|
"ابن الرطوبة" مذاق يستحق العناء
نشر بتاريخ: 10/12/2018 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
سلفيت- معا- "ابن الرطوبة" أو "الفقع" يبدأ بالنمو مع بداية فصل الشتاء، بعد حدوث البرق والرعد المصاحب للعواصف المطرية، التي تخلف رطوبة تتيح لأنواع مختلفة من الفطريات للنمو، بعضها نافع، يستهوي المواطنين.
مواطنو سلفيت يسلكون طرقا وعرة لمسافات طويلة، تستغرق اليوم بأكمله، بحثا عن الفقع والذي ينبت في ظل ظروف بيئية معينة، ليجدوا متعتهم عند جمع النبتة، فيتفننوا في طهيها بطرق مختلفة. المواطن وجدي منصور (30 عاما) يواصل بحثه عن الفقع بشكل يومي، قال: "تعتمد كميات الفقع على الأمطار والرعد، وموسمه يبدأ مع بداية فصل الشتاء وقبل فترة المربعانية، وينبت الفقع تحت الأشجار، كالسريس، والقنديل، والبطم والبلوط". وأضاف، "منذ أن كان عمري 15 عاما، كنا نذهب الى الجبال والوديان، بعد الانتهاء من الدوام المدرسي، من أجل جمع الفقع، وبقيت أتابع قطفه كل عام، وأصبحت خبرتي كبيرة في ذلك، وأعتبره مصدر رزق بداية موسم المطر، وهناك أنواع منه السام ويعرف بأبو خمل، ولونه يميل للون الاصفر، ومنه اللون الأحمر، وغير السام، ما يعرف بالشوا والبياضي، ويميل لونه الى البياض، وعليه إقبال شديد من المواطنين". ويضيف وجدي لـ معا قائلا: "يعتمد كثرة إنتاج الفقع على كمية الامطار والرعد، ففي موسمه أجمع ما يقارب 300 كيلو، وما قمت بجمعه لغاية اليوم أكثر من 150 كيلو، ويتراوح سعر الكيلو ما بين 25- 30 شيقلا، ونتمنى أن يستمر سقوط الأمطار التي يرافقها الرعد، من أجل جمع المزيد منه". وعن الصعوبات التي تواجه قاطفيه يستكمل وجدي: "نواجه صعوبات كثيرة، السير في طرق متعرجة، إضافة الى الخوف من الحيوانات البرية، علاوة على ذلك الخوف من إعتداءات المستوطنين الذين يسيطرون في مختلف المناطق الجبلية في محافظة سلفيت". المواطنة آمنه منصور (49 عاما) من بلدة دير استيا تقول لـ معا: منذ صغري وأنا أقطف الفقع، فكان والداي يصطحباني معهما الى المناطق الجبلية المختلفة، مثل واد قانا، وكفل حارس وياسوف واسكاكا، وبروقين، وكفر الديك، من أجل جمع ثماره، واستمريت بذلك بعد الزواج، فأصبحت أرافق زوجي الى الخلاء لجمعه عند بداية موسم الشتاء، ونقوم بجمعه لبيعه، ولإعداد وجبات الطعام للعائلة. وعن إعداد الوجبات منه تضيف آمنة: "أقوم بتنظيفه من التراب والشوائب، ثم تقطيعه وغسله، وبعد ذلك أقوم بقليه مع البصل والبندورة، وأعد معه صواني الدجاج، وفي جميع حالاته له مذاقه الشهي". المنهدسة في مديرية وزارة الزراعة في سلفيت ميساء معكوسة، تتحدث عن البيئة التي ينمو فيها الفقع قائلة: "ينمو الفقع في المناطق التي فيها نسبة الرطوبة العالية، خاصة تحت الصخور، والاشجار الكبيرة كالخروب، لأن المنطقه تكون مظللة، وكذلك مع تساقط أوراق الشجر على الأرض مما يهيء الظروف لنموه، كذلك الرعد والبرق يزيد من تحفيز نمو الثمار لدرجة كبيرة، لأنه ضوء غير مباشر، ويستمر موسمه من شهرين الى ثلاثة أشهر". |