|
لدينا أطباء وليس لدينا طب.لدينا مهندسين وليس لدينا هندسة.لدينا مواطن..
نشر بتاريخ: 11/11/2018 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
الطب مهنة العرب، ابن سيناء الذي تتشرف جامعات أمريكا بتدريس نظرياته وابن النفيس مكتشف الدورة الدموية كان يأتيه المرضى بالسفن ليعالجهم مجانا قبل اطباء بلا حدود بألف عام. ولا ننسى ابن الهيثم وابن رشد وابو بكر الرازي ويعقوب ابن اسحاق الكندي وابن زهر.
ولا تخلو مشفى عالمي شهير من طبيب عربي، وفي المانيا نتشرف الان بأشهر الاطباء الفلسطينيين والعرب وهكذا. ولا أنسى حين عاد الدكتور السياسي العالمي المخضرم صائب عريقات من رحلة علاج في أمريكا حين ظل يمتدح طبيبا من غزة ينقذ حياة المرضى في اشهر المشافي هناك. وبعد قيام السلطة زخرت الأرض المحتلة بمئات الاطباء الذين تلمع أسماءهم كنجوم في عالم الطب، وتواصل السلطة ايفاد اذكى طلبتنا لدراسة الطب في اشهر الجامعات العالمية ومجانا. قبل نحو اسبوع أصابني الألم في مطار عمان، لم اتمكن من صعود الطائرة.. نقلني الصديق المهندس الفذ أحمد عدوي الى عمان برعاية عضو البرلمان الأردني خالد رمضان. وهناك استقبلني نخبة من أعلام الطب في الاردن. مثل معالي الوزير الدكتور د.خالد كلالدة ود.جعفر الحنيطي ود.حسام شعبان ود.محمد نزال وقاموا بتشخيص ضرورة إجراء جراحة فورية وعاجلة. لكن ناصر اللحام استوحش البعد عن فلسطين، وركبت رأسي معاندا أنني لن اتعالج الا في مستشفى بيت جالا الحكومي وهناك قام الاطباء الرائعين بتشخيصي وجهزوا لاجراء العملية، وخصوصا الصديق الرائع الدكتور نافز سرحان الذي تنقل بين المشافي للاطمئنان عليّ، لكن الاصدقاء في مستشفى اليمامة ببيت لحم وصديق المدرسة ابو مالك عياد رغبوا أكثر بتقديم العلاج تحت إشراف الجراح الدكتور محمود إبراهيم والصديق الممرض خالد العيسة الذي يمثل نموذجا لشرف المهنة. وبالفعل خضعت لعملية امتدت نحو 3 ساعات ومكثت اسبوعا على سرير التشافي ما يجعلني اتقدم بالشكر للاطباء الفلسطينيين والممرضين الذين أتشرف بهم واوجه لهم هذه الرسالة: أنتم ثمرة نجاح المجتمع وأنتم فخر لنا وسنقف معكم حتى يصبح الطب في فلسطين تاج الابداع. ونحن نعرف ان أشهر أطباء المشافي الإسرائيلية مثل هداسا وغيرها هم من الفلسطينيين. ولا حاجة لندفع 400 مليون دولار تحويلات لمشافي الاحتلال بينما لدينا هؤلاء الاطباء !!!! ابنوا مستشفيات ضخمة وإشتروا بهذه المبالغ أحدث المعدات حتى يطلبوا هم أن يتعالجوا عند اطبائنا. لماذا لدينا أطباء وليس لدينا طب؟ وباتصال الرئيس أبو مازن معي قبل ساعات قال لي: اشكرهم يا ناصر وقل لهم أنني أشكرهم في المستشفيات الحكومية وفي اليمامة ونفتخر بهم ونباهي بهم الأمم. وأخبر العالم أن فلسطين تنجب أعظم الأطباء. وانا أشكر كل من رافقني ورعاني بالدعاء وبنظرة الأمل، أشكر أهلي وعزوتي في الدهيشة الذين غمروني حبا وعطفا حتى أتمنى لو أذكر اسماءهم فردا فردا. وأشكر عائلتي وأسرتي وكبيرنا النائب أبو خليل اللحام؛ أشكر اسرتي الثانية من زملائي الصحفيين ونشطاء حقوق الانسان والرفاق وشيوخ الحارة ورئيس بلدية الدوحة الأسير المحرر رأفت جوابرة والاخ المناضل الصديق الحبيب اللواء ماجد فرج واللواء ابراهيم رمضان والصديق اللواء أكرم الرجوب واللواء اسماعيل فراج ووزير العدل علي أبو دياك ووزير الخارجية د.رياض المالكي وأجمل الاصدقاء الاستاذ يوسف المحمود والغالي فهمي الزعارير والمئات من الرموز.. قائمة المحبة طويلة والأصدقاء يتدفقون على حواف بحيرة الحب لفلسطين ولبعضنا البعض. قبل أن أعود الى عملي.. أجلس وأسال نفسي وأتمنى أن يسمعني دولة رئيس الوزراء د.رامي الحمد الله الذي أتمنى له النجاح دائما ليشاركنا هذه الأمنية: لماذا لدينا أطباء وليس لدينا طب؟ لماذا لدينا أشهر مهندسي العالم وحين ادخل مدينة حديثة مثل رام الله أشعر انها صارت تشبه المخيم ولا هندسة فيها؟ لماذا لدينا أشهر القضاة وليس لدينا هيبة قضاء باهر؟ لماذا لدينا محامين أفذاذ وليس لدينا عدالة؟ وما قيمة أن يكون لدينا أقوى رجال الأعمال وليس لدى شبابنا عمل؟ وكيف يشعر فلان وهو يقول أنا مليونير وأكبر رجل اعمال بينما شباب غزة والضفة بلا فرصة عمل !!!!! لماذا لدينا معارضين وليس لدينا معارضة، لدينا ثوار وليس لدينا ثورة. لماذا لدينا حكومة وليس لدينا حكم رشيد؟ لماذا لدينا صحفيين وليس لدينا صحافة؟ لدينا شعراء وقد فقدنا المشاعر؟ لدينا اعظم الكتّاب وليس لدينا انتاج انساني روائي؟ لدينا ممثلين وليس لدينا دراما؟ لدينا أفضل جنرالات وأجهزة أمن ولا نشعر بالأمان؟ لدينا أفضل معلمين ومعلمات في العالم وليس لدينا أفضل مدرسة؟ ربما هو تخدير الدواء، ولربما أهذي من البنج وأقول: لدينا مواطنين بلا وطن. وعمال بلا عمل وثوار بلا ثورة وزعماء بلا احزاب ونخيل بلا بلح. |