|
لا ظلَّ للضوء
نشر بتاريخ: 20/11/2018 ( آخر تحديث: 20/11/2018 الساعة: 17:03 )
الكاتب: المتوكل طه
قصيدة جديدة في عيد المولد النبويّ الشريف
ضاعوا بلا رايةٍ .. ضَلّوا بلا قَبَسِ حتى تجلّى لهم نوراً من الغَلَسِ الشافِعُ الكاملُ المنصورُ مَن خَرجَتْ به البَريّةُ من بريَّةِ الدَّنَسِ الكَنْزُ والنِسبةُ العلياءُ، قد جُمِعَتْ لهُ القواميسُ مِن طُهرٍ ومِن قُدُسِ الحَقُّ والصادقُ الهادي وأولُ مَن يخطو إلى جنَّةِ الرَّضوانِ والكُنُسِ والخاتَمُ الشاكرُ الدَّاعي إلى أُفُقٍ من الشُموسِ بلا ظُلمٍ ولا وَكَسِ يُحبُّهُ الدربُ والغيماتُ فاردةٌ عليه أثوابَها كالظبيِ في الخُنُسِ يكادُ مِن حُسْنِهِ أنْ لا يُرى قمرٌ وفي سجاياهُ إنطاقٌ لِذي خَرَسِ ويحتفي العُشْبُ خَلفَ الرَّكْبِ مِن فَرَحٍ وتَشهقُ الزَّهرةُ البيضاءُ في المَلَسِ وإنْ مشى قامت الدُّنيا لهُ جَذَلاً جَلَّتْ ملائكةُ الرحمنِ مِن حَرَسِ ! لا ظِلَّ للضوءِ إنْ تسري به قَدَمٌ، ولا ينامُ فُؤادُ الذِّكْرِ بالنَّعَسِ مَجامِعُ الكَلِمِ المصقولِ إنْ نُثِرتْ جواهرٌ من لسانٍ طاهرٍ سَلِسِ يُسَلّمُ الغصنُ .. والأحجارُ ذاكرةٌ .. فَذِكْرُهُ العَذبُ عطرٌ غيرُ مُحْتَبِسِ يُقابلُ الليلَ وَضَّاءً بأنْجُمِهِ ويُطْلِقُ السَعْدَ والإشْراقَ في العَبَسِ دنا، تدلّى، وما زاغتْ بصيرَتُهُ وكانَ قابَ .. كأنَّ الرُّوحَ في الحَدَسِ أعطاهُ خمساً وأعلى شأنَه كَرَماً فالنصرُ بالرُّعبِ غيرُ النَصرِ بالفَرَسِ والأرضُ مَسْجِدُهُ والغُنْمُ حُقَّ لهُ وهو المُبَشِّرُ يمحو حَمْأَةَ الدَّلَسِ وقد تشرَّفَ إذْ باللهِ نُقْرِنُهُ عندَ التَشَهُّدِ والإقرارِ بالأُسُسِ فمَن أطاعَ رسولَ العالمينَ نجا من رِبْقةِ الذلِّ أو من وَهْدَةِ الهَوَسِ لكنّني بحبيبِ اللهِ مُتَّصلٌ فكيف أزعم أنّي غيرُ مؤتَنَسِ آنستُ نورَكَ في عصرِ الضلالِ هُدىً فلن أُراعَ بِغولِ الفتنةِ الشَرسِ واسمُ النبيِّ على عَرْشِ الإله فهل يطالعُ النورَ غيرُ العارِفِ الّلعِسِ وهو المُرادُ خليلاً لا شبيهَ له يُقدِّمُ الصَّحبَ ، إكراماً ، على الوَنَسِ واسمُ النبيِّ إذا ما طافَ في أُفُقٍ أحيا البلادَ وإنْ كانت بذي دَرَسِ حتى الذين قَسوْا.. لاذوا به .. فَنَجوْا فهو الشفيعُ الذي يُنْجي من الفَلَسِ يا مَن سينشقُّ وجهُ الأرضِ عن جسدٍ يفوحُ طِيباً على الآفاقِ والوَرَسِ أهدى لأُمَّتِه القُرآنَ .. فانبجستْ من الضلوعِ مياهُ الفَتحِ في اليَبَسِ تَهابهُ جَمرةُ الرّمضاءِ إنْ بَرَقَتْ وينحني في الوَغى مَن كانَ ذا مَرَسِ هوى بمِطْرَقةِ التوحيدِ فانحَطمَتْ أقْفالُ شِرْكٍ من الأحجارِ والنُّحُسِ أدّى الرِسالةَ فانجابَ الظلامُ به وحرَّرالحُبَّ مِن سجنِ الأسى اليَئِسِ أَيجحدونَ به عِلماً وقد شَهِدَتْ له المَنابعُ في الأنهارِ بالبَجَسِ فكيف يُخفي أذانَ النورِ، في حَسدٍ ، مَن صاحَ في البُوقِ أو مَن دقَّ بالجَرَسِ ؟! أنتَ الحبيبُ فلا الأزمانُ تفصلنا ولا المسافاتُ أو جيشٌ من العَسَسِ يا سيّدي ! أَنا مِن مَسْراكَ مُلْتَمِسٌ وَجهَ السماءِ ، وخيرُ الخَلْقِ مُلْتَمَسِي بي من جراحاتِ شَعبي نَوْحُ مِئذَنةٍ وحزنُ مليونِ مذبوحٍ بأَندَلُسِ ناجون في حبِّ خيرِ الخَلق مِن خَوَرٍ ومن هَوانٍ ومن عجزٍ ومن نَجَسِ عليكَ منّي صلاةُ اللهِ ما طلعتْ شمسٌ على الخَلْقِ من جانٍ ومن أَنَسِ وما تذاكَرَ عُشّاقٌ على وَلَهٍ إلّا وذِكْرُكَ بين النَّبضِ والنَّفَسِ |