وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تهديد لحزب الله- قناة تواصل عمانية بين إسرائيل وإيران

نشر بتاريخ: 03/11/2018 ( آخر تحديث: 05/11/2018 الساعة: 10:28 )
تهديد لحزب الله- قناة تواصل عمانية بين إسرائيل وإيران

بيت لحم-معا-كشفت مصادر عربية عن رسالة تهديد نقلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا إلى إيران عبر رئيس سلطنة عمان السلطان قابوس، مفادها وقف تشييد مصانع أسلحة لحزب الله في لبنان لتجنيب حرب جديدة على لبنان.
وأشارت المصادر إلى أن نتنياهو مرر رسالة تهديد مرتين، في المرة الأولى عندما التقى بالسلطان قابوس في عمان، والثانية كانت من خلال موفد الرئيس الفرنسي اورليان لا شڤالييه.
وتتهم إسرائيل إيران ببناء مصانع لصواريخ دقيقة على الأراضي اللبنانية، بالإضافة الى اتهامات متواصلة منذ سنوات عن قيام إيران بتزويد حزب الله بالأسلحة من خلال الأراضي السورية. إلا أنه ومنذ تزويد روسيا بمنظومة الدفاع الجوي إس 300 لسوريا، توقف القصف الإسرائيلي للأراضي السورية، حيث أكد الجيش الإسرائيلي بأنه كان يستهدف قوافل أسلحة تصل حزب الله من إيران عبر الأراضي السورية.
وقالت قناة "العربية" السعودية إن نتنياهو "أرسل تهديداً آخر قبل أيام، حمله موفد الرئيس الفرنسي اورليان لا شڤالييه، بعد أن التقى نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الاثنين الماضي، ليبلغه إلى رئيس وزراء لبنان سعد الحريري، بأن على لبنان إنهاء أزمة مصانع صواريخ حزب الله، وإلا فإن إسرائيل ستحلها". وقال التقرير إن التهديد إشارة الى عمل عسكري محتمل.
ووفق قناة "العربية"، فإن نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي أكد للمبعوث الفرنسي بأن لدى إسرائيل سقفا زمنيا لإنهاء ملف إقامة المصانع في لبنان، وأن إسرائيل على استعداد لانتظار الجهود الدبلوماسية التي تبذل بهذا الشأن. وأضاف وفق التقرير "إسرائيل ليست مستعدة للتسليم بالأمر الواقع في هذا الشأن".

وقال المصدر لـ الجريدة الكويتية إن مسقط شددت على ضرورة منع تطور الأمور بين البلدين إلى حرب شاملة قد تدمر المنطقة، مهما كانت الظروف، موضحاً أن الجانب الإسرائيلي لم يرفض أو يوافق على العرض العُماني الذي لا يستبعد في مرحلة ما إجراء مفاوضات قد تكون مباشرة بين مسؤولين إيرانيين وآخرين إسرائيليين.
وكشف أن مسقط فضّلت أن يصل اقتراحها هذا إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر إسرائيل بدلاً من تقديمه مباشرة لواشنطن، بينما تتأهب الإدارة الأميركية لجولة جديدة من الضغوط على إيران.
وأوضح المصدر أن إسرئيل كلفت رئيس الاستخبارات الخارجية (موساد) يوسي كوهين الذي رافق نتنياهو إلى مسقط متابعة الاقتراح.
إلى ذلك، ذكرت تقارير أن نتنياهو أوصل رسالة تهديد إلى إيران عبر عُمان، حول ضرورة وقف مصانع السلاح في لبنان التي يديرها حزب الله ، وباتت تنتج أجهزة تدخل في صناعة الصواريخ الدقيقة.
وفي طهران، أكد مصدر رفيع المستوى في الخارجية الإيرانية لـ الجريدة ، أن زيارة نتنياهو لمسقط قبل أسبوع لم تكن مفاجئة لإيران، مضيفاً أن مساعد وزير الخارجية العماني محمد بن عوض الحسان سافر إلى طهران قبل يومين من زيارة نتنياهو للسلطنة، وأطلع الإيرانيين على الزيارة قبل إجرائها، وأبلغهم بنتائجها تباعاً.
وقال المصدر إن إيران كانت تبحث عن قناة اتصال جديدة أكثر أماناً مع تل أبيب، بدلاً من موسكو، بعد فقدانها الثقة بالأخيرة واشتباهها في أن الروس يتلاعبون بالرسائل حسب مصالحهم، وأحياناً يتأخرون في إيصالها، مما كلف طهران خسارة عدد من كبار قادة الحرس الثوري في سورية.
وأشار إلى أن طهران توصلت إلى قناعة أن موسكو سعت إلى زيادة التوتر بينها وبين إسرائيل والاصطياد في الماء العكر، وهي الآن تقوم بذلك بين طهران وواشنطن.
ولفت إلى أنه خلال زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري لعمان الشهر الماضي، أُبلغت إيران أن الإسرائيليين أيضاً تواصلوا مع عُمان ويبحثون عن خط اتصال، فوافقت أن تكون عمان هي الوسيط.
وأكد المصدر أن سياسة إيران عادة تكمن في نفي أي اتصالات مع إسرائيل، لكن الواقع الدبلوماسي يفرض عليها أن يكون لديها خطوط اتصال آمنة حتى مع أعدائها، معطياً مثلاً ببقاء السفارة الإيرانية في بغداد فاعلة خلال الحرب العراقية - الإيرانية.
وشدد على أن سياسة بلاده المبدئية هي دعم موقف الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه، لكن إيران ليست ملكية أكثر من الملك ، وإذا اختار الشعب الفلسطيني القبول بأي حل لقضيته فسيلقى دعماً من طهران.
ولفت إلى أن المرشد الأعلى علي خامنئي أعلن منذ أكثر من 14 عاماً هذا الموقف عندما طرح موضوع الاستفتاء الشعبي في فلسطين، وتعهد بأن تقبل طهران كل ما يخرج عنه، سواء كان إقامة دولتين أو دولة واحدة، لكن الكثيرين لم ينتبهوا إلى مغزى هذا الكلام.
وأكد المصدر أن الإيرانيين أوصلوا لإسرائيل أن القوات الإيرانية والقوات الحليفة لها في سورية لن تشكل خطراً عليها، إذا ما لم تهاجم تل أبيب هذه القوات، وأفضل مثال هو أن الجبهة الإسرائيلية اللبنانية هادئة منذ مدة طويلة، وجبهة الجولان كانت أيضاً هادئة.