|
رام الله على خط النار
نشر بتاريخ: 13/12/2018 ( آخر تحديث: 13/12/2018 الساعة: 23:28 )
رام الله - معا – تقرير فراس طنينة- في أعقاب العملية التي نفذها فلسطينيون، صباح اليوم الخميس، شرق مدينة البيرة، وأدت إلى مقتل 3 جنود، وإصابة جندي بجراح حرجة، اجتاحت قوات الاحتلال أجزاء واسعة من منطقة شرق البيرة، وأعدمت مواطن ستيني بدم بارد.
وقال شهود عيان إن جنود الاحتلال فتحوا نيارنهم بكثافة على المواطن حمدان توفيق العارضة، من بلدة عرابة قضاء جنين، وأعدموه بدم بارد، وتركوه ينزف حتى فارق الحياة. وانزلقت مركبة المواطن الستيني الذي كان عائداً إلى مصنعه المختص بالألمنيوم، حين فوجئ بمجموعة جنود، ينصبون حاجزاً في المنطقة الصناعية للبيرة، فحاول الابتعاد عن الجنود، ليفتح الجنود النار عليه، ثم سحبوه من المركبة، ووضعوه داخل "بركس" وتركوه ينزف إلى أن فارق الحياة، كما اعتدى الجنود على ضباط إسعاف الهلال الأحمر الذين حاولوا الوصول له لإسعافه. ودارت مواجهات عنيفة في أكثر من موقع في مدينة البيرة، حيث أصيب 6 مواطنين بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، كما اعتقل جنود الاحتلال 3 شبان وفتى وفتاة، خلال المواجهات العنيفة، التي اندلعت عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، وفي أكثر من مكان في المنطقة الصناعية. واجتاحت القوات الخاصة المنطقة الشرقية لمدينة البيرة، واقتحمت القوات الخاصة المنازل، وأخضعتها للتفتيش الدقيق، والتدقيق في بطاقات الهوية للمواطنين، بحثاً عن منفذ العملية، التي يرجح جيش الاحتلال أن يكون قد انسحب إليها. وفي تفاصيل العملية، فإن مسلحاً أو أكثر ترجل من مركبته وأطلق النيران على 4 جنود كانوا يقفون عند مدخل مستوطنة "غفعات آساف" المقامة على أراضي المواطنين في البيرة، فقتل 3 وأصاب رابع، ثم استولى على سلاح الجنود، وانسحب من المكان باتجاه المنطقة الصناعية من البيرة. وفي وقت لاحق، أعلن جيش الاحتلال عن فرض حصار شامل على مدن البيرة ورام الله وبيتونيا، في أعقاب العملية، ونصبت قوات الاحتلال عشرات الحواجز العسكرية، فمنعت المواطنين من الخروج والدخول من وإلى المدن الثلاث. كما دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات كبيرة إلى مدينة البيرة، للبحث عن منفذي العملية. وأصيب شابان بالرصاص الحي، وثلاثة آخرين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بحالات الاختناق الشديد، خلال المواجهات العنيفة التي لا تزال مندلعة في ضاحيتي البالوع والمنطقة الصناعية، بين الشبان وقوات الاحتلال. واعتقلت قوات الاحتلال في المنطقة الصناعية خمسة مواطنين، بينهم فتاة وفتى، خلال عمليات الدهم والتفتيش التي تقوم فيها قوات خاصة من جيش الاحتلال في المنطقة. واندلعت مواجهات بالقرب من حاجز المحكمة، المدخل الشمالي لمدينة البيرة بين عشرات الشبان والفتية وبين قوات الاحتلال التي أطلقت قنابل الغاز والرصاص المعدني المغلف بالمطاط نحو الشبان. كما اندلعت مواجهات أخرى في ضاحية المنطقة الصناعية، حيث انتشرت قوات الاحتلال بكثافة غير عادية، ونصبوا حواجز طيارة على جميع المداخل المؤدية إلى المنطقة الشرقية من المنطقة الصناعية، ومنعت تحرك المواطنين. ويقتحم جنود الاحتلال منازل المواطنين، ويقومون بأعمال البحث والتفتيش والتدقيق، في إطار ملاحقة جيش الاحتلال لمنفذ العملية التي وقعت صباحاً. وشهد اليوم هجمات متعددة نفذها المستوطنون بمرافقة وحماية جيش الاحتلال على المواطنين، حيث هاجم المستوطنون مركبات المواطنين التي كانت تمر على الشارع الموازي لقرية بيتين، وهشموا زجاج المركبات، وهاجموا أيضاً مركبات المواطنين قرب مستوطنة "عوفرا" المقامة على أراضي بلدة سلواد شرق رام الله. كما اختطفت قوات إسرائيلية خاصة "مستعربون"، 3 مواطنين في منطقة عيون الحرامية شمال رام الله. وأكدت مصادر لمراسل معا أن مستعربين اعترضوا سيارة تحمل لوحة تسجيل فلسطينية في شارع عيون الحرامية واختطفوا من فيها وهم ثلاثة شبان. من جانب آخر، حمل المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود الحكومة الاسرائيلية المسؤولية عن اراقة دماء المواطنين وعن التصعيد الخطير الذي تقوده ضد ابناء شعبنا وقيادته ومقدساته وأرضه وممتلكاته. وجدد المتحدث الرسمي مطالبة المجتمع الدولي بتوفير حماية دولية لابناء الشعب الفلسطيني، والعمل الجاد والعاجل على وقف اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين. وشدد المتحدث الرسمي على ان المجتمع الدولي يتحمل جانباً من المسؤولية ازاء عدوان الاحتلال ومستوطنيه وذلك بسبب الصمت تجاه ممارسات واعتداءات الاحتلال التي تعتبر خرقاً فاضحاً وتجاوزاً سافراً لكافة القوانين والشرائع الدولية. كما أعلنت محافظ رام الله والبيرة، د.ليلى غنام، عن تشكيل المحافظة غرفة عمليات على مدار الساعة لمساعدة كل من تقطعت بهم السبل بسبب اغلاق الاحتلال محافظة رام الله والبيرة. وأكدت د. غنام أن المحافظة على استعداد لتوفير المأوى لكل من لم يستطع الخروج من محافظة رام الله والبيرة بعد اغلاق الاحتلال مداخلها ومنعه خروج أو دخول المواطنين منها وإليها. وقالت د. غنام إن على جميع المواطنين الذين لم يتمكنوا من الخروج من المحافظة ولم يجدوا مأوى لهم التوجه إلى مقر محافظة رام الله والبيرة في حي أم الشرايط وأن طواقم المحافظة جاهزة لتوفير السكن وكل احتياجات المواطنين. وأشارت إلى أن الاحتلال لن ينجح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، رغم اجراءاته واعتداءاته المتواصله على كل محافظات الوطن، والاعتداءات الأخيرة على محافظة رام الله والبيرة بحجج واهية. |