|
حرب الاطفال - تلفزيون اسرائيل يعرض بضاعته من الجرحى - فضائية الاقصى تعرض الشهداء وتلفزيون فلسطين يحذر من انهيار الواقع
نشر بتاريخ: 28/02/2008 ( آخر تحديث: 28/02/2008 الساعة: 21:04 )
بيت لحم - حصريا معا - بينما تجري حرب حقيقية بين حماس واسرائيل حول قطاع غزة ، بالصواريخ والمدافع والطائرات ، تجري حرب من نوع اخر وهي حرب الاطفال في وسائل الاعلام.
المحلل الاستراتيجي الاسرائيلي زئيف شيف ( توفي قبل عام ) كان كتب في بداية 2001 اي بالتزامن مع انطلاق انتفاضة الاقصى واستشهاد الطفل محمد الدرة " ان هناك مدفعية في هذه المعركة وهي مدفعية الاعلام ويبدو انها بيد الفلسطينيين وليس بيد اسرائيل " .وكأنه اراد ان يحسد حينها الفلسطينيين لانهم خسروا طفلا مثل محمد الدرة !! اما اليوم وبعد مضي 8 سنوات على هذا الحديث ، فيبدو ان اسرائيل دفعت بكل مدفعياتها الاعلامية في الحرب ، مقالات ، عناوين ، كاريكاتير ، والاهم صور الاطفال . ومنذ ايام تفرد الصحف العبرية الرئيسية ووسائل الاعلام المرئية مساحات واسعة جدا لصور الاطفال وهم يبكون وتكتب تحتها حرفيا ( صور تمزق نياط القلب ) . وبالمقابل تنشر وسائل الاعلام الفلسطينية وبينها وكالة معا صور الاطفال القتلى والجوعى والباكين على مساحات واسعة وكأن الحرب انتقلت بشكل غير مقصود لتصبح بهذا الشكل . تلفزيون اسرائيل اجرى مقابلات متلفزة مع اطفال اصابهم او روعهم صاروخ قسام ، فيما فضائية الاقصى تبث اغان وصور تستلهم العذاب وتضرب شرايين القلب حزنا فيبكي حتى الحجر . فضائية الاقصى تنشر صور اشلاء الاطفال الذين استشهدوا على شاشتها وتطلب ضمير العالم ان يتدخل . تلفزيون فلسطين بدوره فتح موجات على الهواء لما يحدث في قطاع غزة وبدا واضحا ان حركة فتح تصعد بشكل قوي من مواقفها ضد اسرائيل بل ان الناطقين بلسان فتح وم ت ف حذروا اسرائيل من مغبة ما تفعله لا سيما قتل الاطفال . وفيما كانت الطائرات تواصل قصفها للقطاع وتوقع العديد من الشهداء والجرحى كان المشاهدون والمطالعون لوسائل الاعلام يستشعرون انهيار الواقع الهش . طفل سديروت الجريح ، وطفل غزة الشهيد وطفل رام الله الفاقد للطفولة ، ثلاثة اشباه لا يشبهون بعضهم ابدأ . |