|
عباس:حماس رتبت هدم الحدود مع مصر وتتحالف مع القاعدة بغزة والسيطرة على الضفة ليس سهلا وعدم التوصل لاتفاق هذا العام وارد
نشر بتاريخ: 27/02/2008 ( آخر تحديث: 27/02/2008 الساعة: 08:45 )
بيت لحم- معا- أعرب الرئيس محمود عباس (أبو مازن) عن أمله في أن لا يتكرر ما حصل على الحدود بين غزة ومصر. واتهم حركة حماس بترتيب الوضع الذي أفضى إلى تلك النتائج.
وجدد مطالبته حماس بالإقرار بأنها نفذت انقلاباً في غزة والتعهد بالتزام الشرعيات التي التزمتها منظمة التحرير، مؤكداً أنها إن فعلت يمكن الانتقال فوراً إلى انتخابات رئاسية وشرعية. وجدد أبو مازن، في حديث إلى الحياة في القاهرة، اتهام حماس بزرع عبوتين لاغتياله، قائلاً إنها «أظهرت للعالم أنها حركة ظلامية تريد بناء إمارة في غزة، ولا يهمها باقي المشروع الوطني الذي صار مهدداً بفعل ما أقدمت عليه». وأكد أن توطين الفلسطينيين في لبنان غير مطروح وغير وارد، وجزم أنه «لن يتم توطين فلسطيني واحد في لبنان». وأعرب عن أمله في تجاوز العقبات التي يمكن أن تعرقل انعقاد القمة العربية في مكانها وزمانها المحددين. وشدد الرئيس الفلسطيني على ضرورة أن تشمل التسوية النقاط الست المطروحة التي لا يجوز إسقاط أي واحدة منها، وهنا نص الحوار. - هل تتوقعون حواراً قريباً بين فتح و حماس؟ - الموضوع يتوقف على حماس، قلنا أكثر من مرة إنه إذا وافقت حماس على التراجع عن انقلابها وقبلت الشرعيات التي قبلتها منظمة التحرير الفلسطينية، لا مانع لدينا من الذهاب إلى انتخابات مبكرة، انتخابات رئاسية وتشريعية، هذا ما يتعلق بموضوع حماس، أما الموضوع في غزة فله شأن آخر. > ماذا عن الوضع في غزة؟ - إنه وضع مأسوي، هناك حصار، وهناك اقتحامات، وهناك معاناة شعبية لا حدود لها. ومن المؤسف أن هذا الوضع انفجر في وجه مصر، وبالتالي ظهرت مصر وكأنها تشارك في (أسباب) معاناة الشعب الفلسطيني، وهذا بالطبع غير صحيح. يجب النظر إلى المسألة من هذه الزاوية، هناك صواريخ تطلق على إسرائيل. وفي اعتقادي أن هذه الصواريخ لا تؤثر عليها. وسميتها أكثر من مرة بأنها صواريخ عبثية، هذه الصواريخ يجب أن تتوقف لأن إسرائيل تتخذ منها ذريعة للاستمرار في الاعتداء على الشعب الفلسطيني. إذا توقفت هذه الصواريخ، من واجبنا نحن ومصر والدول العربية وأميركا خصوصاً أن نضغط على إسرائيل من أجل أن توقف كل هجماتها ضد الشعب الفلسطيني في غزة وأن تنهي حصارها وأن تفتح المعابر المقفلة في وجه المسافرين والبضائع. هذه المسألة يجب أن تتم في هذا الشكل. > هل تعتبر ما حصل على الحدود بين غزة ومصر صدفة؟ - لا، وأقولها بصراحة، إنه مرتب. «حماس» رتبت هذا الوضع من أجل إيصال الناس إلى ما وصلوا إليه. أرجو أن لا يتكرر مثل هذا الأمر لأننا وبصراحة لا نريد حل مشكلة الوضع في غزة على حساب مصر. تريد «حماس» إظهار مصر وكأنها من يقف في وجه تنفس الشعب الفلسطيني. والحقيقة ليست كذلك على الإطلاق، الحقيقة أن إسرائيل هي من يقفل المعابر وبحجة صغيرة أو كبيرة اسمها الصواريخ. فلنبدأ من البداية. تتوقف الصواريخ ونطالب إسرائيل بوقف عملياتها ضد الشعب الفلسطيني وتفتح معابر كرم شالوم ومعبر العوجة ومعبر كارني ومعبر اريتز. لو فتحت هذه المعابر في شكل يومي، لغابت المعاناة الناتجة من إقفالها. تبقى قصة معبر رفح التي يحكمها اتفاق خماسي لا بد من العودة إليه، ثم بعد ذلك ننظر في تعديله إذا وجدنا ذلك ضرورياً. > هل تعتبر أن «حماس» فشلت في ما سميته انقلاباً في غزة؟ - إذا رأيت النتائج تتأكد من ذلك. ماذا أرادت «حماس»؟ هي أرادت أن تظهر للعالم أن لديها تجربة أو فكرة عن الحكم أو طموحات. النتيجة التي وصلنا إليها هي أننا خسرنا الوطن وحاصرنا جزءاً منه. وظهرت «حماس» حركة غير ديموقراطية، لا تؤمن بالديموقراطية. جاءت عن طريق الديموقراطية ثم رفضتها. إن ممارسات «حماس» أظهرت للعالم أنها حركة أقل ما يقال فيها إنها ظلامية تريد بناء إمارة في غزة ولا يهمها باقي المشروع الوطني الذي أصبح مهدداً بسبب ما قامت به. > هل أفهم أن ما حدث في غزة يضعف موقفك في التفاوض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت؟ - يُضعِف الموقف الفلسطيني ككل. يُضعف الرؤية الفلسطينية. يُضعف المشروع الفلسطيني. تستطيع إسرائيل إن شاءت التذرع بالوضع في غزة للقول لماذا أتفاوض معكم؟ نعم، ما فعلته «حماس» يُضعف الموقف الفلسطيني. > هل هناك اتصالات بينك وبين خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لـ «حماس»؟ - لا توجد أي اتصالات. هناك أناس يذهبون ويأتون؟ إنهم غير مبعوثين من قبلنا، وأعتقد أنهم غير مبعوثين من خالد مشعل. أناس يتطوعون ويبدون آراءهم وآخرهم الأخ منيب المصري. زار دمشق وزارنا في رام الله وتحدث عن أفكار هي لا تخرج عن الأفكار التي نتحدث عنها لرأب الصدع في الساحة الفلسطينية. > لنفترض أن خالد مشعل اقترح عليك لقاء في القاهرة؟ - المسألة ليست أين نلتقي. المسألة هل يعتبر ما قام به انقلاباً؟ > تريد منه إقراراً بأنه نفذ انقلاباً؟ - بالتأكيد قام بانقلاب. إذا كان يرفض الإقرار بذلك، فهذا يعني أنه لا يريد اتفاقاً ولا يريد أن نعيش مستقبلاً واحداً مع بعضنا بعضاً، أي يكون اختار الانفصال. عليه أن يقر بالانقلاب. ثم هناك الشرعيات التي يجب أن يقبلها، وبينها المبادرة العربية. عندها، فلنذهب إلى الانتخابات. > حاولت قطر سابقاً القيام بوساطة هل تقوم بشيء من هذا النوع اليوم؟ - لم نسمع عن وساطة قطرية، علماً أن قطر أبدت دائماً اهتمامها برأب الصدع وهذا ما لمسته من أميرها. كانت هناك وساطة سودانية وأخرى يمنية، هناك الآن مبادرة يمنية منشورة في الصحف. وافقنا نحن على هذه المبادرة وأعلنا ذلك. إذا كانت «حماس» موافقة، فلتعلن وتتفضل. بوضوح شديد يجب أن تتراجع «حماس» عن انقلابها وأن تلتزم الشرعيات التي ألزمنا أنفسنا بها. منظمة التحرير هي المظلة الشرعية والقانونية للسلطة الوطنية الفلسطينية. ما التزمت به المنظمة يجب أن ينسحب بصورة مباشرة على السلطة التي هي إفراز من المنظمة. هذه الالتزامات التي ارتضتها المنظمة لا تستطيع «حماس» أن تأتي إلى السلطة وتقول: أنا لا أعترف بهذه الالتزامات. إذا وافقت «حماس»، نذهب إلى انتخابات، وأنا أقول إنها انتخابات تشريعية ورئاسية. > وهل ستكون مرشحاً في الانتخابات الرئاسية؟ - ليس ضرورياً أن أكون مرشحاً. > كيف نصف علاقة السلطة الفلسطينية بإيران؟ - إنها علاقة رسمية. هناك سفارة فلسطينية في طهران، منذ عودة الخميني إلى إيران، وحتى الآن لا يوجد أي شيء خارج هذه العلاقة الرسمية. > هل تتوقع أن تصدق آمال الرئيس جورج بوش بشأن الدولتين خلال السنة الحالية؟ - إنها ليست فقط آمال الرئيس بوش، بل هي تطلعاتنا أيضاً. نحن عندما ذهبنا إلى (المؤتمر الدولي للسلام في) أنابوليس، كنا نريد أن يكون هناك التزام من جانب إسرائيل ومن جانبنا بأن يكون العام 2008 هو عام الحل. نحن الآن نتفاوض مع إسرائيل على أمل أن نصل في 2008 إلى الحل. إذا لم نصل في هذه الفترة، يصبح من الصعب بعد ذلك أن تكون هناك ظروف كالتي نمر بها. نحن نبذل كل الجهد ونعمل كل ما في استطاعتنا من أجل أن نصل إلى حل في 2008. هناك عقبات كثيرة أبرزها استمرار الاستيطان الإسرائيلي، ولا بد من إزالة هذه العقبة. على إسرائيل أن تفهم أنه من دون وقف الاستيطان والتزام «خريطة الطريق» التي تنص على وقفه وإزالة البؤر الاستيطانية وعودة المؤسسات إلى القدس وأمور أخرى، ستبقى العقبات قائمة أمام الحل. > وكيف تقوّم اللقاءات التي تعقدها مع أولمرت؟ - كل اللقاءات تصب في موضوع المفاوضات. لا أستطيع القول إننا وصلنا إلى نتائج ملموسة، هناك لجان شكلت ولقاءات تعقد بين تسيبي ليفني (وزيرة الخارجية) وأبو العلاء (أحمد قريع) ولقاء كل أسبوعين بيني وبين أولمرت. لا أستطيع حتى الآن القول أننا وصلنا إلى نتائج ملموسة. > دفع القدس إلى آخر بنود التفاوض أثار قلقك، هل هو بسبب صعوبات أولمرت مع حكومته؟ - ربما كانت لديه صعوبات مع بعض الأحزاب، لكن هذه الصعوبات لا تهمني ولا تعنيني. ما يعنيني هو أن القدس هي إحدى النقاط الست التي يجب وضعها في سلة واحدة، هي سلة الحل النهائي، ولا مجال لتأجيلها، إذ يجب أن تكون جزءاً من تسوية متكاملة لحل نهائي يشمل القضايا الست وهي القدس والمستوطنات والحدود واللاجئون والمياه والأمن. ولا يمكن تغييب أي نقطة من هذه النقاط. > هناك من يتهمك بالتفريط في حق العودة ما هو ردك؟ - أنا ملتزم بالقرار العربي. أنا ملتزم بالمبادرة العربية التي أقرت في قمة بيروت والتي اعتمدت في القمة الإسلامية في طهران والتزمت بها كل الدول الإسلامية من دون استثناء. هذه المبادرة تقول بإيجاد حل عادل ومتفق عليه لمشكلة اللاجئين حسب القرار 194. هذه المبادرة لم تعد عربية فقط، بل هي أيضاً مبادرة إسلامية. اعتُمدت في قمة طهران، وأكدتها القمم اللاحقة من دون أي تحفظ. > هل تستطيع طمأنة اللبنانيين إلى أن السلطة الفلسطينية لن تضطلع في حل يؤدي إلى توطين الفلسطينيين في لبنان؟ - لن نقبل أبداً بأي حل يؤدي إلى توطين الفلسطينيين في لبنان. لن نقبل بحل يؤدي إلى تغيير ديموغرافي في لبنان. هذا غير مقبول وغير وارد وغير مطروح. لن نقبل حلاً يفرض على لبنان توطين فلسطيني واحد، سنجد حلاً يرضي الفلسطينيين في لبنان ويرضي لبنان. موضوع توطين أي فلسطيني في لبنان مرفوض وغير مطروح. أقول لك ذلك وأنا متأكد وستظهر لك الأيام صحة ما أقول. > قلت لي في حديث سابق إن ثمة مؤشرات على وجود ما لتنظيم «القاعدة» في غزة، ونفت «حماس» مثل هذا الوجود. ماذا تقول اليوم؟ - أنا أعتقد أن «القاعدة» موجودة في الأراضي الفلسطينية. > أين؟ - في غزة. والذي جاء بـ «القاعدة» هو حركة «حماس»، والذي يساعدها على الدخول والخروج بالطرق المعروفة هو حركة «حماس». > هذا كلام خطير. «حماس» تقول إنها السد أمام احتمال تسرب «القاعدة» إلى الأراضي الفلسطينية؟ - «القاعدة» موجودة في غزة، وأعتقد أنهما حلفاء. > هل تقصد أن «حماس» متحالفة مع «القاعدة»؟ - نعم أعتقد ذلك. أعتقد جازماً بوجود «القاعدة» في الأراضي الفلسطينية وأن ذلك الوجود تم بتسهيل من «حماس»، وفي غزة بالتحديد. > ماذا تنتظر من القمة العربية المقررة في دمشق؟ - أمام القمة عقبات كثيرة على ما يبدو. نرجو أن يتم تجاوز هذه العقبات لتعقد القمة في موعدها ومكانها. ما ننتظره كفلسطينيين هو تأكيد لحقوقنا ودعم لموقفنا التفاوضي المبني على أساس الشرعية الدولية والمبادرة العربية واستمرار هذا الدعم حتى نصل إلى حل. > هل يعتبر ذهابك إلى دمشق فرصة للقاء مع «حماس» إذا اعتبرت دمشق القمة فرصة لترميم الوضع الفلسطيني؟ - علاقتنا بسورية غير مرتبطة بعلاقتنا مع «حماس». نحن نلتقي مع السوريين باستمرار. هناك وفود من عندنا تذهب باستمرار إلى دمشق لوضع المسؤولين السوريين في صورة ما يجري. علاقتنا بسورية لا تمر عبر علاقتنا بـ «حماس». يمكن أن نذهب إلى سورية ولا نلتقي «حماس». هذا ممكن جداً. اللقاء مع «حماس» موضوع آخر. > ما هو الوضع المالي للسلطة الفلسطينية حالياً؟ - كانت أنابوليس أكثر من تظاهرة سياسية لنا. نحن أفدنا منها. لم تكن في الأصل أكثر من تجمع لأربع أو خمس دول، ثم أصبحت مؤتمراً بخمسين دولة وهي تظاهرة سياسية للقضية الفلسطينية. وأريد التذكير أن كل الخطابات التي ألقيت في ذلك الوقت ومن جانب كل الدول، إذا تركنا إسرائيل جانباً، أيدت الموقف الفلسطيني. بعدها جئنا إلى باريس التي كانت تظاهرة سياسية واقتصادية، حضرتها تسعون دولة ليست كلها غنية، إنما سعت إلى الحضور لدعم السلطة الوطنية. تكلمت الدول المشاركة بلغة واحدة، من فرنسا (نيكولا) ساركوزي إلى آخر دولة، عن رفض الاستيطان. التزم المشاركون بـ7.7 بليون دولار. بدأت تصلنا بعض نتائج هذه الالتزامات، ونأمل أن تفي كل الدول بالتزاماتها. نحن الآن نسير خطوة خطوة في الموازنة، أي شهراً بعد شهر. ليست لدينا مبالغ لنقول مثلاً إننا بعد ستة أشهر سنصرف رواتب. نتصرف في صورة شهرية، إذا توقف الدعم يمكن أن تتوقف الموازنة الشهرية. > هل تسدد الدول العربية التزاماتها؟ - الدول العربية التي التزمت تسدد، أو نحن في طور الاتفاق معها على كيفية تسديد التزاماتها. رئيس الوزراء (سلام فياض) موجود حالياً في جولة خليجية من أجل هذا الموضوع. > هل لا تزال السعودية صاحبة الموقع الأول في المساعدات؟ - نعم، السعودية لا تزال في طليعة الدول الملتزمة أو المساعدة. > هل لديك مخاوف من أن تمر السنة الحالية من دون حصول حل؟ - في مفاوضات صعبة ووضع معقد كالذي نعيشه، يجب أن لا نستبعد مثل هذا الاحتمال. يجب أن نأخذه في الاعتبار. قد يذهب جورج بوش قبل التوصل إلى حل. وقبله ذهب بيل كلينتون. طبعاً هناك فارق. كلينتون دعا إلى كامب ديفيد في آخر لحظة. بوش أعطى سنة نأمل أن تكون مفيدة، خصوصاً أنه سيعود قريباً إلى المنطقة لمتابعة الموضوع. إذاً لدينا فرصة لا بأس بها. الوقت ليس طويلاً ولكنه ليس معدوماً أو محصوراً بأيام أو أسابيع. نرجو أن تنتهي هذه الفترة بحل، ولكن يجب أن نضع في اعتبارنا أننا قد لا نصل إلى أي حل. > كرئيس فلسطيني هل تعتبر نفسك اليوم مسؤولا عن الفلسطينيين في غزة بقدر ما أنت مسؤول عن الفلسطينيين في الضفة؟ - مئة في المئة، وإليك الدليل على ذلك. ألم يقولوا بعد الانقلاب إننا أدرنا ظهرنا لغزة. الواقع أننا لم نتوقف عن الانفاق في غزة. هناك في غزة 77 ألف موظف، بينما في الضفة هناك 73 ألف موظف. يصرف للاثنين 58 في المئة من الموازنة في غزة و42 في المئة في الضفة. غزة معفاة من كل الضرائب والرسوم، لا تدفع شيئاً. ليس السبب عدد السكان، غزة ثلث الشعب الفلسطيني والثلثان في الضفة. لكن وضع أهل غزة أكثر فقراً وحاجة وهذا ما يجعلنا نميزها. > حين تفكر في ما حصل في غزة، هل تنظر إليه كقرار اتخذته قيادة «حماس» أم أنه كان جزءاً من وضع إقليمي؟ - لا أدري إن كان جزءاً من قرار إقليمي. ما أعرفه هو أن خالد مشعل قال نحن فكرنا واضطررنا إلى اتخاذ هذه الإجراءات. إذا كان يفكر في هذا الأمر على رغم أنني نبهته عبر الهاتف أكثر من مرة وقلت له: إياكم أن ترتكبوا مثل هذه الحماقة لأنها ستقسم الشعب وتنهي أحلامه، لكنه فعلها. هل كانت بقرار من المكتب السياسي أم بقرار إقليمي لا أعرف، ولا أريد أن أذهب في التحليل أكثر مما يجب. > تترافق زيارتكم إلى مصر مع اجتماع تعقده «مؤسسة ياسر عرفات»، هل تفتقد عرفات في هذه الأيام وحين حدث ما حدث في غزة؟ - بصراحة، نحن نفتقد ياسر عرفات دائماً. ياسر عرفات ليس إنساناً عادياً مر مرور الكرام. رجل أسس وبدأ واستمر يقود على مدى أربعين عاماً، بصماته في كل مكان. لابد من أن نتذكره وأن نفتقده. > هل أدت وفاة الإمام المؤيد لـ «حماس» (مجد البرغوثي) في أحد سجون السلطة إلى مشكلة كبرى؟ - النائب العام والطبيب الشرعي أكدا أن الرجل كان مريضاً في القلب والدليل أنه كان نقل إلى المستشفى قبل بضعة أيام من وفاته. القضية هي على هذا النحو. كونه من «حماس» انطلقت الاتهامات. نحن نقول رحمة الله عليه، فهو في النهاية واحد من أولادنا، من أبناء الشعب الفلسطيني، فالخلاف في الرأي أو السياسة طبيعي. تأثرنا بما حدث وكنا نتمنى أن لا يحصل. > نفت «حماس» ما أعلنته سابقاً عن أنها خططت لاغتيالك، ماذا تقول اليوم؟ - وهل كنت تتوقع منها أن تعترف؟ خططت «حماس» مرتين لاغتيالي، بزرع متفجرتين الأولى تحت منزلي ولا يزال الخندق موجوداً حتى الآن، وأعرف الآن ماذا يفعلون به والثانية على طريق صلاح الدين، وبث التلفزيون شريطاً يظهر وعلى لسان من زرعوها وعلى صدورهم علامات «حماس» أن المتفجرة تستهدف أبو مازن. كان يفترض على الاقل التحقيق مع هؤلاء المعروفين بالأسماء حتى لو أرادوا نفي ذلك. أنا متأكد من أن «حماس» زرعت المتفجرات مرتين لاغتيالي. > وما أعلنته «حماس» عن خطة لاغتيال (رئيس الوزراء المُقال) إسماعيل هنية؟ - هذا نوع من الهراء الغرض منه إطلاق الاتهامات. أنا لا يمكن أن أسمح، وعلى رغم كل جرائم «حماس»، أن يستخدم السلاح. لم أحارب «حماس»، ولو أردت أن أحاربها بالسلاح لما تركت الأجهزة الأمنية في الوضع الذي سمح لـ «حماس» بالتغلب عليها. لذلك لن أسمح إطلاقاً لا باغتيالات ولا بعمليات عسكرية في غزة أو في غيرها ما دمت حياً. > هل يمكن أن تفاجئك «حماس» بعمل في الضفة على غرار ما حصل في غزة؟ - إذا أحبت أهلاً وسهلاً. هذه المرة لن يكون الأمر سهلاً إطلاقاً. بعد التجربة في غزة، أنا لا أسمح بازدواجية السلاح. في الضفة لا يسمح لأي شخص من «فتح» أو «حماس» أن يكون لديه سلاح. وقصة أن هذا السلاح للمقاومة أكذوبة كبيرة لا تنطلي على أحد. |