|
محاضرة في جامعة بيرزيت حول المجازر الاسرائيلية وأثرها في تهجير وتشريد الفلسطينيين
نشر بتاريخ: 28/02/2008 ( آخر تحديث: 28/02/2008 الساعة: 18:15 )
بيرزيت-معا- عقد برنامج المحاضرات العامة في جامعة بيرزيت يوم الأربعاء 27شباط 2008، محاضرة بعنوان: "في الذكرى الستين للنكبة: المجازر الصهيونية وأثرها في تهجير وتشريد الفلسطينيين"، والتي ألقاها أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت د.صالح عبد الجواد.
وقدمت الدراسة التي أعدها د.عبد الجواد تعداداً موثقاً لما يقارب من سبعين مذبحة ارتكبتها القوات الصهيونية ضد الفلسطينيين خلال ما يصطلح عليها حرب 1948، حيث استندت هذه الدراسة على تجميع وتحقيق مئات المصادر العديدة والمتنوعة، المتطابقة والمتضاربة، الفلسطينية والعربية، الإسرائيلية والغربية، الأولية والثانوية، المكتوبة والشفوية. بعضها معروف ومنشور، وبعضها لم يعرف أو يستخدم من قبل. وأوضح د. عبد الجواد أن حرب 1948 تختلف عن كثير من الحروب الشاملة من ناحيتين: الأولى كونها حرب غير متكافئة خطط لها وفرضها طرف واحد، وهو مجتمع صهيوني متفوق في قوى إنتاجه ومدعوم من قبل قوى امبريالية كانت ترى فيه رأس حربة وجسر لمصالحها في الوطن العربي، فهيئته ليشن عدوانه ضد مجتمع شبه أعزل حُرم من أسباب التنظيم والإعداد والقيادة. وثانياً لأن هدف هذا العدوان لم يكن فقط إنزال الهزيمة بالخصم تحقيقاً لأهداف سياسية( كلاوزفيتز)، وإنما تدمير الفلسطينيين ليس ككيان سياسي فحسب (الدولة الفلسطينية المقترحة) وإنما كمجتمع قائم بهدف اقتلاعه عن وطنه وأرضه "للأبد" بهدف حلول المجتمع اليهودي الصهيوني محله . ووجد د.عبد الجواد أن هناك تحفظين على استخدام مصطلح "حرب 1948" لوصف ما جرى من نكبة للفلسطينيين. الأول: حول مصطلح الحرب، فهذا المصطلح الذي يشير إلى مواجهة عسكرية (متكافئة أو شبه متكافئة) بين طرفين، لا يعبر عن حقيقة ما جرى ( وما يجري) كمشروع تدمير شامل للمجتمع الفلسطيني نفذ عام 1948 من خلال حرب شاملة كانت المذابح أداة رئيسية فيها تنفيذها. والمذابح بطبيعتها وتعريفها تتضمن غالباً عنصر اللاتكافؤ المطلق لموازين القوى، وهو ما يسمح للطرف القاتل بالإجهاز على الضحية دون تعرضه نفسه لأي خطر جسماني. مشيراً إلى التحفظ الثاني الذي يتعلق بالتحديد الزمني (1948). "فالحرب" بدأت كمناوشات في كانون أول 1947 والسيطرة على معظم النقب لم تستكمل سوى في آذار/مارس 1949، واتفاقيات الهدنة متعددة الأطراف لم يوقع آخرها إلا في صيف عام 1949. كما أن التطهير العرقي وهو السمة الرئيسية لهذه الحرب، استمر بعد ذلك بعدة سنوات. وقد انطلقت أطروحة هذه الدراسة من أن المذابح كانت السبب الرئيسي للرحيل وليس أن الفلسطينيين شعب جبان عاث في عقله وسواس الإشاعات المضخمة، بل لأن عشرات المذابح ارتكبت في إطار حرب نفسية ضارية. أما الشق الثاني من الأطروحة فيدعي دراسة دوافع المجازر، ونطاقها، وتوقيتها، وانضباطها، ونمط المذابح مرتبط في كليّته وشموليته بمنطق واضح ومحدد يشير فقط لما جرى كعملية تطهير عرقي حدثت كنتيجة طبيعية "للحرب" ( حرب أهلية طاحنة بين مجتمعين تحولت لاحقاً إلى حرب بين جيوش) وإنما كنتيجة لوجود خطة يقف من وراءها عقل مركزي مدبر، حتى دون الحاجة للرجوع للإثبات القاطع الذي تتيحه الوثائق المتعلقة بهذه السياسة المركزية. وتلا المحاضرة تعقيب من منسق برنامج المحاضرات العامة د. كمال عبد الفتاح وأستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأستاذ سميح حمودة. |