بتاريخ: 22/10/2018 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
"جذور" تطلق مؤتمرها السادس بعنوان "زيادة الوزن والسمنة عند الأطفال"
رام الله- معا- أطلقت مؤسسة جذور للإنماء الصحي والمجتمعي، اليوم الاثنين، أعمال مؤتمرها السادس للتغذية، تحت رعاية وحضور وزير الصحة د. جواد عواد، وذلك بعنوان "زيادة الوزن والسمنة عند الأطفال..آن أوان العمل".
وينظم المؤتمر، والذي يتواصل على مدى يومين في فندق الميلينيوم برام الله، بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتغذية، ووزارة الصحة، ومستشفى المطلًع في القدس، بالإضافة إلى معهد التغذية التابع لجامعة كولومبيا الأمريكية، وجمعية أطباء الأطفال الفلسطينية، وبالتنسيق مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا).
وسلط المؤتمرون الضوء على قضية زيادة الوزن والسمنة لدى الأطفال والمراهقين، حيث أجمع المشاركون في المؤتمر على أن مشكلة السمنة والتغذية غير السليمة لدى الأطفال تُعدّ واحدة من أهم التحديات التي تواجه التنمية الصحية والاقتصادية في فلسطين؛ حيث ارتفعت معدلات زيادة الوزن والبدانة عند الأطفال خلال سنوات المدرسة إلى 24% وهو ما يعد مؤشراً خطيراً على صحة أطفالنا.
وفي كلمته، أكد وزير الصحة د. جواد عواد أن وزارة الصحّة الفلسطينية تعمل على توفير كافة أشكال العلاج والرعاية الصحيّة الأولية للمواطنين، فيما تقدم مراكز العلاج المختلفة التابعة للوزارة المتابعة الحثيثة لصحة الأطفال، ورعايتهم منذ الولادة بتوفير كافة التطعيمات اللازمة لهم، بالإضافة إلى متابعة برنامج الصحّة المدرسية والتطعيمات اللازمة، كما بارك د.عواد جهود المؤتمر الهادف إلى رسم سياسات وبرامج للتوعية بمخاطر السمنة عند الأطفال، مشيرا إلى الجهود المبذولة من قبل الرئاسة والحكومة الفلسطينية في سبيل دعم وتطوير القطاع الصحي في الوطن.
فيما أكدت د.سلوى النجاب مدير عام مؤسسة جذور أن أهمية المؤتمر تكمن في تسليط الضوء للمرة الأولى على زيادة الوزن والسمنة عند الأطفال كأحد التحديات الهامة المتنامية التي تواجه الصحة والتغذية في فلسطين بشكل خاص، وفي المنطقه العربية بشكل عام، مشيرةً إلى ضرورة تضافر الجهود من أجل الخروج بتوصيات موجهة إلى المؤسسات والمجتمع بشكل أوسع من أجل التدخل العاجل ومحاولة التحكم في ارتفاع نسب البدانة بين الأطفال في المجتمع.
وثمنت النجاب اهتمام وزارة الصحة ببحث موضوع البدانة المتزايد بين الأطفال، ودعمها وتعاونها المستمر مع مؤسسة جذور في قضايا الصحة على مستوى الوطن. كما أشادت بجهود مستشفى المطلع لاسيما دوره في محددات الأمراض غير السارية وعلاقتها بالمجتمع المحلي. وشكرت النجاب اهتمام جامعة كولومبيا وتعاون فريقها المستمر وبالأخص البروفيسور ريتشارد ديكيلبوم، والذي حرص على مواصلة التعاون مع مؤسسة جذور على مدار السنوات العشرين الماضية في مؤتمرات ولقاءات علمية حول مواضيع مختلفة مرتبطة بالتغذية والأمراض غير السارية، ما ساهم في تقديم توصيات إلى صناع القرار. كما أثنت على دور ديكيلبوم وفريق العمل في جامعة كولومبيا في مراجعة مجموعة من الأدلة التدريبية التي تنتجها مؤسسة جذور، بالإضافة إلى إنشاء صندوق مشترك للبعثات الدراسية التي لها علاقة بالبحث العلمي والتغذية.
