|
مسارات التهدئة بعد لجم التصعيد
نشر بتاريخ: 14/11/2018 ( آخر تحديث: 14/11/2018 الساعة: 20:05 )
غزة- تقرير معا- على ما يبدو فإن الجولة الأخيرة من التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة، قد تغير من مسارات التفاوض السياسية حول اتفاق التهدئة، تبدو فيها الفصائل الفلسطينية أكثر قدرة على فرض شروطها ورؤيتها لرفع الحصار ووقف أي عدوان جديد على القطاع.
المحلل السياسي الدكتور مخيمر أبو سعدة، أكد أن ما حصل منذ عملية تسلل القوة الخاصة الإسرائيلية، وما حدث بعدها من مواجهة عسكرية، يعطي الفصائل الفلسطينية اليد العليا في مفاوضات التهدئة مع الجانب الإسرائيلي، بحيث تستطيع الفصائل أن تفرض شروط أفضل في أي اتفاق تهدئة قادم، يؤدي الى تخفيف الحصار بشكل جدي، ويمنع اسرائيل من القيام بأي عمل عسكري مستقبلا ضد قطاع غزة. ولفت مخيمر أن اسرائيل باتت تعلم أن أي عدوان إسرائيلي سيواجه برد من المقاومة، سيؤثر على صورة حكومتها أمام مواطنيها في مستوطنات غلاف غزة. وأشار مخيمر الى أن موافقة اسرائيل على وقف إطلاق نار في غضون 24 ساعة، يدلل على أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن توجع الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وأن اسرائيل لم تكن قادرة على اخضاع المقاومة لشروطها. ومنذ اللحظة الأولى للعدوان قصفت المقاومة الفلسطينية، السمتوطنات والبلدات والمدن المحاذية لقطاع غزة، بمئات الصواريخ التي سقط بعضها على أبنية في المستوطنات ومدينة عسقلان. الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي مصعب البريم، قال إن الأداء المتميز للمقاومة، من حيث اختيار التوقيت ودقة الإصابة والأهداف والتطور الواعي لأداء المقاومة والخطاب الإعلامي للغة الموحدة التي أربكت حسابات الاحتلال، قد انعكست ايجابيا على الجبهة الداخلية الفلسطينية. ولفت البريم الى أن نجاح المقاومة في صد العدوان، ستفتح آفاقا جديدا على مستوى إعادة فتح الحديث بجدية في موضوع المصالحة الوطنية وبقاء الجهوزية وبقاء وتقدير الموقف ومراقبة السلوك الأمني والسياسي للعدو الإسرائيلي، مشددا أن بقاء الهدوء لن يكون تقليديا وعلى حساب دماء الشعب الفلسطيني. حماس بدورها قالت إن الجولة الأخيرة من التصعيد لقّنت الاحتلال الإسرائيلي درسا لن ينساه، بأن غزة محرّمة ولا يمكن أن يُعتدى على أهلها بدون رد موجع ومناسب في كل مرة. وقال حازم قاسم الناطق باسم حركة حماس: إن الحراك السياسي وما يخص مفاوضات التهدئة مسار منفصل، وأضاف: "نحن ومعنا كل الفصائل وشعبنا الفلسطيني نصر على الاستمرار في مسيرات العودة حتى تحقيق المطالبات بتثبيت وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن قطاع غزة". وشدد قاسم على أن مسيرات العودة ستستمر، والجولة الأخيرة من التصعيد دعمت هذا المسار وعززته، مبينا أن القرار الشعبي والفصائلي أن هذه المسيرات يجب أن تستمر بطابعها السلمي والجماهيري وبأدواتها الشعبية، حتى تحقيق أهدافها وفي مقدمتها كسر الحصار عن قطاع غزة. وانتهت مساء أمس، جولة تصعيد بين فصائل المقاومة وجيش الاحتلال دامت نحو يومين، الى أن أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة أن جهودا مصرية أسفرت عن تثبيت وقف إطلاق النار، مؤكدة أنها ستلتزم بهذا الإعلان طالما التزم به الاحتلال. |