لماذا يتم تهريب السولار ولا يتم تهريب البنزين؟

يقوم تجار السوق السوداء بتهريب السولار، وتلاحقهم اجهزة الامن والضابطة الجمركية والحكومة، فتحوّل الأمر الى مسلسل حلقات توم وجيري. وحين سألت لماذا لا يقوم تجار السوق السوداء بتهريب البنزين مثلا؟ ولماذا السولار ؟
وحصلت على اجابة مقنعة، وهي ان حكومتنا رفعت سعر السولار بشكل كبير عن السولار الاسرائيلي والسولار المهرب. حد يصل نصف السعر تقريبا. فراجت تجارة السولار ويجري هدر المال العام والضريبة. ولو ان السعر متقارب ما كان أي مواطن سيذهب الى مناطق جيم لشراء سولار مهرّب. والدليل أن لا احد يقوم بتهريب البنزين لان السعر متقارب نوعا ما.
لماذا يقوم المسافرون بتهريب السجائر عبر جسر الاردن؟ لان فارق السعر هائل بين أسعار السجائر الاردنية واسعار السجائر الفلسطينية. ولو ان الحكومة قاربت السعر لما قبل أي مواطن أن يشتري من خارج البلاد أكثر من استخدامه اليومي.
ويعتبر ترشيد الأسعار من صفات الحكم الرشيد. ويعتبر فارق السعر بين دولة ودولة اخرى مجاورة مؤثر دائم وحافز متواصل للتهريب.
قبل عشرين عاما وأكثر كتبنا وقلنا عشرات المرات ان سبب انتشار ظاهرة السيارات المسروقة هو الظلم الذي فرضته وزارة المواصلات حينذاك على الموظف وعلى محدودي الدخل. حين قامت الوزارة بمنح احتكار البيع للسيارات الجديدة لطبقة تجار أغنياء. ولم تنته الظاهرة الا بعد أن سهلت حكومة الدكتور سلام فياض حصول الموظف على سيارة بالاقساط من خلال البنك ومن خلال كفالة راتبه.
لن تنتهي ظاهرة تهريب السولار والخضار والسيارات والسجائر وكل ما يحتاجه السوق الا من خلال توفير بديل عادل ومشابه لهذه البضائع في السوق المحلي وبسعر طبيعي ومقبول. واذا كان أحد ينزعج من قيام العائلة الفلسطينية بشراء احتياجاتها من السوق الحرة والمطارات، فليتفضل ويعمل على اقامة سوق حرة في أريحا دون ان يزعج نفسه ويبحث عن مبررات واهية.
لماذا سعر الكهرباء في شمال الضفة مختلف عن سعرها في جنوب الضفة؟
لماذا سعر الاتصالات في القدس اقل من سعرها في الضفة؟
اذا كان الاحتلال يجعل من الشعب الفلسطيني مناطق الف وباء وجيم وداخل الخط الاخضر والقدس وغزة. فان الشعب يرفض هذه التقسيمة ومن حق ابن رفح أن يحصل على تنكة زيت الزيتون بنفس السعر التي يحصل عليها ابن بيت لحم.
كيف؟
هذه مشكلة الحكومة. وليست مشكلة المواطن.