بدوره، أعرب د. أميّة خماش مؤسس ومستشار في مؤسسة جذور عن أسفه لعدم تمكن عدد من المدعوين والوفود من المشاركة في أعمال المؤتمر السادس للتغذية لاسيما من الأردن ومن قطاع غزة. واعتبر خماش أن انعقاد المؤتمر يأتي في توقيت مهم حيث أن نسب زيادة الوزن والبدانة عند الأطفال في فلسطين آخذة في الازدياد، وذلك يعود إلى السلوكيات الغذائية الخاطئة والأنماط الحياتية المستجدة وتراجع النشاط البدني والخمول قد أضحت عبئاً ليس على الأفراد فحسب وإنما على المجتمع وعلى جهود التنمية البشرية والمستدامة، وهذا يؤدي إلى إصابة الأجيال بالعجز نتيجة المرض، إضافة إلى ما قد يسببه من إهدار للموارد المالية الوطنية في أوجه لا تخدم التنمية والتقدم الإنساني.
ومن جانبه، قال ريتشارد ديكلبوم إن هذا المؤتمر شكل حجر أساس للتدخلات والحد من زيادة الوزن لدى الأطفال، مشيداً بالجهود التي تقوم بها مؤسسة جذور الرائدة في مجال الصحة في فلسطين، وتناولها موضوع التغذية، وخاصة تغذية الأطفال، مؤكداً أهمية تسليط الضوء على ارتفاع نسب البدانة بين الأطفال في فلسطين وبحث الآليات والاستراتيجيات اللازمة للسيطرة على البدانة في أوساط الأطفال..
هذا وتضمن المؤتمر خلال اليوم الأول على ثلاث جلسات، حيث تضمنت الجلسة الأولى مواضيع السمنة لدى الأطفال كمشكلة صحية عامة متنامية، شارك فيها كل من د.إيرا جولدبرغ مدير قسم أمراض السكري والأيض في كلية الطب بجامعة نيويورك، والبروفيسور ريتشارد ديكلباوم مدير معهد التغذية في جامعة كولومبيا.
فيما استعرضت الجلسة الثانية المشاكل والتحديات التي تواجه المجتمع الفلسطيني ودول المنطقة أمام مشاكل زيادة الوزن لدى الأطفال والبالغين، حيث شاركت فيها رزان صلاح من مكتب الصحة المدرسية في وزارة الصحة الفلسطينية، والبروفيسور خافيير سونير مدير معهد أبحاث البدانة في جامعة كولومبيا، ود.يوسف شاهين مدير برنامج الطب الوقائي في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين- الأونروا في الأردن، والبروفيسور عبد اللطيف الحسيني الخبير في الصحة العامة في جامعة بيرزيت، ود. سلوى مسعد الباحثة في المعهد الوطني للصحة العامة.
وفي الجلسة الثالثة، تحدث المشاركون حول المؤشرات العضوية لسمنة الأطفال، وسبل استخدام العلامات البيولوجية للسمنة في مجال طب الأورام لدى الأطفال، حيث تحدث في الجلسة كل من د. عبد السلام أبو لبدة، و د. أمين ثلجي أخصائي طب الأطفال، و د.إيلينا لاداس أستاذة مشاركة في برنامج الطب العالمي التكاملي بجامعة كولومبيا.
وتتواصل أعمال المؤتمر غداً الثلاثاء بمشاركة عدد من الخبراء، حيث من المتوقع أن تختتم الجلسات العلمية والبحثية بعدد من التوصيات التي سترفع إلى المشرعين وأصحاب القرار؛ نظرا للحاجة الملحة لوضع التدابير والسياسات الوطنية الاستراتيجية من قبل مختلف القطاعات من أجل الحد من مشاكل السمنة وزيادة الوزن عند الأطفال.
ويأتي المؤتمر السادس لمؤسسة جذور استكمالاً لمؤتمراتها السابقة التي عقدت على مدى السنوات العشر الماضية، وتم تنظيم المؤتمر السادس للتغذية لهذا العام بدعم من الحكومة الهولندية، والحكومة النرويجية، والمؤسسة العالمية للسكري، وشركة بيرزيت للأدوية.