|
لهذا السبب يخشى الإنجيليون "صفقة القرن"
نشر بتاريخ: 27/11/2018 ( آخر تحديث: 28/11/2018 الساعة: 09:06 )
بيت لحم- معا- من المتوقع أن تثير خطة ترامب للسلام في منطقة الشرق الأوسط، التي تعرف بـ"صفقة القرن"، نقاشات حادة لدى الإنجيليين الأمريكيين، وهم الأكثر دعما لإسرائيل في الولايات المتحدة، ويحظون بنفوذ واسع داخل الولايات المتحدة.
وكان الإنجيليون الأمريكيون قد رحبوا بقوة بقرار ترامب نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب الى القدس، واعتراف واشنطن بالقدس على أنها عاصمة إسرائيل، بالإضافة الى تأييدهم قرار ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران. والإنجيليون الأمريكيون الذين يشكلون نحو 25% من سكان الولايات المتحدة، الأكثر دعما لإسرائيل، يحظون بنفوذ واسع داخل الولايات المتحدة، كما أن أي قرار يتخذونه على المستوى السياسي بإمكانه أن يؤثر على ملايين الناخبين في الولايات المتحدة، الأمر الذي يمنحهم القوة والنفوذ السياسي في هذا البلد. ومنذ صعود ترامب الى الحكم قبل أكثر من سنتين، يرحب الإنجيليون باستمرار بالخطوات الأمريكية الداعمة لإسرائيل، ويرون بأنها "صادقة ومتكاملة". إلا أن العلاقة بين الإنجيليين وترامب قد توضع أمام مفترق طرق عندما يعلن ترامب عن "صفقة القرن"، وخصوصا إذا ما تضمنت الصفقة مطالبة إسرائيل بتقديم تنازلات، فإن ذلك قد يثير نقاشا واسعا في صفوف الإنجيليين الأمريكيين، وقد يدفعهم الى انتقاد تلك المبادرة، وخصوصا إذا ما لاقت الخطة الأمريكية معارضة إسرائيلية. ويرى البروفيسور دريل بوك، المتخصص في شؤون الإنجيليين الأمريكيين، أن داخل الكنيسة الإنجيلية ثمة تيارات متعددة بكل ما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل، مشيرا الى أن ما بين 70% إلى 80% من الإنجيليين الأمريكيين يدعمون إسرائيل بقوة، فيما يوجد تيار أقلية داخل الكنيسة ونسبتهم تتراوح بين 20% الى 30% ينتقدون بعض السياسيات الإسرائيلية. وفيما لم يطرح ترامب بعد خطته للسلام في الشرق الأوسط، إلا أن أي مطالبة لإسرائيل بتقديم تنازلات للفلسطينيين، ستثير نقاشا حادا في صفوف الإنجيليين، وفق بوك، وأي موقف سيتخذه الانجيليون سيؤثر على موقف ملايين الأمريكيين وفق البروفيسور دريل بوك. وفي استطلاع رأي واسع أجري العام الماضي في الولايات المتحدة، أظهر أنه ورغم استمرار الدعم المطلق من قبل الإنجيليين لإسرائيل، فإن الأجيال الناشئة في الولايات المتحدة لم يعد لديها الولاء المطلق لإسرائيل، وأن هذه الاجيال تؤمن أكثر بضرورة تحسين الأوضاع المعيشية لدى الفلسطينيين. البروفيسور دريل بوك، أكد أن "الأغلبية المطلقة من الإنجيليين الداعمة لإسرائيل، يتوقع أن يكونوا منفتحين على صفقة القرن التي سيطرحها ترامب بحال نجح بتسويقها بالشكل الصحيح"، مشيرا الى أنه في صفوف الإنجيليين هناك نسبة كبيرة من الرافضين بشكل مطلق لفكرة تقديم أي تنازلات من قبل إسرائيل للفلسطينيين من منطلقات دينية، لأنهم يؤمنون بأحقية إسرائيل للسيطرة على الأراضي الفلسطينية ويمنع على إسرائيل تقديم أي تنازل للفلسطينيين، فيما توجد نسبة أخرى منفتحة على أي اتفاق رغم دعمهم الواسع لإسرائيل من منطلق إيمانهم بأنه حان الوقت لفعل أي شيء لصالح الفلسطينيين. ويرى بوك أن إقناع الإنجيليين بدعم صفقة القرن، يمكن أن يكون فقط من خلال دعم واسع من العالم العربي لخطة السلام الأمريكية، بحيث يرى الإنجيليون أن أي صفقة ستجلب السلام والأمن لإسرائيل، وستؤدي الى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، وتغيير موقف الشعوب العربية من إسرائيل، فإن "ذلك بالطبع سيساعد". |