|
إلى أين تقود عملية "درع الشمال" المنطقة؟
نشر بتاريخ: 08/12/2018 ( آخر تحديث: 09/12/2018 الساعة: 09:50 )
بيت لحم- معا- تقرير أحمد القرنة- تتواصل التهديدات الاسرائيلية بشن حرب شاملة ضد حزب الله في لبنان، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، إطلاق عملية "درع الشمال"، مدعيا أن الهدف منها هو تدمير الانفاق التي اقامها حزب الله خلال الأعوام الماضية من داخل لبنان باتجاه الأراضي التي تحتلها إسرائيل، في حين تواصل الدبلوماسية الاسرائيلية حشد تأييد المجتمع الدولي، لهذه العملية التي لا أحد يتكهن بنتائجها.
الكاتب والخبير في الشؤون الاسرائيلية عادل شديد، قال لـ معا: ان مجموعة من العوامل قد تقود نتنياهو الى هذ الحرب، مشيرا الى ان الجبهة الداخلية في اسرائيل لم تعد تثق بقدرات الجيش الاسرائيلي، اضافة الى وضع الحكومة الاسرائيلية وما يلحق نتنياهو من ملاحقة ضد قضايا الفساد، كما ان اسرائيل تسعى لاستغلال الاوضاع الحالية في لبنان والخلافات التي حالت دون تشكيل حكومة لبنانية لعزل حزب الله والانفرد به، اضافة الى العوامل الاقليمية. واضاف، ان كل هذه العوامل واقتراب رحيل نتياهو من وزارة الجيش، قد تجلعه يشن حربا يريد منها اشعار الاسرائيليين بانه قد حقق انجازا، متوقِّعا ان تقود اسرائيل مواجهة شاملة مع لبنان، وفي الوقت ذاته فإن اسرائيل ومن خلال التواصل مع الحكومة اللبنانية لا تسعى الى التحريض ضد حزب الله فقط، بل ايصال رسالة بأن مقرات الحكومة وكل المناطق اللبنانية ستكون هدفا لجيش الاحتلال، اضافة الى تدمير النبية التحتية في لبنان، وهو ما يسعى إليه رئيس حكومة الاحتلال للظهور بثوب المنتصر في ايام حكومته الاخيرة. ورأى شديد ان عملية "درع الشمال" لن تنجي نتيناهو من قضايا الفساد التي يحاكم بسببها في اسرائيل، ولكنها قد تؤجلها بشكل مؤقت لحين الانتهاء من هذه الجولة. من جابنه، توقع الخبير العسكري واصف عريقات في حديث لوكالة معا، ان اسرائيل قد تتجه لقصف عدة مواقع داخل لبنان وسوريا، ما سيقود الى مواجهة شاملة، مضيفا ان هذه الجولة من التصعيد ستكون بشكل متدحرج بضربات متبادلة بين حزب الله واسرائيل قد تقود في نهاية المطاف الى تلك المواجهة الشاملة. ورأى عريقات أن السبب الرئيس في هذه المواجهة هو امتلاك حزب الله للاسلحة المتطورة وليس السبب الاساسي هو الانفاق، مضيفا أن حزب الله سيفاجئ اسرائيل في هذه الحرب بقصف العمق الاسرائيلي، كما اكد ان اسرائيل تستطيع بدء هذه الجولة لكنها لا تستطيع التحكم في نهايتها. واشار عريقات الى احتمالية التدخل السوري والايراني في هذه المواجهة اما من خلال المواجهة المباشرة او عبر تزويد حزب الله بالاسلحة. هذا وتمارس اسرائيل ضغط دوليا على لبنان من خلال تقديم أدلة للمجتمع الدولي على انتهاكه القرار 1701 المبرم عقب انتهاء حرب 2006 بين الحزب واسرائيل. واشترطت إسرائيل بأن تتعامل الحكومة اللبنانية مع الأنفاق من خلال اكتشافها وتدميرها بنفسها قبل ان يتدخل جيشها للقيام بذلك. |