|
إلى يافا
نشر بتاريخ: 06/12/2018 ( آخر تحديث: 06/12/2018 الساعة: 12:43 )
بقلم: الطالبة مجد طميزه
أعطني بعض الوقت لا أكثر أحول مرارة الموت إلى سكر وأقنع أطفالي بأني إلى جانبهم ومع صغيرهم حتى يكبر وأودع زوجتي وأعوضها عن مرارة الحرمان بالعنبر وأودع مع أصدقائي سلاحي كتذكار لصديق عمَر وأصلي لله وأستغفر لذنبي لعله يغفر وأتبرع بفانوسي الصغير لعله يضيء لطفل طريقه على سطح دفتر وأعطي كوفيتي وبعض كتبي لمراهق ليعي معنى الحرية أكثر وأصنع من سنين عمري كتابا واسميه تذكر واسلم على جدي بباب العامود وأقبل يديه لعلي من خطاياي أتطهر وأركع لله شكرا في الأقصى الأكبر وأهدي لبحر حيفا غصن زيتون وبعض الزعتر وهل يشفى القلب من جرح يافا الله أكبر ! كل ما أحتاج بعض الوقت لا أكثر أغني قصيدتين وأسجي قصتين وأخبئ أشعار الشتاء وأحتسي فنجان قهوتي الأخير وأقبل كل جزء في وطني الأسير وأذيع الحب عبر الأثير كل ما أحتاج بعض الوقت لا أكثر أشرح معادلة الموت لأطفالي وأطبب جرحهم بذكريات الماضي وأزرع فيهم الثقة بلا تعالي وأنادي جروحي سلاما طالما جمعت فيك آلامي ما عاد يكفي الوقت لأكمل ما تبقى من آمالي وداعا لكل آهاتي لك المجد في العلا وسلاما لمن عاليا ارتقى كل ما احتاج بعض الوقت لا أكثر لأعانق ابنتاي أكثر وأوصي ابني الأكبر لا تحزنوا أنا الآن في حضرة الرحمن ذي العفو والغفران أبواب الفردوس تهلي بمقدمي وتناديني المغفرة أهلا هل تسمعي ؟ يافا لا تحزني كوني كما عهدتك قوية وقفي بوجه الألم وكوني على الدمع عصية لن أقول أكثر فأنا أعلم أنني ربيت ابنة لن تكسر يافا كل ما اشتقت لي يا ابنتي العزيزة طالعي السماء البعيدة فأنا هناك بين النجوم حر كالغيوم أراقب نجاحاتك بين السطور وأتوالى مع الفصول في زهر الشتاء تجديني وبسمة على شفاه الأطفال تحيني وشعر على ورقة شاعر تقرئيني وأيقونة على جدار قلبك تحفظيني ورملا على شاطئ الأمل تنثريني أنا معك مهما ابتعدت كوني ضوء المساء الأول وعطر الورد الأجمل كوني أطهر آية ترتل كوني وترا يلامس كل القضايا كوني لحن البداية وشارة النهاية كوني يافا كما أنتي سنلتقي بأذن الله وسنحيا بلا هموم الحياة هناك حيث لا ظلم ولا جوع عند من لا تضيع لديه الأجور لن أقول وداعا يا ابنتي بل إلى لقاء قريب |