|
عندما يُجاورك المستوطنون
نشر بتاريخ: 14/11/2018 ( آخر تحديث: 14/11/2018 الساعة: 17:32 )
سلفيت- معا- ما بين الخوف، والقلق، والمرض، والتشتت، تعيش عائلة ابراهيم أبو زيد من بلدة دير استيا شمال سلفيت، بسبب ممارسات الاحتلال التعسفية بحقهم، والتي لم تتوقف منذ سنوات.
أساليب متعددة وطرق مختلفة يستخدمها الاحتلال لإجبار العائلة على ترك منزلها، واليت كان آخرها التهديد بالقتل والطرد من قبل المستوطنين، لتتحول حياتهم إلى جحيم لا يطاق. في الجهة الغربية من بلدة دير استيا، وخارج البلدة، مقابل المدخل الرئيسي يقع منزل عائلة أبو زيد، حيث يتوسط مستوطنة "يكير" التي تبعد أمتار قليلة عنه، وشارع وادي قانا الرئيسي. "معا" توجهت إلى المكان، لتقف على فصول معاناة عائلة ابو زيد، وكانت في استقبالنا زوجته (آية) وعلامات التوتر والقلق بادية على محياها. قالت آية: "أعيش في المنزل منذ 12 عاما مع زوجي وعائلته، ولكن بقينا لوحدنا أنا وأولادي الثلاثة، بعد انتقال باقي العائلة للسكن داخل البلدة، ومنذ سنوات والاحتلال يمارس بحقنا كافة الطرق من أجل تهجيرنا من المنزل، وبالتالي الإستيلاء عليه، وبالرغم من ذلك ليس لدينا سوى الصمود. وعن مضايقات المستوطنين والجيش لهم تقول: "بشكل يومي نتعرض للمضايقات بأشكال مختلفة، منها خلع للأبواب، وتكسير للزجاج، واطلاق نار، وقنابل صوتيه وغازية اتجاه المنزل، دون مراعاة لوجودنا". وتواصل بكلمات متقطعة وهي تنظر في جميع الاتجاهات، قبل ثلاث سنوات، اقتحم الجيش الاسرائيلي المنزل، وحولوه الى نقطة عسكرية، لأيام، وكان الجنود يهددونا من أجل تركه لهم، مرددين "اطلعوا من هون، هذا البيت النا مش الكم"، ولكننا بقينا صامدين بالرغم أننا نعيش في خوف وعدم استقرار نفسي. ولم يتوقف الحال عند ذلك، لتضيف آية: "بشكل يومي وفي ساعات المساء يتجمع عدد من المستوطنين في الساحة الخارجية للمنزل، ويقوموا بفتح أغان عبرية بصوت مرتفع، ويبقوا على هذه الحال حتى ساعات الفجر الأولى، يتخلل ذلك رقص وغناء وأصوات صراخهم، مما يسبب لنا الازعاج وبالتالي يسرق النوم من أعيننا، ونبقى في حالة حذر خوفا من الهجوم علينا، وفي الصباح تكون الساحة مليئة بزجاجات الويسكي والنبيذ، وأقوم بإزالتها ورميها، إضافة الى ذلك يوجهون لنا الشتائم وطالماى هددونا بالقتل". صمتت وقامت بطريقة مفزعة، تنظر من خارج المنزل، ثن تعود بإبتسامة مصطنعة مرددة لا يوجد أحد، ثم تواصل آية حديثها لنا: "لم تتوقف اعتداءاتهم المستمرة بحقنا عند ذلك، بل تعدته الى محاولة اختطاف ابنتي أثناء لعبها خارج البيت، وعند سماعي لصراخها ركضت نحوها وبدأت أصرخ أيضا فتجمهر الناس وتم تخليصها من المستوطن، ومنذ ذلك اليوم والخوف مسيطر علينا وازداد خوفي على أولادي أكثر ولا أسمح لهم باللعب خارج المنزل خوفا على حياتهم. وكان للهدم نصيب، حيث تضيف، "لم يتركوا طريقة الا ومارسوها ضدنا، وقبل شهرين، فكر زوجي ببناء محل لبيع أدوات البناء، بالقرب من المنزل، من أجل أن يبقى بجانبنا، حيث كلفته أعمال الحفر وبناء القواعد ما يقارب الخمسين ألف شيقل، وفي لحظات قامت جرافاتهم بهدمها ومنعه من اكمال مشروعه، بالرغم من أنه يملك رخصة بناء من قبل سلطات الاحتلال ولا توجد ممانعة لذلك. توقفت عن الحديث، وألتقطت أنفاسها، لتواصل آية حديثها عن وضع عائلتها: "زوجي يعاني من عدة امراض، وصعوبة في النطق، واولادي الثلاثة واعمارهم تترواح ما بين 10 و9 و5 سنوات كذلك يعانون من عدة مشاكل صحية وصعوبة في النطق والتي معظمها سببه الاحتلال، بسبب الخوف والتوتر من اعتداءات الاحتلال بحقنا وفي أوقات مختلفة، وبالرغم من كل هذه المشاكل سنبقى صامدين، ولكن بحاجة الى مساعدة في ترميم المنزل من أجل تعزيز صمودنا في المنطقة، والبقاء فيها والحفاظ عليها من السيطرة عليها من قبل الاحتلال الاسرائيلي". |